Friday 25/11/2011/2011 Issue 14302

 14302 الجمعة 29 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

غداً سوف يحل علينا عام جديد وفي هذا اليوم نطوي آخر يوم من أيام العام الهجري 1432هـ وكم هو جميل أن نقف وقفة صادقة لنتذكر مامضى في العام المنصرم من أقوال وأعمال ونحاسب أنفسنا على مامضى فإن كان خيراً حمدنا الله تعالى وسألناه القبول والعون على الدوام وإن كان تفريطاً عزمنا على ألا نعود لذلك ونتوب إليه سبحانه ونستغفره على مافرطنا.

ونحن نحاسب أنفسنا يجب أن نتذكر الحياة والموت ومن مضى ومن رحلوا عنا في هذه الدنيا الفانية من أحباب وأصحاب وأن ماجاءهم سوف يأتي علينا لامحالة وأن نتدبر ذلك وقبل أن ندلف في العام الجديد ينبغي أن نحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب وأن نزن أعمالنا قبل أن نودع الحياة وأن نوازن بين الأمور كما قال أحد السلف (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) إن الأفراد والمؤسسات والحكومات يجرون في كل عام مالي كشف حساب لمسيرة العام الماضي ما تحقق فيه من إنجازات وما خرج من مصروفات وما غنم فيه من مكاسب أو ما تكبد فيه من خسائر ثم يبادر كل بطريقته بالعمل على استدامة المكاسب والمنتجات وتلافي الخسائر والنكبات وبالتأكيد هذا في النواحي المادية.

والإنسان مطالب بأن يقوم بين الحين والآخر بل في كل ليلة وقبل أن يغمض عينيه أن يحاسب نفسه على علاقته بربه عز وجل، وعلاقته بالخلق وعلاقته مع نفسه وأهله ويقوم هذه العلاقات وهل هي في الاتجاة الصحيح ويتدارك كل خلل أو تقصير قبل أن تغمض عينيه ولايستطيع فتحها حينما يداهمه الموت وينقضي أجله.

إن من شكر المولى - عز وجل - على أن مد في أعمارنا ومتعنا بحواسنا أن نلتزم بأمور الله سبحانه وتعالى بالعمل بما أمرنا به من فرائض وواجبات والتزود من الحسنات، والتقرب إلى الله بالمسنونات والبعد عن السيئات من المحرمات والمكروهات وأن نحسن علاقتنا بربنا ومع الخلق نتراحم فيما بيننا ولايظلم بعضنا بعضاً، يعطف الكبير على الصغير، والغني على الفقير، وأن نكون مقتدين بقدوتنا ومعلمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسترشدين بقوله: (لا يكون أحدكم إمعه يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإنا أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن تتجنبوا إساءتهم) وأن نعمل على التمسك بمكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات من الأقوال والأفعال لتكون طريقاً لنا إلى الجنة كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق).

يجب أن ننظر في صفحة الماضي من ظلمناهم فنستسمح منهم، ومن هجرناهم نتواصل معهم، ومن ظلمنا صفحنا عنه، ومن ودعنا ندعو له، ومن أحسن إلينا فنكافأة بالدعاء أو برد الجميل والمعروف، وألا نبخل بمعروف طالما استطعنا القيام به وخاصة حوائج الناس الضرورية. فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (قيل: يارسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: أنفع الناس للناس ! قيل: يارسول الله فأي الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن ! قيل: وما سرور المؤمن؟ قال: إشباع جوعه، وتنفيس كربته، وقضاء دينه)، وفي حديث آخر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن لله خلقاً خلقهم الله لقضاء حوائج الناس آلى على نفسه ألا يعذبهم بالنار فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب).

خاتمة:

قال تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (281) سورة البقرة

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
كشف حساب
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة