Friday 25/11/2011/2011 Issue 14302

 14302 الجمعة 29 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لو قلنا إن الغرب يتجه إلى تعميق اليأس ليتحول إلى مرحلة المقت فسوف يقال إنك تجنح إلى نظرية المؤامرة، لقد قال الغرب وفي مقدمته «الأمريكان» بالشرق الأوسط الجديد «والجدة هذه بالطبع، من منظور غربي، يقصد بها «شرق أوسط جديد» ينفض عنه غبار التخلف والحقد وكره الغرب ومسايرته فيما يقول ويعمل، مقابل ذلك لا يلتزم بالأعراف والتقاليد المستمدة من مصدرين أساسيين العادات والتقاليد العربية والشرعية من دين الإسلام، إذن ذلك الشرق الأوسط الجديد هو حلم يتطلع إليه الغرب لأنه يعرف أن شعوبه ليس من السهولة أن تكون في موكبه أو في معسكره، إذ لا يمكن للمجتمع العربي أن يلبس «غطاء رأس عربي» أحياناً و «قبعة غربية « أحياناً أخرى. ويعلم الغرب أنه لا يمكن أن يتعامل مع مجتمعات متذبذبة، يريد مجتمعاً وليس حكومات لا تمثل شعوبها يريد أن يتغلغل داخل المجتمع من خلال أوردته وشرايينه، ومن خلال عواطفه وأحاسيسه.

الآن خاضت بعض الشعوب تجربة التمرد على حكوماتها وهي تجربة تخرج المجتمع من نفق وتدخله في نفق آخر، أو من يأس «عادي» إلى يأس «مقيت»، عندها يتدخل الغرب كما فعل في العراق وأفغانستان وليبيا ليقول إنكم أيها الشعوب لا يمكن أن تحلوا مشكلاتكم بأنفسكم. ثم ماذا بعد التدخل؟ الأمر معروف والتجربة مشاهدة: المزيد من القلاقل والقلق والمزيد من الدمار وسفك الدماء، وعلى الرغم من هذا يبرر كل ذلك للوصول إلى نوع من الديمقراطية، ولكن أي نوع «غربية» أو «شرقية» أو ديمقراطية مهجنة في ظاهرها «الرحمة» وفي باطنها «العذاب»، وقبل ذلك وبعده هل الغرب لا يزال يطمح في «شرق أوسط جديد» أو شرق أوسط «مكركب» «»فوضوي» «غير مستقر»، أصبح أسفله أعلاه وأعلاه أسفله؟ ثم ماذا بعد؟ ماذا سيصبح المجتمع العربي؟ وعلى وجه التحديد ماذا سيكون عليه نسيجه الاجتماعي: عاداته وتقاليده وأعرافه السياسية؟ ومن المعلوم أنه عندما تستشري عنده الصراعات والنزاعات فسوف تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي، الذي يبنى عليه كيان المجتمع الثقافي والاقتصادي والسياسي.

وبغض النظر عما يقوله السياسيون وما يطرحه الاقتصاديون وذو الإستراتيجيات، يظل هؤلاء وأولئك يتحدثون ويتحدثون وكأنهم في وادٍ والمجتمع في وادٍ آخر حيث لا يوجد تناغم بين هؤلاء وأولئك، وتستمر المشكلات بل وتتجذر ومن ثم يصعب حلها وتتحول إلى معضلات، والسؤال الذي أختم به هو ببساطة: ما السبيل إلى الخروج من الدائرة المغلقة: تدهور اجتماعي، سياسي، اقتصادي. يؤدي ذلك إلى عدم استقرار في جميع نواحي المجتمع الاقتصادية والسياسية والثقافية؟ أما السبيل إلى الخروج من هذه الدائرة المغلقة فيتحقق، في تقديري بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر والفاقة ضمن أفراد المجتمع، إضافة إلى التطور التقني والتنمية المستدامة.

alshaikhaziz@gmail.com
 

البلاد العربية واليأس «المقيت»
د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة