Sunday 06/11/2011/2011 Issue 14283

 14283 الأحد 10 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما نفذ ابن لادن عمليته الإرهابية في برجي نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، كان ينطلق من عقيدة عدوانية راسخة، تنظم وتسير عمل القاعدة الذي أسسها.. هذه العقيدة كما قال، تقسم العالم إلى (فسطاطين)، فسطاط (إيماني) يمثله هو ومن يقف إلى صفه، وفسطاط (كفري)

يشمل دول الكفر غير الإسلامية، والدول والشعوب والحكام الذين لا يدعمون مشروعه الإرهابي، حتى لو كانوا عرباً ومسلمين. (إذا لم تكن معي فأنت ضدي).

- إيران الصفوية المعاصرة، ومنذ سقوط الشاه ومجيء حكم الملالي بقيادة آية الله الخميني، كانت تسير على نفس النهج الذي اختطه ابن لادن والقاعدة. إيران الخمينية الصفوية، كانت تقسم العالم حولها إلى (فسطاطين). الفسطاط الأول هو إيران الثورة، والفسطاط الثاني: هو ما عداها من دول وشعوب وحكومات لا توافق على عقيدتها الثورية.

- لم تختلف إيران كثيراً بعد الخميني. صحيح أنها أبدت بعض النوايا الحسنة مع المملكة وشقيقاتها الخليجيات في عهد محمد خاتمي وعلي هاشمي رفسنجاني، لكنها ما لبثت أن كشرت عن أنيابها في عهد محمود أحمدي نجاد، وظهر أن السياسة الإيرانية العدوانية، تدار من تحت عمامة المرشد الأعلى للثورة، وليس من مكاتب وزارة الخارجية، ولا حتى رئيس الجمهورية.

- إن ربط شكل العلاقات الإيرانية مع جيرانها أو حتى العالم الخارجي بالمرشد الأعلى ومفتي الجمهورية الإسلامية، هو إصرار على ترسيخ عقيدة عدوانية صفوية ملتبسة بالدين، ومتمسحة بالمذهب، هذه العقيدة المنحرفة أذكاها الخميني، وحملها الملالي من بعده، فتصدير الثورة بقوة السلاح والقتل والتآمر ضد الجوار الإيراني، هو إرهاب متقدم على إرهاب القاعدة، وربما كان أحد الدروس الذي طبقها ابن لادن ونفذتها عناصره فيما بعد.

- إن المتتبع للعلاقة الإيرانية مع العمليات الإرهابية في المنطقة وفي العواصم العالمية طيلة عقود ثلاثة، يستطيع أن يقول: بأن إيران دولة إرهابية بامتياز. لا نقول هذا استعداءً على إيران، ولكن الحوادث والتواريخ والأرقام تشهد بذلك، وآخر هذه العمليات الإرهابية القذرة التي دبرت لها إيران أحمدي نجاد، هي عملية التخطيط للتفجير واغتيال السفير السعودي في واشنطن.

- تلتقي إيران مع قاعدة ابن لادن في العقيدة الإرهابية العدوانية في مفاصل كثيرة. من هذه المفاصل على سبيل المثال لا الحصر، مسألة ضرب العلاقات الدبلوماسية والإستراتيجية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية. أراد ابن لادن بعملية 11 سبتمبر 2001م، الاستفراد بالمملكة وشعبها، بعد تخريب علاقتها مع أميركا، ففشل، وتريد إيران أن تصل إلى الغاية نفسها، ففشلت.

- سوف تفشل كافة الخطط الإيرانية الرامية إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن الدول المجاورة وعلى رأسها المملكة، لأن هذه الخطط قائمة على عقيدة إرهابية عدوانية، وهي مكشوفة للبعيد قبل الغريب، لأن المملكة أقوى وأمنع من كل المؤامرات التي تحاك ضدها، فقد خاضت الكثير من المواجهات مع المخربين والإرهابيين وصدام حسين، ومع إيران نفسها في سنوات خلت، فكسبت الجولة تلو الجولة.

- في العام 1986م؛ حاول رضا توكلي- أحد رجالات الحرس الثوري الإيراني- تفجير الحرم المكي بـ (150 كيلو جرام)؛ من المواد المتفجرة التي تم دسها في (94 حقيبة) لحجاج إيران، ففشل.

- وفي العام 1987م؛ أثار حجاج إيرانيون- بتخطيط من الحرس الثوري- فوضى ومظاهرات صاخبة، عرقلة حركة الحجاج في المشاعر المقدسة، ورفعت صور الخميني، ثم فشلت أهدافهم.

- وفي العام 1989م؛ نفذ حزب الله الكويتي المحسوب على إيران- وبأوامر من المرشد الأعلى- تفجيرين في الحرم المكي.

- هذا على مستوى المملكة وأماكن عبادة المسلمين فيها، فماذا عن الإرهاب الإيراني في الجوار وفي العالم؟

- تتداخل إيران مع الإرهاب الدولي بشكل فاضح. عندما بدأت عمليات قصف فلول القاعدة وطالبان في أفغانستان بعد تفجيرات نيويورك الآثمة، لم تجد العناصر الإرهابية ملاذاً آمناً لها إلا على الأراضي الإيرانية. متطرفو ابن لادن والملا عمر من السنة، لم يجدوا حرجاً في التعايش مع متشددي الشيعة في إيران، لأن العقيدة واحدة، والأهداف واحدة.

- تتدخل إيران في الشأن العراقي بشكل سافر، وفي الشأن البحريني، ولا تجد غضاضة في دعم الإرهابيين وتفجير المؤسسات وقتل الناس، وتتدخل في الشأن السوري منذ عقدين، وتكبل الحكم السوري بالديون، وترهن سياسة الدولة السورية لصالحها، وتغرس حزب الله الإرهابي في جنوبي لبنان لاحتواء لبنان العربي، وتتدخل في الشأن اليمني عن طريق الحوثيين، وتتسلل إلى القرن الإفريقي من أجل السيطرة، في ظل التشرذم في جيبوتي والسودان وأرتريا والصومال.

- في العام 1983م؛ تفجر إيران السفارة الأميركية في بيروت، وتقتل 63 أميركياً.

- وفي العام 1985م؛ تنفذ عناصر إيرانية؛ عملية خطف طائرة (دبليو آي) في مطار بيروت.

- وفي العام 1989م؛ تغتال إيران المعارض الكردي عبدالرحمن قاسملو، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في فيينا عاصمة النمسا.

- وفي العام 1991م؛ تغتال إيران شاهبور بختيار، رئيس الوزراء في العهد الملكي الإيراني في باريس، على يد علي وكيلي راد.

- وفي العام 1992م؛ تغتال إيران خليفة قاسملو في الحزب الديمقراطي الكردستاني، (صادق سرفكندي) في برلين.

- وفي العام 1992م؛ تفجر إيران السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيروس.

-وفي العام 1994م؛ تفجر إيران المركز اليهودي في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيروس كذلك.

- وفي العام 1996م؛ تتهم الولايات المتحدة الأميركية إيران؛ بتدبير التفجير الذي حدث في مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية، والذي راح ضحيته 19 أميركياً، وخلف 370 جريحاً.

- ثم أخيراً وليس آخراً؛ وفي أكتوبر من العام 2011م، تكشف الولايات المتحدة الأميركية، عن مخطط إرهابي إيراني جديد، يستهدف سفير المملكة العربية السعودية على الأراضي الأميركية.

- هذه فقط؛ نماذج من صور الإرهاب الإيراني الموجه للمجتمع الدولي، عربياً كان أو إسلامياً أو أوروبياً.

- هل نفذ صبر العالم على إيران..؟

- يبدو أن صدَّاماً آخر بمواصفات إيرانية اسمه: (محمود أحمدي نجاد)، ينتظر المصير نفسه الذي حل بصدام حسين، حتى لو كان هذا النجاد، (مجرد عبد مأمور، ينفذ أوامر المرشد الأعلى للثورة، ويجهد لإرضاء المعممين من الملالي).

assahm@maktoob.com
 

الفُسطاط ( الإيراني الصَّفَوي )..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة