Thursday 08/12/2011/2011 Issue 14315

 14315 الخميس 13 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

تعليقاً على رسالة سمو الأمير فهد بن سلطان لـ(الجزيرة):
تبوك منطقة حالمة (عانقت السحاب) بتراثها وتاريخها وموقعها

رجوع

 

اطــلعت على تهـنئة صـاحــب الــسمـو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك في الصفحة الأخيرة من (الجزيرة) يوم الثلاثاء الماضي في عددها 14313 حول كتاب الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه (لآلئ من الحب) ذلك الكتاب القيم عن سمو الراحل الكبير الذي قامت صحيفة (الجزيرة) بتأليفه؛ ولأن أمير تبوك ومنطقة تبوك تستحق الإشارة والإشادة بها كواحدة من أجمل مناطق المملكة وبهذه المناسبة فقد حقق الأمير فهد بن سلطان إنجازات عظيمة لمنطقة تبوك وما زال غيث سموه ينهمر نحو هذه المنطقة الجميلة من بلادنا فتبوك بلد جميل بطبيعة ساحرة تكونت كبوغرافيته من سلسلة جبال الحجاز وصحراء النفود الكبير تقدر مساحتها بحوالي 138000 مائة وثمانية وثلاثون ألف كم2 تجمع بين السهول والوديان والشعاب والجبال الشاهقة وأشهر الجبال المحيطة بها جبل الزيتة وجبل اللوز وجبال شار وجبال شرورة في الشمال الشرقي كما أن تلك البقعة الغالية من الوطن تضم أشهر الأودية ومنها وادي الحمض ووادي فجر ووادي نيال ووادي الأخضر ومعظم تلك الأودية تصب في البحر الأحمر، أما موقعها الجغرافي فهي تقع في الزاوية الشمالية الغربية للمملكة العربية السعودية وتمتد حدودها الغربية على ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة وتمثل الحدود الشمالية للمملكة مع الأردن وتحاذي من الشرق منطقة حائل والجوف ومن الجنوب الحدود الشمالية لمنطقة المدينة المنورة.

إنها منطقة تبوك الضاربة جذورها في التاريخ الإسلامي حيث تمثل غزوة تبوك منعطفاً مهما في تاريخ الدولة الإسلامية الوليدة على عهده رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وهي تعد في الوقت نفسه الحدث الأكثر إشراقا في التاريخ الإسلامي للمنطقة وكان مقرر لتلك الغزوة أن تقع في السنة التاسعة من الهجرة النبوية الشريفة وهي أول حملة عسكرية بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد الروم الذين دخل الرعب في قلوبهم ولم يتحاربوا مع المسلمين فكفى الله المؤمنين شر القتال كما أن مدينة تبوك تضم في طياتها عدة آثار تستحق الزيارة والتمعن فيها ومنها قلعة تبوك التي أنشأت في عصر السلطان العثماني سليمان القانوني سنة 967هـ. ومن مآثر تبوك عين السكر التي فجر ماءها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قبل غزوة تبوك حيث لا تزال آثارها إلى هذا اليوم عبارة عن بركتين تقعان بجوار القلعة (قلعة تبوك) ومسجد التوبة الذي كان يصلي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان في تبوك وتعد محطة سكة الحديد الحجاز معلماً تراثياً حيث وصل إليها أول قطار في عام 1323هـ وتتكون من ثلاثة عشر مبنى ويمكن القول إنه يصعب حصر المواقع الأثرية العريقة في تبوك.

عندما يتواجد السائح بمحاذاة ساحل تهامه أو حدود تبوك الغربية فإنه سيفاجأ بمسافة طولها 700 (سبعمائة كيلو متر) عبارة عن لوحة أبدعها الرحمن بجمال طبيعتها التي تكونت من الطمي الذي يزحف به جريان السيول في الوديان ويمكن للزائر أن يرى الجزر بمحاذاة الساحل حيث تحيط بها الشعب المرجانية والطبيعية في تلك المواقع تعتبر عذرية ساحرة بتنوع المواقع الجميلة فيها وتضم مجموعة من الموانئ التي شيدت طوال العصور الإسلامية ومنها الحوراء العونيد وعينونه بالإضافة إلى عدد من مراسي السفن وتمت الاستعاضة بالموانئ والمراسي القديمة بميناء (ضباء) الذي شهد تطوراً ملحوظاً حيث ساهم في انتعاش المنطقة اقتصادياً.

ومنطقة تبوك رزقها الله برجل نذر على نفسه أن يجعل منها منطقة مزدهرة اقتصادياً وعمرانياً وعلمياً وقد تحقق على يده كل شيء رغب فيه؛ إنه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي تربى على يد سلطان الخير صاحب الأيادي البيضاء طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته. إن عملاقا مثل سمو الأمير فهد بن سلطان لا يستغرب عليه ما تم إنجازه في منطقة تبوك قبل سنتين كان لي الشرف أن أزور سموه في مكتبه وقد أبلغني سموه بأن ما وصلت إليه منطقة تبوك من تحديث وتطور لا يرقى إلى طموحات سموه، إنه يطمع بالمزيد حيث تحولت مدينة تبوك إلى ورشة عمل أنتجت الميادين الشاسعة والطرق الواسعة المنورة والبنى التحتية المكتملة كما أن المسطحات الخضراء قد امتدت على جنبات الطرق وازدانت بها نواحي تبوك، وقد انتقى سموه لمنطقة تبوك والبلدان التابعة لها قيادات مخلصة وضعت الإنتاج نصب أعينها والتطوير سمة لها وتحولت تلك البلاد الغالية من منطقة عسكرية نائية إلى بلد يتنافس فيه رجال الأعمال بإقامة المشاريع العمرانية والزراعية والعلمية حيث أقيمت الفنادق والبنايات متعددة الأدوار والمشاريع الزراعية التي جعلت من تبوك تصدر الزهور والورود لبلاد الزهور والورود (أوروبا) كما أن منتجات تبوك من الفواكه والخضار أصبحت موجودة في أنحاء المملكة ودول الخليج وبعض الدول الأوروبية وكان لأميرها الفضل بعد الله في تشييد مطار نموذجي يعتبر من أجمل المطارات في المملكة، أما الإعمار فقد صار على قدم وساق وارتفع سعر الأراضي لأسعار يمكن مقارنتها بالأسعار في الرياض العاصمة وجدة والدمام -وبدون مبالغة- أقول إن الخطة التي رسمها أمير تبوك لمنطقة تبوك قد أتت بثمارها وأصبحت تبوك بعدما أنجزت مشاريعها محط أنظار السياحل بدليل أن جميع الرحلات المتجهة إلى تبوك تعتبر مشغولة مقاعدها بنسبة لا تقل عن 98 %، تمنياتي لتبوك وأميرها المتألق وأهلها الأعزاء مزيداً من الرقي والتقدم في ظل قيادتنا الغالية والله الموفق.

إبراهيم بن محمد السياري - الرياض

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة