Wednesday 09/11/2011/2011 Issue 14286

 14286 الاربعاء 13 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يحب تكوين العلاقات الإنسانية، ويبرع في التواصل مع الآخرين والتعامل معهم. فهو بحاجة إلى التعبير عن ذاته، تبادل الأفكار، التأثير والتأثر، والمشاركة في الحياة. وهذا التعامل يحتاج إلى مهارة لتكون العلاقة ودودة متوازنة ومشبِعة، وإلا حكمت على الإنسان بأن يعيش منعزلاً انطوائياً مخالفاً لطبيعته وفطرته السليمة.

والعلاقات الإنسانية متنوعة، فمن علاقات الإخوة، إلى الصداقة، الزواج، العمل، القرابة.. وغيرها. إلا أنها مهما اختلفت وتنوعت فهناك مبادئ أساسية تُشّيدها وتعمل على إنجاحها واستمرارها أو فشلها. فالعلاقات الإنسانية ليست مجرد كلمات تُقال مجاملة للآخرين، إنما هي فن يحتاج إلى:

الإنسانية، العطاء، المعاملة الطيبة وحُسن المعشر، التواضع، التسامح، احترام الاختلاف واحترام رأي الآخر، العدل، القدورة الحسنة، الحكمة والتعقل، الحوار، الرحمة، المشاركة، الحسم والوضوح، الصدق والإخلاص، التفهم، الحب والرغبة، حس المسؤولية، التقدير، الاهتمام، التواصل، التجديد، الحفاظ على الكرامة، تحديد الأدوار وفهمها... فما ينطبق على العلاقة هذه ينطبق على تلك وإن اختلف نوعها.

ما يهمني في هذا المقال هو الحديث عن العلاقة الزوجية باعتبارها أعقد العلاقات الإنسانية، فهي ليست وقتية كغيرها من العلاقات التي قد تنتهي بانتهاء فترة زمنية محددة، إنما هي علاقة مستمرة. كما أن نسبة الالتزام فيها عالية، فكلا الطرفين يُشكل ركناً أساسياً في العلاقة، فضلاً عن التزامه أمام الله أولاً، ثم أمام نفسه والطرف الآخر والمجتمع...لهذا فهذه العلاقة تحتاج إلى بناء سليم وقوي من البداية لتستمر بشكل سليم هادئ مستقر ومحققاً للهدف.

وكما ذكرت سابقاً، ما ينطبق على العلاقات من مبادئ ينطبق أيضاً على العلاقة الزوجية، ومن أهم المبادئ وعي كل طرف بواجباته ومسؤولياته حتى لا تختلط الأدوار، ويتحول بيت الزوجية إلى حلبة للصراع المرير.

هناك حكمة صينية قديمة تقول:

يفسد الزواج عندما تصبح الدجاجة فيه ديكاً !

فما الذي يُجبر المرأة ويدفعها لتتحول عن هدوئها، ويعلو صوتها، فتفقد الحياة الزوجية الراحة والاستقرار ؟

طرحت هذا السؤال في صفحتي بالفيس بوك، فأتتني الإجابات كالتالي:

خالد: العبارة لها تكملة، يفسد الزواج عندما تصبح الدجاجة فيه ديكاً أو عندما يحاول الديك أن يصبح دجاجة. فأنا أعتقد أن الدجاجة لم تحاول أن تكون ديكاً لو وجدت ديكاً حقيقياً يتحمل مسؤولياته وواجباته.

وفاء تقول: تتحول الدجاجة إلى ديك عندما تتعرض للخطر أو الأذى، أو عندما تضطر إلى تحمل المسؤولية نتيجة لأي ظرف.

ثم أضافت: إنه وبشكل عام السفينة التي يقودها ربانين تغرق.

أما سوزان فترى: أن لا أحد يتحول ويأخذ مكان الآخر، فهكذا خلقنا وإلا اختلت الموازيين

وسالي تقول: كلٌ ميسرٌ لما خلق له، فلا الدجاجة تصبح ديكاً ولا الديك يصير دجاجة !

وذكر محمد: إن هذا التحول قد يكون نتيجة لشخصية الزوجة المتسلطة أو التي تريد أن تصبح صاحبة الكلمة ومتخذة القرار في البيت، والنتيجة الطبيعية أن ترتفع الأصوات وتتحول الحياة إلى نكد، يضطر معه الزوج - خاصة إذا كانت الزوجة عنيدة - أن يتنازل ويتنحى حفاظاً على نفسية الأولاد واستمراراً للحياة الزوجية.

أما أنا فأقول وختاماً لهذا المقال... إن المرأة تفقد أنوثتها، يعلو صوتها، وتصبح متحكمة متسلطة، عندما لا تجد رجلاً حاسماً متفهماً لدوره في الحياة.. أو عندما لا تتفهم هي دورها وواجباتها ولا تدرك أنها مصدر الحنان والراحة والسكينة... عندها فقط تتحول الدجاجة ديكاً، أو الديك دجاجة، أو يصبح كلاهما ديكاً !

 

متى تصبح الدجاجة ديكاً ؟
دانة الخياط

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة