Monday 05/12/2011/2011 Issue 14312

 14312 الأثنين 10 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

الدماء السورية تتدفق بانتظار اختمار صفقة توافقية

 

تتواصل المهل التي تمنحها جامعة الدول العربية للنظام السوري بسخاء لا يوازيه إلا «سخاء» الدماء السورية التي تنزف جراء القتل اليومي الذي لا يحتمل بين صفوف الشعب السوري.

أمس انتهت آخر الفرص التي تواصل جامعة الدول العربية توفيرها لنظام بشار الأسد للتوقيع على بروتوكول البعثة العربية لتقصي الحقائق.

وحسب ما تسرب من الدوحة العاصمة القطرية، حيث عقدت اللجنة العربية المكلفة من الجامعة العربية بمتابعة الملف السوري، بأن دمشق أرسلت عدداً من التعديلات وافقت اللجنة على أغلبها، مما سيجعل من مهمة البعثة العربية لتقصي الحقائق «رحلة سياحية» لأن أعضاء اللجنة أو المراقبين الذين سترسلهم الجامعة ومهما بلغ عددهم خمسمائة أو أقل أو أكثر لا يمكنهم التحرك إلا برفقة مرافقين من النظام السوري.. لتوفير الحماية لهم كما يبرر النظام ذلك أو لمراقبتهم كما هو متوقع، ولهذا فإن المراقبين سيكونون تحت أنظار مراقبي النظام الذين حتماً سيكونون أكثر عدداً. كما أن أعضاء البعثة العربية ستكون تحركاتهم معروفة سلفاً، وطرقها معروفة مما يتيح لمناصري النظام زرع الطرق والشوارع بـ»الهتيفة» الذين يمجدون حكم بشار الأسد. كما أن هؤلاء المراقبين لا يمكنهم زيارة المشافي ولا السجون، وبالتالي ليس بمقدورهم مشاهدة ضحايا النظام، كما يستحيل أن يحصوا عدد القبور التي حوت جثامين الشهداء..!!

إذن تمديد المهل التي منحتها جامعة الدول العربية لنظام بشار الأسد بكرم عربي والذي جاء على حساب الدم السوري المهدر لن تكون لها قيمة على الواقع السوري، لأن البعثة العربية هذا إن تسهلت أمور وصولها إلى سورية ستكون لا قيمة لها ولا فائدة تُذكر، هذا إن لم يكن ممثلو الجزائر والعراق ولبنان والذين سيكون لهم نصيب في تشكيل البعثة سيقدمون تقارير تؤكد التفاف الشعب حول قيادة بشار الأسد، وأن الضحايا الذين يسقطون كل يوم مستأجرون على النظام ليسجلوا أول حالة من النفاق السياسي حيث تُتَهم الشعب بالتآمر على النظام..!!

تمديد الفترات الزمنية حتى يقبل النظام وحلفاؤه من أعضاء جامعة الدول العربية الذين نجحوا في عرقلة اتخاذ موقف حاسم ينهي معاناة الشعب السوري، ورغم سقوط كل هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء السوريين، هدفه الوصول إلى «عقد صفقة» توفر مخرجاً للأزمة السورية ترضي بعض مطالب المعارضين السوريين والمتظاهرين، وفي الوقت نفسه ترضي حلفاء النظام الذين يسعون للحفاظ على مصالحهم في سورية، فروسيا تبحث عمن يدفع الفواتير المستحقة على سورية وأن لا تخسر قواعدها ونفوذها، كما أن إيران لا تريد أن تخسر «الجسر» الذي يوصلها إلى لبنان ويسهل لها البقاء في العراق، كما أن الأنظمة المرتبطة بطهران والتي تخشى السقوط هي الأخرى إن سقط نظام بشار الأسد تبحث عن صيغة لا تجعلها تخسر كل شيء.

وحتى يتم الوصول إلى صفقات توافقية يظل الشعب السوري يقدم الشهداء.. وتواصل جامعة الدول العربية منح المُهل الزمنية.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة