Thursday 10/11/2011/2011 Issue 14287

 14287 الخميس 14 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في إحدى حلقات المسلسل الكوميدي (صح النوم) أصر غوّار الطوشي أن يكون ضمن لجنة اختيار عامل إضافي في حمام ألهنا لصاحبه أبو صياح، وكان هدف أبو الغور إبعاد كل متقدم للوظيفة حتى لا يأخذ مكانه، ومن ذلك سؤاله لأحد المتقدمين: ماذا تعرف عن الهندسة الفراغية ؟ هذا المشهد الساخر يذكر بقصة حدثت منذ وقت قريب حين تقدم موظف للمقابلة أمام لجنة الترقيات الوظيفية، وكان أحد أعضاء اللجنة من المرؤوسين السابقين عند المتقدم للمقابلة، غير انه تدرج في الشهادات الدراسية والدورات التدريبية على رأس العمل حتى صعد وترقى وظيفياً على رئيسه السابق الذي يجلس أمامه الآن بحثاً عن الترقية، عضو اللجنة جاء دوره ليسأل الموظف سؤالاً في إطار المقابلة الشخصية، فما كان من الموظف (المدير السابق) إلا أن يرد بقوله: أنا من علمك ودربك على العمل وتأتي اليوم لتسألني، لن أجيب عليك بالذات حتى لو فقدت كل درجات المقابلة المؤهلة للترقية، وبالفعل كان هذا التصرف سبباً وجيهاً عند اللجنة لخفض علاماته وبالتالي استبعاده عن الترشح للوظيفة القيادية، وصورة أخرى لموظف جاد ذي خبرة ومخلص في عمله حين تقدم لإحدى لجان مقابلة المرشحين لوظائف قيادية أحضر معه بشتاً تضوع منه رائحة المسك ودهن العود وتوشّحه وأصلح من هندامه ودخل على اللجنة مع أن الأمر لا يستدعي ذلك، وأكثر أعضاء اللجنة يعرفون انه ربما لم يلبس البشت إلا في ليلة عرسه، أحدهم لم يفوت فرصة المداعبة وسأله عن مناسبة البشت واليوم ليس يوم عيد ؟ غضب الموظف الطيب ورمى اللجنة بكليمات يصفها فيها بأنها لا تستحق البشت، وبالتأكيد فإن للجنة وجهة نظر بتصرف الموظف منذ دخوله فانفعاله إلى حين تلفظه بألفاظ خارج إطار المأمول منه، ويروي موظف آخر أنه تعرض لموقف طريف من احد أعضاء هذه اللجان حين سأله سؤالاً بعيداً عن تخصصه بمسافة تقاس بحساب السنوات الضوئية، فقد سأله عن كيفية توزيع الإضاءة في المسرح قبل بدء العرض المسرحي ؟ وهو الذي يؤكد انه لا يعرف الكتابة المسرحية ولا الإخراج ولا التمثيل ولم يدخل كمشاهد لمسرحية قط، وأضاف بأن الاحتمال إن عضو اللجنة السائل هو أيضا لم يدخل مسرحاً في حياته إنما هي (الحقانة) أو انه (يتميلح) كما تقول العامة بادعاء الفهم في أمر لا يدركه، ولكني هنا أريد أن أوضح أن بعض اللجان تلقي على المرشح للترقية أسئلة لايراد منها الإجابة الحقيقية إنما الهدف رصد ردة الفعل عند المرشح وأسلوبه فيلإجابة عن شيء لايعرفه، وحسن تخلصه ودبلوماسيته في الإجابة كرجل قيادي، فالانفعال والارتباك والمماطلة والكذب هنا كلها ستكون محسوبة عند اللجنة التي ترصد حركات الجسم وتعابير الوجه ونبرة الصوت بما لديها من خبرة لأنها لجنة تتكون في الغالب من ذوي الخبرة والنظرة النافذة التي تقيّم مخبر الرجل ومظهره ثم تعطيه الدرجة المناسبة للترشح للترقية والإدارة أو للترقية فقط أو لخسارتهما معاً.

 

أمام لجنة الترقيات
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة