Sunday 06/11/2011/2011 Issue 14283

 14283 الأحد 10 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

ومضة:

يقول هاملت:

هذه هي الحقيقة

نحن نقبل كل معطيات القدر ونكباته

ونسقط فريسة مشاعرنا

أرني رجلاً لم يسقط فريسة مشاعره

وسوف أكن له كل التمجيد!

إذا أبحرنا داخل النفس البشرية لوجدنا كثيراً من المشاعر تتلاطم بداخلها، مثل: الغضب، القلق، الحزن.. ولوجدنا الإنسان - في ظل ظروف الحياة الصعبة والسريعة - يحاول وبشتى الوسائل أن يصل إلى مرحلة الاعتدال والاتزان، ويبذل جهداً لامتلاك السيطرة الذاتية والوقوف في وجه العواصف العاطفية بدلاً من السقوط فريسة لها.

ومن هنا يتضح لنا أن تهدئة النفس والتخفيف عنها هو مهارة حياتية أساسية، ومهمة وفن لن يُؤديها لنا غيرنا.

شيء عن الغضب:

الغضب هو تلك الحالة المزاجية التي يجد الشخص صعوبة في السيطرة عليها واحتوائها، وهو أكثر الحالات السلبية خروجاً عن نطاق السيطرة. يقال: بأن إعادة تصور موقف ما على نحو أكثر إيجابية كان وما زال من بين الطرق الأكثر فاعلية لإطفاء الغضب والتخفيف من حدته.

وهذا الكلام سليم، فهب أن شخصاً يقود سيارته اقترب منك حتى كاد أن يطيح بسيارتك على الطريق السريع، فإن رد فعلك المباشر هو أن تسبه، وتمتلك الرغبة في الانتقام، وستزداد قبضة يدك احكاماً على عجلة القيادة في تعبير واضح عن رغبتك في القبض على حلقه، وسترتجف، ويتساقط العرق على جبهتك، ويخفق قلبك، وتتقلص عضلات وجهك...وقد تتسلسل الأمور وتصل إلى موصل أليم.

بينما لو تعرضت لنفس الموقف وكنت أكثر هدوءً وتعاطفاً مع السائق الذي اعترض طريقك، وقلت لنفسك:

ربما لم يكن قد رآني

ربما كان لديه سبباً قوياً دفعه للقيادة على هذا النحو الأهوج

ربما لديه حالة طوارئ طبية

ربما.... ربما...فمثل هذه الأعذار والاحتمالات سوف تهدئ من حدة غضبك بالتأكيد، وستضفي عليك قدراً من الرحمة والتعاطف، أو على الأقل قدراً من تفتح الذهن مما سوف يقطع الطريق على تصاعد الغضب.

شيء عن القلق:

القلق عبارة عن تدريب للخطأ الذي يمكن أن يقع وكيفية مواجهته. ومهمة القلق هي العثور على حلول إيجابية لمواجهة مخاطر الحياة بتجنبها قبل ظهورها. ولكن الصعوبة تكمن في القلق المتكرر المزمن، أي ذلك النوع من القلق الذي يواصل إعادة تدوير نفسه بدون أن يقترب من أي حل إيجابي.

وبمعنى آخر، القلق ظاهرة صحية طبيعية يمر بها كل شخص، لكنه لو لم يحسن التعامل معها ستتخطى الحدود وتتحول إلى قلق مرضي مثل الفوبيا، الوسواس القهري، ونوبات الفزع..

شيء عن الكآبة:

الكآبة هي حالة تحول دون قدرة الإنسان على استشعار أي سعادة أو متعة مع العالم الحي حوله، فهي شعور أشبه بفقد الحس والوهن والضعف الشديد المقرون بتململ دائم. ومع ذلك فهي الحالة المزاجية الوحيدة التي يبذل الشخص جهداً للتصدي لها، وهي الحالة التي يكون فيها أكثر إبداعاً لابتكار طرق للهروب منها، والقيام بتعديلات نفسية وخطط جديدة تسمح له بمواصلة الحياة. وفي أغلب الأحيان ينجح في معالجتها، ويستطيع التسرية عن نفسه وتهدئتها مالم تستدعي تدخلاً طبياً. فقد يلجأ الإنسان إلى تكنيك انعاش الحياة الاجتماعية ومخالطة الغير، والإقدام على نشاطات بصحبة الأسرة والأصدقاء تبعده عن الوحدة. وقد يلجأ إلى تكنيك شخص الذات بالأفكار الإيجابية والحد من اجترار الأحزان، أو بذل الجهد للتركيز على أمور حماسية مفرحة تشيع الفرح والبهجة داخل نفسه، أو الرياضة البدنية، أو ممارسة الهوايات، أو مساعدة المحتاجين والتعاطف مع المعوزين لصرف انتباهه عن ذاته، باعتبار هذا الفعل من بين أكثر العوامل فاعلية لرفع الحالة المزاجية.

وختاماً لهذا المقال، فأنا أقول لكم: إن أفضل علاج لمواجهة الغضب، القلق، الكآبة وخبيات الأمل المتكررة والمتوقعة هو القرب من الله ، لأنه سيمنحنا يقيناً جباراً نستطيع أن نواجه به اعتى المشكلات والصعاب، سيمنحنا قوة بعد ضعف وأملاً بعد يأس، سيمنحنا صحة نفسية وروحية وسكينة واطمئنان وسلامة عاطفية... ثم الإرادة والعمل.

الرياض

 

شيء عن الغضب، القلق، الكآبة
دانة الخياط

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة