Wednesday 16/11/2011/2011 Issue 14293

 14293 الاربعاء 20 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

نايف.. أمنٌ وأمانة

      

من كرم الله الحكيم العليم ورضاه وعطائه وألطافه ونعمه أن قيّض للشعب السعودي رجلاً قريباً من مواطنيه، يمتلك الفصاحة والبلاغة والحصافة والرصانة، نبيل القلب والشفتين، يبدو للعيان بأنه حاكم وولي أمر ولكنه في الحقيقة إنما هو مواطن عادي متواضع، فهو ابن بار لمن هو أكبر منه وأخ حبيب لمن هو في عمره وأب عطوف لمن هو أصغر منه.

لقد شهد أصحاب القلم بأن ولي عهدنا الجديد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يعتبر خير من يجيد الكلام وإنني بحكم دراستي للعلوم السياسية أستطيع القول بأن سموه لديه الخبرة المتراكمة التي تمكنه من أن يتصرف بالسؤال ويجيب عليه بذكاء مبهر وقد شهدتُ ذلك في المؤتمرات الصحفية، تلك المؤتمرات التي أتتبعها وأحاول أن أستمع إلى حواره فأجد أن سموه لديه أسلوب دبلوماسي مبدع يدلل على أن سموه دبلوماسي من الطراز الأول وخاصة أنه يتكلم دون ورقة مكتوبة ويتخيّر المفردات التي تشكل نصاً متماسكاً جميلاً لا يمكن أن يُستبدل بأي نصّ آخر لأنه في غاية الاتزان والإقناع. وإذا سُئل فإن إجابته تأتي مستندة إلى خلفية خبير يعرف كيف يستخدم اللباقة في التحدث إلى الآخرين.

صاحب السمو الملكي ولي عهدنا الجديد بكل بساطة، إنه السياسي العظيم الذي يعرف مداخل وأسرار السياسة ويتقن لغة المخارج والمداخل لتلك السياسة فهو إداري قدير ذو مدرسة إدارية متميزة أثبتت نجاعتها في المستوى الداخلي والإقليمي والدولي - بالطبع يدير هذه السياسة عقل فطن حباه الله لولي عهدنا وهو معروف بحنكته ومهارته وعمق تفكيره وسداد رأيه.

ولي عهدنا الجديد أطال الله عمره مقيم مع المواطن ومتواجد معه في كل لحظة، وفي توليه وزارة الداخلية، يستجيب مباشرة للمواطن الذي يوجد لديه مظلمة فيقابله ويتفهم مشكلته ويوجد الحل لها وعندما يتكلم مع ذلك المواطن فإنه يخاطبه وقلبه مع ذلك المواطن وروحه مفتوحة للجميع وأعتقد أن معيار عظمة المسؤول لشعبه يستند إلى التواصل اليومي مع المواطن وبهذا نجد أن ولي عهدنا يأتي في طليعة المتواصلين مع شعبهم ومثل هذا الأمر إنما يؤكد عظمة حنكة سيدي ولي العهد.

ومن الخصال الموجودة لدى ولي عهدنا إنه متواضع قولاً وعملاً ومن المواقف التي تشير إلى تواضعه نذكر موقفه في وزارة الداخلية عند أداء صلاة الظهر، إذ إنه حضر وكانت الصفوف الأولى مشغولة فوقف في مكانه لأنه يعرف أن من يأتي أولاً يأخذ مكانه في الصفوف الأولى وعندما حاول من كان في الصف الأول أن يعطيه مكانه طلب من الجميع أن يبقوا في أمكنتهم وأدى صلاته في الصفوف الخلفية.

المعروف عن ولي عهدنا أن سموه قليل الكلام، يستمع أكثر مما يتكلم وإذا تكلم أدهش من يستمع إليه وهو لا يحب الظهور أو الأضواء لأن ما يهمه هو أن ينفع بلده وشعبه ولتحقيق ذلك فهو دؤوب بعمله الذي يؤديه بصمت وأناة.

لقد أضاف خادم الحرمين الشريفين سيدي الملك عبدالله -حفظه الله- مكرمة من مكرماته إلينا فاختار سيدي الأمير نايف ولياً للعهد وكان اختياره له اختياراً موفقاً في توقيته وشخصه لأنه يعرف بأن المواطن يريد أن يتولى هذا المنصب رجل محنك، خبر الأيام وخبرته وخبر السياسة وعرفها حق المعرفة، وبالإضافة إلى ذلك فإن سمو الأمير نايف ليس له أعداء وتربطه بالمواطنين صداقات حميمة مع جميع فئات الشعب السعودي وتتجاوز تلك الصداقات المملكة لتشمل الدول في غربها وشرقها وشمالها وجنوبها.

حق علينا أن نصف ولي عهدنا بأسمى الصفات وأحلاها وحق علينا أن نحبه حباً عميقاً، حباً كثيراً وفوق الكثير وإن كنا نحبه فإننا نفعل ذلك لحنكته وإخلاصه ومحبته لنا - لقد تربينا في أحضان محبته لنا وسهره على راحتنا وأمننا، سموه بعيد النظر، فهو يرى الأمور ببصيرته ويستشرف حدوثها قبل وقوعها فيضع الحلول المناسبة لتلك الأمور وهو يحمل بين جوانحه قلباً يقظاً ويستخدم تلك اليقظة في توحيد نسيج مجتمعنا ويخطو خطواته بنور الله وهو بذلك كالنسر الذي يعرف طرق فراخه - سفينته تبحر عباب بحر محبة الشعب له بسلام وهي مغمورة بالدعاء له، يعمل دون ملل أو كلل ولا يترك مكتبه حتى يكون قد أنهى واجباته وخاصة تلك المعاملات التي تتعلق بمظالم الناس.

سيدي ولي العهد الجديد قد عاهد الله أن تكون أعمق أحلامه تحقيق السعادة والأمن والأمان للمملكة وللمواطن وبرعايته يجد المواطن سلامته وحريته، أن سموه شجرة كثيرة الأثمار يقطف منها شعبه ما يحقق له آماله وأحلامه، وأننا لا نبالغ إذا قلنا إن سموه قسيم أرواحنا الحبيب، وجوده بيننا نور يشرق على وجوهنا ولقد عشقته قلوبنا وتعلقت به أرواحنا لأنه إذا قابله أحد المواطنين ينظر إليه نظرة محبة وحنان ويضمه بجناح محبته.

المواطن عند ولي عهدنا أغلى ما لديه وهو يعلم أن أي دولة دون مواطنيها فهي ليست دولة، يقدم سموه الخدمات للوطن والمواطنين ويستمع ما ينطق به قلب المواطن فيستجيب له، ويحق لنا أن نفخر بسموه وأن يكون في طليعة مسؤولي الوطن لأنه صورة جميلة للمملكة وإننا ندعو له بالصحة والعافية والعمر المديد وأن يبارك لنا بسموه.

سيدي الأمير نايف، إننا نبايعك من أعماق قلوبنا ونشد على أياديكم بكل ما أوتينا من قوة ونقول وفقك الله في خدمة وطننا الحبيب.

ولا يفوتني أن أذكر باعتزاز سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، ذلك الرجل الصلب الحليم والحكيم في آن واحد، الذي رافق المرحوم الأمير سلطان فترة سنتين - ترك زوجته على الرغم من مرضها ليعلمنا معنى الوفاء والأخوة، يعلمنا أن الإنسان ذو قيمة لا يضاهيها أي شيء وأنه لا يوجد مرتبة أعلى من مرتبة الإنسان وهذا منتهى الإنسانية التي يتسم بها سموه، ذلك الرجل الذي يعرف الداني والقاصي ويكفي أن يذكر الإنسان اسمه للأمير سلمان حتى يكمل بقية الاسم - فهو يعرف مواطنيه فرداً فرداً ويشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، في السراء والضراء وفي العسر واليسر وهو متواجد في جميع المواقف بين الشعب وفي قلب كل مواطن سعودي -يوجد لسموه محبة في قلوبنا جميعنا- ولقد استوطنت محبة نايف وسلمان قلوبنا وشغلت الحيز الأمثل في كينونتنا وأرواحنا.

كما أنني لا أنسى سيدي الأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي يعمل بجد وإخلاص ومحبة، هذا الإنسان صاحب الأخلاقية الطاهرة والنفس الطيبة واليمين الممدودة دائماً للخير، ويكفيه ما يصفه الناس به بأنه ذلك الإنسان الراقي الذي يمتلك من الرقي الكثير وأن قلبه ينبوع من الإنسانية، تلك الإنسانية التي ظهرت في الكثير من المواقف الإنسانية التي عبّر عنها بدموعه ولا يسعنا إلا أن نقول إنه ذخر للوطن والمواطن وأسأل الله أن يحفظه لنا وأن يبقيه سنداً للوطن والمواطن.

 

تهنئة من القلب إلى اللآلئ الثلاثة
مي عبدالعزيز عبدالله السديري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة