Sunday 27/11/2011/2011 Issue 14304

 14304 الأحد 02 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كل صباح نغادر بيوتنا باتجاه أعمالنا ولا نعلم ما كتبه الله لنا من قدر، فالبعض يتعرض لحادث سير ويتوفى قبل الوصول لعمله، والبعض يتعرض لحادثة داخل مقر عمله والبعض يعود سالماً. وتظل أقدار الله تسير البشر، وعلينا التسليم والإذعان.

تألمت كثيراً وشدني ما شاهدته وسمعته عن حادثة حريق مدارس براعم الوطن الأهلية في جدة الذي أودى بحياة معلمتَيْن وإصابة ست وأربعين تلميذة.. وأعادت هذه الحادثة ذكرى حريق مدرسة البنات في مكة، ووقوع سقف الفصل في مدرسة جلاجل على رؤوس التلميذات ومقتلهن بسبب رداءة المبنى وتقادمه.

والتسليم بقضاء الله وقدره لا يلغي معرفة أسباب الحادث وتداعياته برغم إدراك بعضها! سواء الإهمال في الصيانة أو وجود أخطاء بتخطيط المبنى والإصرار على وضع عدة أدوار تعيق سرعة الإخلاء وتضطر التلميذات للقفز والمخاطرة، وهو ما يجب التنبه له بضرورة بناء المدارس من دور واحد، ليمكن تجنب التزاحم حين الصعود أو النزول في حالة حصول حادث. ناهيك عما هو معمول به الآن من بناء ثلاثة طوابق أو تزيد، وبلادنا شاسعة وأرواح أبنائنا وبناتنا غالية. وما يؤسف له وضع أكثر من مرحلة دراسية في مبنى واحد فيسحق الكبير الصغير بحثاً عن طوق النجاة.

وإن حدثتكم عن أصول الأمن والسلامة في معظم مدارسنا، فأولها وقوعها على شوارع ضيقة وعدم وجود بوابات واسعة تسمح بخروج أكبر عدد من الطلبة والطالبات، وليس آخرها انعدام طفايات الحريق أو ندرتها، وإن وجدت فإنها تفتقد الصيانة وإعادة التعبئة، حيث إن البودرة لها تاريخ صلاحية افتراضي ينتهي دون أن يدرك المسؤولون الذين ينعمون بالهدوء طالما لم يحدث ما يعكر الصفو، وقد يعكره الموت أو الحرق أو الإعاقات!.

ولم يفكر أحد قط بتوفير جميع وسائل الأمن والسلامة في المدارس ومتابعتها، ابتداء من تفقد خراطيم المياه ومعاينة الخزانات، حيث أغلبها فارغة إلا من الهواء! مع ضرورة تدريب جميع المعلمات والإداريات دون استثناء على هذه المهام لحين حضور فرقة الدفاع المدني التي يجب أن تشعر بالمسؤولية وأخذ البلاغات بالجدية والمسارعة دون تباطؤ لأن الدقيقة غالية جداً. وتبقى الجمهرة عائقاً ثقافياً دون المسارعة في إنقاذ الحالات وهو ما يجب أن يعاقب عليه المتجمهرون بغرض الفرجة.

ما لم يمكنكم التفكير فيه هو وضع (مدارس البنات المريب) وكثرة الحوادث فيها مقارنة بمدارس البنين وما تؤكده الوزارة بتعاميمها بفرض إغلاق أبواب مدارس البنات بالمفتاح والأقفال، وتحويلها لسجون مؤقتة وتعيين حارس كبير في السن غالب وقته نائم أو ذاهب للبقالة لإحضار متطلبات إفطار المعلمات ومستلزمات الإدارة، وحين يصدح الآذان يذهب ولا يعود إلا بعد أن يقضي الفريضة والسنة، ولو حصل حادث أو حريق في هذه الأثناء فمن يتحمل المسؤولية؟!.

أسأل الله تعالى أن يلطف بجميع طالبات المدارس ومعلماتها وأن يتقبل الشهيدات بجنته، ويشفي ويعافي المصابات، ويحسن عزاءنا في بناتنا وأخواتنا.

rogaia143@hotmail.com-Twitter @rogaia_hwoiriny
www.rogaia.net
 

المنشود
المريول المحروق..!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة