Saturday 03/12/2011/2011 Issue 14310

 14310 السبت 08 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

في هزيع الليل الأخير من مساء الخميس كنا - بعضَ المُتَوْتِرين- نحكي عن «الجهيمان امتداداً لما نشرته» الثقافية - صبيحة اليوم ذاته- في مجلتها «الثقافية» حول حملة التكريم الوفائية التي شارك فيها كثيرون بقيادة أستاذنا الكبير الدكتور عبدالله االغذامي وخُصص لها يوم الثلاثاء قبل الماضي، وطلب الصديق المثقف الأستاذ خالد الطويل من صاحبكم محاورته واستخراج المخبوء في تجربته العريضة والطويلة في آن «وقلما اجتمعا»، وردَّ عليه بأن أبا سهيل قد وهن عظمه وضعف سمعه وخانته قدماه وتوارت ذاكرته ولم ينأَ عن المستشفى بعيداً؛ فكان يخرج منه ويعود إليه، وافترقنا - في عالمنا الافتراضي- لنصحو على خبر وفاته؛ طيب الله ثراه.

- كان الموتُ هاجسنا الملح ليلة الجمعة، فالشابة الصابرة المؤمنة «ريما نواوي» تودعُ الأمل الذي أيقظته في نفوس محبيها في «الفضاء السايبروني» الذين تابعوا مسيرتها مع المرض «البشير النذير» حتى تمكن من جسدها الطاهر، وأبو سهيل محورٌ آخرُ يرثيه ولما يعلم غيابه بعد، وبين العشرين والمئة يشرقُ بالدمع الذي غطى لوحة الشاشة أمامه، فبدا الموت الذي يحاصره يناصره ليؤمن أنه - كما كتب في «تويتاته» عن ريما: (للمرة الأولى أعرف حكايتها، وحين رأيتُ المشهد بكيتُ يا صديقي، تعجلت وتأجلنا)، (هو الموت: ننساه فنلهو ونواجهه فنفاجأ به، «والموت نقّادٌ على كفه... جواهرٌ يختار منها الجياد»؛كلٌ يموت، وقلةٌ تُفتقد) وكتب عن الجهيمان إجابة لطلب محاورته - بعد معلومات عن حالته الصحية المتردية -: (... لكنه لن يغيب...).

- حين التقاه - في آخر ظهور له بجلسته الاثنينية قبل أسبوعين ونصف - قرأ النهاية، وعنما قابل ابنه البارّ « ناصر « في مقبرة النسيم وأبلغه عن الغيبوبة التي دخلها وخرج منها أيقن أنه الرحيل، وناشد الصديق العزيز أن يحمل له مشاعر محبيه في فضاء الإنترنت ولو لم يعِها، فأبو سهيل ظاهرة ثقافية لا تُنسى، وهو - لصاحبكم - علاقة ثمانية وعشرين عامًا ابتدأت حين زاره في منزله بالملز وجلس معه طويلًا وخرج من عنده محمّلا بمجلدات الأمثال والأساطير وقصص الأطفال، واحتلت وما تزال موقعًا أثيرًا في مكتبته، وعلى بعض قصصه ومروياته نامت «هتون وتالا ويزن وشدن»، والظنُّ أنهم سيُنيمون أطفالهم عليها.

- أخرجه الرجل الجميل محمد القشعمي من عزلته، وسافرنا معًا في رحلة تكريمية مشهودة في عنيزة، وتكررت زيارته لها بضيافة أستاذنا الراحل عبدالرحمن البطحي - رحمهما الله -، ثم توالى تكريمه في المناسبات الرسمية والشعبية، فعاش الوفاء وعايشه.

فعلا: أبو سهيل لن يغيب.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

هل تقدم رثاؤنا؟
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة