Tuesday 22/11/2011/2011 Issue 14299

 14299 الثلاثاء 26 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم أتفاجـأ - ولن أتفـاجـأ - بتصريحات بعض من يُحْسَبون على طلبة العلم والمشايخ عبر المواقع الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي وفتاويهم العجيبة من تحريم بعض الحلال درءاً للشبهات وسداً للذرائع. ولكنكم قد تتفاجؤون معي حين تعلمون عمد بعضهم الكيل بمكيالين إزاء بعض الأمور! فمن أعجب ما قرأته مطالبة أحد المشايخ بأسر جنود إسرائيليين، وإطلاق مبالغ مالية لمن يقوم بذلك مما قد يسبب لبلادنا حرجاً، عدا أن ذلك يعد من باب تدخل بعض أولئك المتحمسين والمندفعين في السياسيات الخاصة بالبلدان وطريقتها في تسيير أمور بلادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وفي الوقت ذاته تقوم قيامتهم لو أبدى أحد مشايخ بعض الدول الإسلامية انتقاده لأحد التحفظات الاجتماعية المنسوبة للدين.

من ذلك قيام أحد أولئك (المشايخ) عندنا وعبر إحدى القنوات الفضائية بنقد سياسة دولة تونس وفوز حزب النهضة الإسلامي، وقوله عنه بأنه علماني لا يمثل الإسلام، إلا أنه (يوافق) على مشاركة الحزب مع غيره من التيارات الموجودة في حكومة غير إسلامية التوجه، كحل مرحلي، لكنه (يرفض) أن تنسب الأفكار العلمانية التي يمثلها حزب النهضة إلى الإسلام! ورد عليه رئيس الحزب في تونس بأن حزبه إسلامي ولا يمكن لأحد (احتكار الإسلام) معاتباً بعض (مشايخ الجزيرة العربية) بأنهم لا يتفهمون واقع الحياة الاجتماعية في الأطراف التي عانت من تغييب كامل للشريعة. ودعاهم إلى عدم قياس الأوضاع في بلدان العالم الإسلامي على أوضاعهم! وأنه يفضل الشورى والمؤتمرات كوسيلة للوصول إلى قرار ناجع.

وحين بعث الشيخ القرضاوي رسالة لخادم الحرمين الشريفين مثنياً على قراره الحكيم بدخول المرأة لمجلس الشورى والمجالس البلدية وراجيا منه السماح بقيادة المرأة للسيارة وفق الضوابط الإسلامية، كان رد خادم الحرمين على الرسالة انعكاساً لشخصيته واحترامه للعلماء، بينما علق أكاديمي في إحدى جامعاتنا وقد أطلق على نفسه (شيخ) بأن علماء الحرمين (الموثوق بدينهم) اتفقت كلمتهم على (تحريم قيادة النساء، لعلمهم بما يترتب على قيادتها من المفاسد الدينية والأخلاقية والأمنية، وأن ذلك مرفوض شعبيا من النساء قبل الرجال، ولا يطالب به إلا فئة من المستغربين والمخدوعين الذين لا يشكلون نسبة تذكر من أبناء بلاد الحرمين التي ليست بحاجة إلى فتاوى مستوردة ممن لا يعرفون طبيعتها وخصوصية أهلها).

فأين كانت تلك الخصوصية حين التدخل في الشأن التونسي والمصري وغيره؟ وهل الإسلام حكراً على جنسية دون أخرى؟ وبلادنا الحبيبة منذ توحيدها وهي تستقبل وتحتوي وتضم بين ذراعيها عدداً كبيراً من المشايخ من جميع الجنسيات. والحكمة دوما ضالة المؤمن. وكيف يجزم ذلك الشيخ بأن قيادة المرأة للسيارة مرفوضة عند النساء قبل الرجال؟ وكيف يطلق على المطالبين بها بأنهم من المستغربين والمخدوعين؟ وهنا يكون قد تعدى على حقوق جميع النساء دون اعتبار لهن. ولو ترك الأمر للمجتمع دون توقيف للمرأة التي تقود سيارتها لأدرك خطأ تصوره، ولن تقود المرأة السيارة طالما يتم توقيفها كالجناة!

rogaia143@hotmail.com
www.rogaia.net
 

المنشود
الفتاوى المستوردة
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة