Wednesday 07/12/2011/2011 Issue 14314

 14314 الاربعاء 12 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بلغ عدد سكان العالم سبعة مليارات نسمة تقريبا، وارتفع عدد الهواتف الجوالة المستخدمة إلى أكثر من خمسة مليارات، مقابل مليار واحد في 2002م.

كل الدراسات تدلّ على أن تكنولوجيا الجوّال هي الأسرع انتشارا على وجه هذا الكوكب الجميل، وعلى أن الجوال هو الجهاز الذي يتمنى كل سكان العالم اقتناءه.

مقتنو الجوال مُتعلقـّون به إلى حدّ أنه إذا تعطّل أو فـُقد، تعطّلت حياتهم وشعروا بالضياع.

هو يلتصق بأيديهم وبآذانهم، وكأنه جزء منهم، وهم - على الأغلب - سعداء به. وبات الجوال الأقرب إلى حامله، بشكل عام، من أقرب الناس إليه، بل يبدو أن لاشيء أقرب إلى الإنسان من جواله.

علاقة الإنسان بالجوال هي أقرب إلى قصة عشق، لا تزال تكبر وتتوثـّق، ولا تزال تعِدُ الطرفين بالكثير الكثير.

في إبريل 1973 م، خرج (مارتن كوبر)، مكتشف الجوال، من مكتبه في شركة (موتورولا) في نيويورك، إلى الشارع، وفي يده هاتف يزن 850 غراما، وأجرى عدة مكالمات، وسط دهشة المارّة وسعادتهم.

في 1983م، طرحت الشركة في الأسواق جوالا يزن452 غراما، كان يُوضع في السيارات، وفي 1990 م، بلغ عدد مشتركي الجوال في أمريكا مليون مشترك.

انتشر الجوال تدريجا في معظم أنحاء العالم، وكان لا يزال كبير الحجم ضخما، مقارنة بما هو عليه اليوم من أناقة ورشاقة.

عمل فريق من البيولوجيين في (جامعة بيركلي) الأمريكية على تطوير الكاميرا في الجوال لتؤدي وظيفة ميكروسكوب، سمّوه (سلسكوب)، بهدف فحص الطفيليات التي تـُحدّد مرض الملاريا، مثلا، ويستهدف هذا التطور إمكان إرسال الصورة بالجوال، من دون المرور بتكنولوجيات أخرى مُعقـّدة من أجل تحديد المرض.

الأسباب العملية لاقتنائه فرضت نفسها، وبعد أن كان كماليا أصبح ضروريا، لاسيما عند من فتح عينيه والجوال موجود. حاولوا أن تخبروا من هم دون 18 سنة، مثلا، بأن الجوال لم يكن موجودا، وكيف كان حالنا قبل الجوال.

هذا الجهاز المعشوق أدخل ثقافة جديدة على التواصل بين البشر. أخذت وظائفه تزداد وتتطور. لم يعد بإمكان أحد مفارقته.

لنعترف بأن السبب في ذلك ليس تعلـّقا بتكنولوجيا جديدة، ولا وجاهة استعراضية، بل لأنه غيـّر حياتنا بطريقة تـُعجبنا. لم يجعل حياتنا أسهل وحسب، بل غيـّر مفهومنا لكل فكرة الاتصال والتواصل، ومفهومنا للمعلومات، غيـّر، عمليا، أساليب العيش والعمل، والتواصل، بل علّمنا كيف نلعب. وكلما ازداد «ذكاؤه» ازداد تعلقنا به.

لنتخيّل، مجرد تخيّل، أن نصحو غدا، لنكتشف أن خطوط اتصالات الجوال لا تعمل!

ألا يُماثل هذا التخيّل، أن نصحو غدا، وقد نسي كلٌّ منا اسمه؟

Zuhdi.alfateh@gmail.com
 

في الجهاز المعشوق
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة