Thursday 10/11/2011/2011 Issue 14287

 14287 الخميس 14 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الزبير وصفحات مشرقة من تاريخها العلمي والثقافي
عرض: د. عصام بن عبدالمحسن الحميدان*

رجوع

 

الكتاب الذي ألفه الأستاذ القدير عبدالعزيز إبراهيم الناصر حفظه الله (الزبير وصفحات مشرقة من تاريخها العلمي والثقافي) يندر أن يوجد مثله في تاريخ البلدات والقرى الصغيرة، ويستغرب القارئ من صدور كل هذه الحركة العلمية والثقافية من هذه البلدة الصغيرة الزبير، حتى تعدت علاقاتها العلمية حدود بلد العراق.

هذه البلدة التي اشتقت اسمها من اسم الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة الذي دفن فيها، استوطن فيها بعض أهل نجد بين عامي (1003 - 1392هـ الموافق 1582 - 1973م بما يعادل 429 سنة) ونقلوا معهم تمسكهم بالعقيدة السلفية وثقافتهم، وعاداتهم وطبيعتهم الاجتماعية.

وصدق في الكتاب قول الشيخ المستشار عبدالله الحقيل حفظه الله في تقدمته (بذل فيه جهداً كبيراً امتد لأكثر من سبع سنوات، حاول فيها الوقوف على كل ما كتب عن الزبير وتاريخها في القديم والحديث، ودرس تلك المراجع دراسة مستوفاة، بحيث أخرج منها ما لم تثبت صحته وصوب بعض الأخطاء في بعض تلك المراجع، واستطاع أن يصل إلى ما ترجح لديه من الأقوال والوقائع والأحاديث والتواريخ).

تناول الكتاب الذي يقع في مجلد كبير (766) صفحة وصدرت طبعته الأولى عام 1431هـ ذكر كل ما له علاقة بالحركة العلمية والثقافية في الزبير، فلم يقتصر على ذكر أسماء العلماء (60 عالما) والمشايخ والوعاظ والمدارس المنزلية (9 مدارس) والمدارس النظامية (8 مدارس)، والمكتبات العامة والخاصة، بل ذكر الشعراء والديوانيات والأمثال والصحافة والمسارح، والأطباء والمساجد والجمعيات الاجتماعية كجمعية النجاة وجمعية الإصلاح، وذلك حتى يستوعب كل ما له علاقة بالعلم والثقافة، ويبين دور هذه المراكز والشخصيات في الحركة العلمية.

وكان يسهب في الحديث أحياناً عند ذكر جهات أو أشخاص كان لهم دور أكبر في الحركة العلمية والثقافية كما خص بالذكر إحدى عشرة شخصية زبيرية نهضت بالحركة العلمية والثقافية، وركز على المكتبة الأهلية العامة في الزبير التي أسسها ناصر الثاقب رحمه الله.

وأفرد فصلاً لعلاقة الزبير العلمية بالدول المجاورة كدول الخليج، وغير المجاورة كتركيا ومصر والهند والمغرب، مما يدل على النشاط العلمي الثري لهذه البلدة، وهذا النوع الموسوعي من الكتابة عن الحواضر والبلدات من الناحية العلمية والثقافية، جد نادر في هذا العصر، وقد أبدع المؤلف في هذا المضمار.

وحبذا لو يهتم ببقية القرى والبلدات التي أثرت في الحركة العلمية والثقافية في الجزيرة العربية والخليج، ويسهب في دراستها في موسوعات علمية، لتكتمل الصورة وتعطي حقها من البحث والدراسة.

جزى الله الأستاذ عبدالعزيز الناصر عن أهل الزبير وبلدتهم التي استقروا فيها حقبة من الزمن خيراً، ونفع بكتابه الباحثين والدارسين وعامة الناس.

(*) الأستاذ المشارك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة