Friday 02/12/2011/2011 Issue 14309

 14309 الجمعة 07 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

طار نصف مقعد من المقاعد الأربعة المخصصة للأندية السعودية في بطولة الأندية الآسيوية، فسارع الجميع وعلى رأسهم المسئولون في الاتحاد السعودي لكرة القدم للتبرير بأسباب غير مقنعة، ولم نسمع من مسئول واحد كلاماً واقعياً ومنطقياً يكشف لنا أن النظرة للكرة السعودية قد تغيرت، ولم تعد النظرة لها بأنها الكرة المرعبة التي تزعمت القارة الآسيوية لفترة طويلة بمنتخبها القوي وأنديتها المتميزة.

النظرة تغيرت للأسوأ، وهذه هي الحقيقة المؤلمة للأسف، تغيرت ليس بسبب حقد المسيرين للرياضة العالمية والقارية علينا أو غيرتهم من إنجازاتنا التي تضاءلت بشكل مخيف، ولكن لأن الكرة السعودية تراجعت فنياً وتنازلت عن المواقع الأمامية، وتركت تلك المواقع لدول أقوى مثل اليابان وكوريا وأستراليا وإيران، ودول كانت أقل شأناً مثل كوريا الشمالية، ودول دخلت مؤخراً لمعمعة التنافس مثل الأردن ولبنان، مع بقاء أطراف قوية في مضمار التفوق مثل قطر، ما يعني أن الآخرين يعملون للمستقبل ونحن نائمون في العسل.

من أراد أن يصل إلى حقيقة التراجع عليه قراءة المعلومات التي لا تخدع ولا تضلل، فالمنتخب السعودي حالياً -وحسب تصنيف الفيفا- في المركز 98 عالمياً وتقهقر في السنوات الخمس الأخيرة أكثر من سبعين مركزاً بعد أن كان ترتيبه ضمن الثلاثين أو الأربعين الأول على مستوى العالم، ويصارع حالياً وبآمال ضعيفة لبلوغ المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم, والمؤشرات توحي بصعوبة المهمة. وحتى لو تحقق الحلم وبلغ المرحلة الثانية فسيواجه منتخبات من العيار الثقيل على مستوى القارة، وهو غير مؤهل بدرجة مطمئنة، فأساسه هش، والدليل مغادرة الفرق السنية للتصفيات في مراحلها الأولى. والمنتخب الأولمبي باتت حظوظه ضعيفة في التأهل لأولمبياد لندن إن لم تكن مستحيلة.

المنتخب السعودي له رصيد كبير من الإنجازات في الماضي، حيث حقق كأس آسيا ثلاث مرات، وتأهل لنهائيات كأس العالم أربع مرات، وظفر بكأس الخليج ثلاث مرات، وانتزع كأس العرب، إضافة لإنجازات أخرى بدأت بوادر خصومتنا معها تلوح في الأفق منذ ثمانية ألمانيا الشهيرة في كأس العالم 2002م، ثمانية موجعة دقت أجراس الخطر بقوة لكننا لم نعمل لتلافي الأخطاء لتحل الكوارث علينا تباعاً بدءاً من الإخفاق منذ عام 1996م في الحصول على كأس آسيا وتحقيق منتخباتنا وبجدارة المركز الأخير في أولمبياد البحرين أو أولمبياد فضيحة الملابس. السبب في هذا التراجع يعود -من وجهة نظري- لسوء التخطيط وعدم التوفيق في اختيار من يعملون في الاتحادات الرياضية ومن يديرون اللجان ومن يشرفون على المنتخبات. نعم هناك عناصر مجتهدة لكنها فاقدة لكثير من المهارات والقدرات وفاقد الشيء لا يعطيه, ثم إن هناك سبباً جوهرياً وهو تدني البنية الرياضية التحتية. فلأكثر من عقدين من الزمن لم نسمع عن تدشين مدن رياضية جديدة ولا مقرات أندية، فالحكام يتدربون في ملعب الصائغ المتهالك وبعض مقرات الأندية أشبه ما تكون بالأحواش وكراجات السيارات, والأندية لازالت تتسول ميزانياتها وهذا ما أنسحب بالضرر على الأندية, فلم يبق من الأندية المنافسة على مستوى القارة إلا ناديان أوثلاثة يغادرون كالعادة قبل بلوغ المباراة النهائية في أحسن الأحوال، أما بقية الأندية فهي أشبه ما تكون بالكومبارس «كثرة على غير سنع».

لا تصدقوا فنحن لم نفقد نصف المقعد بتكتلات الآخرين ضدنا بل بتراجع مستوانا وإذا لم يتدارك المسئولون الأوضاع فستطير بقية المقاعد.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
وطار نصف مقعد آسيوي
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة