Wednesday 16/11/2011/2011 Issue 14293

 14293 الاربعاء 20 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

نايف.. أمنٌ وأمانة

 

الأمير نايف خير خلف لخير سلف
د. محمد بن عبدالرحمن الحقيل *

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عندما تفقد الدولة (أي دولة) رجلا عظيمًا يكون المصاب جللا والأمر عظيمًا, ويضطرب الناس ويتشتت الرأي العام لما يمثله ذلك الرجل من أهمية في كيان الدولة على مستوى صناعة القرار, ولذلك عندما انتقل الأمير سلطان إلى جوار ربه -رحمه الله- بدأت التكهنات على المستويين المحلي والدولي عن مصير الحكم في المملكة العربية السعودية, وبدأ المرجفون من الإعلاميين والمحللين السياسيين يتحدثون عن صعوبة اتخاذ القرار في الأسرة الحاكمة السعودية من أجل اختيار البديل, بل إنهم تحدثوا عن خلاف بين الأسرة الحاكمة في المملكة تجاه هذا الأمر منذ بداية مرض الأمير- سلطان - غفر الله له-, وبفضل الله خاب ظنهم واجتمعت الأسرة المالكة على البديل الذي لا يقل عنه حنكة وسياسة وإدراك للأمور, وهو الأمير- نايف بن عبدالعزيز وهو بحق خير خلف لخير سلف, اطمأن الشعب باختياره وهدأت النفوس بتعيينه لما يملكه -حفظه الله- من قبول عام لدى الشعب ومحبه مطلقة لدى المواطنين كافة بمختلف فئاتهم, كيف لا وهو الرجل المجرب الذي أمضى عمره سياسياً وإدارياً ناجحاً. تخرج من مدرسة عبدالعزيز وتربى على يد أبنائه منذ أن بدأ التجربة الإدارية وكيلاً لإمارة منطقة الرياض التي كان يرأسها أخيه وشقيقة الرجل النادر- سلطان بن عبدالعزيز.

إن الخطوة العظيمة والقرار الحكيم الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- اتفق عليه أصحاب السمو الملكي وأعضاء هيئة البيعة باختيار سمو الأمير- نايف لولاية العهد يشبه في نتيجته الاختيار المنطلق من رغبة الشعب بالإجماع, بل أنا على يقين أنه لو طرح للتصويت لنال الإجماع المطلق من الشعب السعودي كافة, فهو -حفظه الله- رجل المرحلة الحالية والقادمة التي تعيش إرهاصات واضطرابات دولية تجعل الحليم حيران, فما يسمى بالربيع العربي يعصف بكيانات الدول المجاورة, والتدخلات الخارجية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من معالم السياسة الدولية وبالذات من قبل دول تدار بفكر عقائدي متطرف, تسعى كل جهدها إلى زلزلة كيانات الدول التي تخالفها في النظرة الإيدولوجية, وفي الوقت ذاته يمر الداخل بمراحل اجتماعية واقتصادية متسارعه الخطى تحتاج إلى صناعة قرارات سريعة وصائبة تراعي ظروف المرحلة دون الإخلال بثوابت الأمة وأحكام الشريعة الإسلامية التي هي دستور هذه البلاد المباركة. ولهذا تبرز أهمية وجود رجل مثل الأمير- نايف لقيادة المرحلة فهو الرجل السياسي البارع المحنك الذي يدرك عواقب الأمور, ويجيد التعامل مع المتغيرات الطارئة والسريعة, ويستشرف المستقبل بنظرة الرجل الحكيم الذي يعي ما يحاك ويعرف ما يريده الطرف الآخر من خير أو شر, وهو الذي يستطيع إدارة شؤون الداخل ولديه الملكه وبعد النظر للتعامل مع كافة أطياف المجتمع بحزم عندما يتطلب الأمر ذلك ويساير عندما تستدعي المرحلة المسايره, يحاسب المقصر ويدعم المجد, ينظر إلى واقع الدولة نظرة شمولية خاصة لا يصدر عنها إلا قرار صحيح وفي محله, يملك الحلم والأناة التي يحتاجها صانع القرار لإدارة الأمور ويعامل بالقوة والشدة عندما يتطلب الأمر ذلك. ولعل نجاحه في القضاء على الإرهاب ومعالجة وضع الشباب الذين غرر بهم وانخرطو فيه بحكمة الأب وتعامل المصلح المربي وحزم رجل الدولة الذي يهمه أمر بلده ومجتمعه, وكذلك تعامله مع التيارات المتواجدة في الساحة الداخلية وضبط أمورها والحد من تجاوز البعض على الآخر, مع إدراكه لمعطيات الأمور في الخارج وحساب الحساب الدقيق لما يراد ببلاده , كل هذه الأمور لأبرز دليل على ما يملكه من صفات قيادية متميزة-حفظه الله-. إننا نحمد الله على ما تملكه بلادنا من قيادة حكيمة درس وتخرج أبناؤها وعلى رأسهم سمو الأمير- نايف من مدرسة لا يمكن أن تتهيأ لأي أسرة أو دولة في أي مجتمع وهي مرسة الملك- عبدالعزيز وأبنائه سعود وفيصل وخالد وفهد وسلطان وعبدالله. وفي الختام حق لنا أن نفخر بوجود هذه القيادة الحكيمة المباركة لهذه الدولة وبقدر حزننا على سلطان الخير نسعد بتولية نايف خير خلف لخير سلف, وليعيش الوطن هانئاً مستقراً في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه ولي العهد الأمير نايف. والله ولي التوفيق,,,

* مدير عام مكتب وكيل وزارة الداخلية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة