كان من حسن حظ الهلال أنه خرج فائزاً بنتيجة مباراته أمام القادسية بعد (السقوط الذريع) الذي حدث في عطائه خلال الشوط الثاني وعلى أثره تمكن الفريق القدساوي من تقليص فارق الخسارة إلى هدف واحد (4-5) بدلا من فارق أربعة أهداف (1-5) وعلى اعتبار أن هذا الفوز الهلالي (لو لم يتحقق) لربما حدثت (انتكاسة هلالية نفسية) قد لا يحمد عقباها ولاسيما وأن القادسية ليس من فرق المقدمة أو الكبيرة المنافسة.. وأقصد بذلك (الشباب أو الاتحاد أو الاتفاق أو الأهلي).

ظل الرقم (5) وما فوقه وعلى مر التاريخ مرتبطاً بنتائج مباريات الهلال أمام كل فرق دوري الموسم الحالي.. (13) فريقا وفي حالة غير مسبوقة من لدى كل هذه الفرق مع بعضها وعبر تاريخها.. ويعد الاتحاد والأنصارهما أكثر فريقين تعرضت شباكهما لخمسة أهداف هلالية وأكثر في مباراة واحدة.. وبواقع (3) مرات لكل فريق، وقد كانت النتائج كالتالي: الاتحاد (5-3) في دوري موسم 1403هـ، (5-2) في دوري1407هـ، (5-صفر) في دوري 1430هـ، أما فريق الأنصار فكانت (6-0) في دوري 1407هـ، ومرتين (5-2، 6-1) في دوري موسم 1422هـ.

أما بقية النتائج الهلالية الكبيرة الأخرى فكانت كالتالي: أمام الأهلي (5-2) في افتتاحية بطولة المؤسس 1419هـ، أمام الشباب (5-صفر) في موسم 1393هـ، أمام الرائد (6-صفر) في دوري 1407هـ، (8-صفر) في دوري 1410هـ، أمام التعاون (5-1) في كأس ولي العهد موسم 1418هـ، أمام الاتفاق (5-1) في كأس الاتحاد 1421هـ.

وأمام نجران (7-1) في دوري1429هـ، (5-صفر) في دوري 1430هـ، أمام القادسية (7-1) دوري 1413هـ، (5-4) في دوري الموسم الحالي، أمام الفيصلي (5-1) في دوري 1431هـ، أمام الفتح (5-1) في دوري1430هـ، أمام النصر (5-3) في تصفيات كأس الملك 1431هـ، أمام هجر (7-1) في تصفيات كأس الملك موسم 1395هـ (وفي هذه المباراة بالمناسبة وكحالة استثنائية ارتدى الهلال من خلالها قمصانا باللونين (الأخضر والأسود).

(مع العلم) أن الأهلي هو الفريق الوحيد من بين كل فرق الدوري الذي سبق له إحراز خمسة أهداف (5-1) في مرمى الهلال وحدث ذلك من خلال مباراتها في المربع الذهبي في دوري 1424هـ الذي حقق الشباب بطولته.

كلام في الصميم

- (الغضب) داخل أوساط الجماهير النصراوية بلغ أقصى درجاته تذمراً.. واحتجاجاً على تواضع مستويات ونتائج فريقها وهذا طبيعي، لكن غير الطبيعي هو أن انتقادات غالبية هذه الجماهير قد تجاوزت حد المعقول ضد إدارة سمو الأمير فيصل بن تركي وكأن سموه وأعضاء إدارته هم من مثلوا النصر داخل أرض الملعب، وليس أولئك اللاعبون الذين تم صرف الملايين عليهم ومن أجلهم، وكان من الواجب أن تكون الملامة موجهة إليهم وبنسبة (80%) بسبب ما يحدث من النصر الفريق.

- لو قدم الفريق القدساوي خلال أغلب المباريات أو حتى نصفها ذات المستوى الذي قدمه أمام الهلال (في الشوط الثاني) لنافس على المراكز الأولى في الدوري بل ولربما كان له نصيب من بطولات الموسم الحالي.

- سألوا حسن حمدي رئيس الأهلي المصري قبل أيام: هل فريقكم أصبح (عالمياً) لأنه وصل لمونديال الأندية؟.. فأجاب حرفياً: فريقنا شارك مرتين في المونديال وليس مرة واحدة لأننا أيامها كنا (أبطال إفريقيا).. ولو اعتبرنا أنه أصبح (عالمياً) بفعل هاتين المشاركتين فإننا سنخدع أنفسنا.

- لأنهم يريدون ممارسة المزيد من الضغوط على إدارة ناديهم ولعلها ترحل راحوا يؤيدون من شبه فريقهم بفرق الحواري، رغم أنهم (أزبدوا - وأرعدوا) عندما قلنا: إن فريقكم لم يعد من بين الكبار، ولم نقل أنه فريق حواري.

- الروماني (رادوي) بصدد الانتهاء من إصدار كتاب يحكي (غرائب) الملاعب السعودية.. الأكيد أن (أبو عمر) سيكون أول هذه الغرائب.

- سقط (ابن همام) فظهرت فضائح رشا وفساد قديمة على السطح الإعلامي وآخرها كانت فضيحة الرشوة التي ذكرها (بلاتر) مؤخراً وتسبب في عدم إقامة بطولة أندية العالم الأولى الرسمية عام 2001م والتي كان الهلال سيشارك من خلالها.

- أغلب اللاعبين النصراويين الذين ينتقلون إلى فرق أخرى نجحوا مع فرقهم الجديدة.. فهل هذا تأكيد على أن الأجواء النصراوية لا تعين على النجاح؟

أكاد أجزم أن تلك هي الحقيقة.. فلماذا لا يعمل النصراويون على تغيير أجوائهم المحيطة بفريقهم.

العميد لحق بالزعيم

- اشتغل الاتحاديون كثيراً على (الجانب النفسي) قبل مباراة فريقهم إياباً أمام فريق تشونبوك الكوري (محمد نور مثل ميسي.. سنكرر خماسية سونجنام.. و...).. يعني العملية كلها كانت (تحفيزا.. ومحاولة رفع معنويات).. ظناً منهم بأن ذلك سيجدي ولكنهم نسوا أن (90%) من الفوارق الفنية والمهارية تقف إلى جانب الفريق الكوري، وأن ذلك كان كفيلاً بإقصاء الاتحاد عن البطولة الآسيوية.

- حالة (الدفع العنيفة) التي قام بها نايف هزازي بعد طرده ضد محمد نور وكأنها جاءت لتكشف عن ترسبات سلبية في علاقة نايف بنور.

- الضغط النفسي يبدو أنه كان زائداً عن حده وبشكل كبير لدى (نايف هزازي) فكان تصرفاً أحمق منه وبطاقة حمراء مستحقة ضده.. الأكيد أن طرد هزازي كان مؤثراً على الاتحاد.. ولكن الخسارة جاءت نتيجة لقوة الفريق الكوري والدليل على ذلك أن الاتحاد خسر أيضاً في جدة وهو مكتمل الصفوف ووسط جماهيره.

- وذهبت الأفراح الاتحادية العارمة بالفوز على الهلال في دور الستة عشر أدراج الرياح.. وينك يا كالديرون تشوف.

- الاتحاد قبل مباراته الأولى (الذهاب) أمام تشونبوك وجد تكاتفاً سعودياً ودعماً إعلامياً (في الفضائيات) أكثر مما وجده منتخبنا الوطني قبل كل مبارياته في تصفيات المونديال.. فهل الاتحاد أهم من المنتخب؟

- الاتحاد أضاع أكثر من فرصة هدف.. ولكن تشونبوك أضاع فرصا بالجملة، ولهذا كان من حسن حظنا أن خروج الاتحاد من البطولة الآسيوية لم يتزامن مع فضيحة تاريخية على الأراضي الكورية.

- مباراة الاتحاد وتشونبوك هي شبيهة إلى حد كبير بمباراة الهلال والاتحاد في ختام دوري 1429هـ.. في الأول طرد هزازي في بداية المباراة وفي النهاية فاز الفريق الكوري (2-1).. وفي الثانية طرد خالد عزيز في بداية المباراة أيضاً وتمكن الاتحاد من الفوز (2-1).. ولاسيما وأن العامل المشترك في الطردين هو اللاعب واحد (هزازي).

- خاتمة.. اللهم ارحم (سلطان بن عبدالعزيز) رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجميع موتانا وموتى المسلمين.