Thursday 10/11/2011/2011 Issue 14287

 14287 الخميس 14 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

جودة الانتقاء.. وسلامة الاختيار
خالد بن عبدالكريم الحقيل*

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لم تكن القرارات الملكية الأخيرة النابعة من قلب البلاد النابض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أمد الله بعمره - من مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد إلى تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أميراً للرياض

وما تلاها من تغييرات جذرية هيكلية ضمت الأمراء محمد بن سعد وخالد بن سلطان وسعود بن نايف وفهد بن عبدالله وغيرها من قرارات سيادية لتسلم مناصب قيادية عليا، وليدة مصادفة أو محاولة لملء فراغ مطلقا...

فالمتتبع لأخبار أولئك الأمراء سيكتشف وللوهلة الأولى أن مبايعة الأمير نايف وليا للعهد كان مطلبا أساسيا بل ومطلباً ضرورياً للاستمرارية في نهج الدولة السعودية منذ تأسيسها بتأمين أكثر من ربان ماهر للتعاون في إدارة كل البلاد نحو ما يحقق لها الأمن والأمان وقيادة العالم الإسلامي بكل اقتدار.

فلا يخفى على الجميع مآثر الأمير نايف إبان توليه سدة الداخلية، وما حققه من إنجازات وما حصل عليه من إشادات داخلية ودولية غنية عن التعريف، ولسنا هنا لحصر مناقبه أو إنجازاته، وما السيطرة على الإرهاب وتنظيم حشود ملايين الحجيج بكل اقتدار إلا من سلسلة لا تكاد تنتهي لتلك الإنجازات غير المسبوقة على المستوى العالمي.

أما القرارات التالية لذاك القرار التاريخي وأبرزها تعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز كوزير للدفاع فقد كان له وقع السيف وتأثير الصاعقة على كل مغرض أو مترصد لأمن هذه البلاد الطاهرة، ومن ظن أن فارسا كسلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- قد ترجل من فرسه، وسيخلو له العبث كما يشاء، لم يدر بخلده أن الله جل وعلا -قد قيض لهذه البلاد سلاطين كُثر، هب أقربهم لقلب سلطان ولقلب مواطنيه لحمل راية لا إله إلا الله مغيظا بها كل جاحد ومفسد، ومكملا مسيرة المغفور له -بإذن الله- والذي سلم الراية لمن بعده، خضراء، مرفوعة، خفاقة، لم تنكس يوما ولم تشوبها شائبة بفضل من الله تعالى ثم بحسن وسلامة إدارته.

سلمان بن عبدالعزيز هو رجل الرياض الأول بلا منازع المعروف بصلابته في الحق ولو على أبنائه، والمشهود بصرامته في العدل مع البعيدين من المواطنين قبل المقربين من أبناء العائلة الحاكمة...

هو الرجل الوحيد الذي قد تشاهده أكثر ما يكون في مجالس العزاء، فهو مع المواطنين بالضراء قبل السراء، فضلا عن احتفائه بالعلماء، والمشايخ، وكبار السن وصغاره...

تشرفت بلقياه والسلام عليه أكثر من مرة، احدها في عزاء جدي العزيز حمد الحقيل -رحمه الله- فكان سموه من أوائل المعزين، وكان يتميز بذاكرة متميزة، ودقيقة، ومعرفة عميقة بالتاريخ وأحداثه، ومكونات المجتمع من بادية وحاضرة بشكل لا يوصف.

لا يكاد يمر أمامه من رجل ليصافحه حتى أكاد أشك أنه من اعز أصدقائه، على الرغم من تيقني أنه لم يره إلا للمرة الأولى، وذلك بسبب تواضعه واحترامه للصغير كما الكبير.

- والثانية لدى أحد أقربائي وعند تحري الأمر اكتشفت أن سموه يحرص كل الحرص على مشاركة المواطنين بمختلف طبقاتهم وشرائحهم في مصابهم، سواء كان يعرفهم أو لم يعرفهم، حتى إنه قد يحضر باليوم لأكثر من مجلس عزاء لأناس لا ترتبطه بهم أواصر العلاقة القوية ليس لشيء سوى للتوجيب وتحصيل الأجر بإذن الله، وهذا الأمر ليس سرا خافيا على أحد، والغالبية العظمى من المواطنين يعلمونه.

هو رجل الدولة الذي كان وما زال صمام الأمان للعاصمة الرياض، والتي عمل بها ولها منذ العام 1373هـ وحتى العام 1432هـ، حيث تسلمها منه أخوه ونائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز الرجل الثاني في الإمارة، والذي قد صان الأمانة وأحسن الإدارة وكان منذ قرابة أربعين عاما خير عضد لأخيه منذ ارتبط اسمه بإمارة منطقة الرياض وكيلا منذ العام 1387هـ فنائبا فأميرا في العام 1432 ه، فكان خير من يتولى دفتها, وأميرا جديرا بإمارتها.

حقيقة كانت قرارات جوهرية ناجحة على كل المستويات، فقد ضمت تشكيلة من الفئات العمرية المختلفة، والتي وازنت بين الأجيال بمنتهى الدقة، وأفسحت المجال للكثيرين من أبناء الأسرة الحاكمة القادرين على تحمل المسؤولية، والمشاركة في إدارة البلاد...

كان تطعيم القيادات العليا بالإدارة ذات الخبرة والتمرس من جهة، ومن جهة أخرى اشتملت على كفاءات شابة هُيّأت منذ أمد لتتسلم الأمانة، ولكي تكمل المسيرة، وتبرهن للعالم أجمع بأن القيادة السعودية قادرة على التطوير، وقادرة على إعادة التنظيم والهيكلة، وقادرة على قلب الموازين دوما لصالح الشعب.

فهنيئا لنا كمواطنين جودة الانتقاء، وسلامة الاختيار...

* كاتب وروائي سعودي

almamlaka@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة