Friday 09/12/2011/2011 Issue 14316

 14316 الجمعة 14 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

رسالة عزاء شعرية إلى حائل التي فقدت اثنتي عشرة طالبة في حادث مرور مؤلم توفي فيه -أيضاً- سائقا السيارتين- رحمهم الله جميعاً.

اثنتا عَشْرَةَ زَهْرَهْ

سَلْسَلَ الفجر إليهنَّ مع الإِشرافِ نَهْرَهْ

وحباهُنَّ على مائدةِ الإحساسِ سِرَّهْ

كانت الأرضُ ابتهاجاً..

والنَّدىَ يَهمي عليها، قَطْرَةً فيِ إِثْرِ قَطْرِهْ

لم تكنْ حائلُ في إشراقة الفجر..

سوى بيتٍ من الشِّعْرِ روى التاريخ شَطْرَه

وروى الفجرُ الذي غَنَّى على واحتها الخضراءِ..

شَطْرَهْ

لم تكن حائلُ إلاَّ درةً في مُقْلَةِ الفجر الذيِ غَنّى لها..

أَيَّةَ دُرَّهْ

اثنتا عَشْرَةَ زَهْرَهْ

غرَّدت أحلامُهنَّ الخُضْرُ في رَوْضِ الأَمَلْ

وتزاحَمْنَ على بوَّابة الفجر..

وبادَرْنَ العَمَلْ

ونَسَجْنَ الفجر خَيْطاً

بمَدَى الرَّغْبَةِ في العلمِ اتَّصَلْ

قَهوَةُ الفجر تغنِّي

وانثيالاتُ ضياءِ الفجر تَبني في المدى

قَصْرَ التَمَنِّي

تسكب الإحساسَ بالفرحةِ في إطلالَةِ الظَّبيِ الأَغَنَّ

اثنتا عَشْرَة زَهْرَهْ

لم تكن حائلُ - في إحساسهنّ - الزَّهرَ والرَّوضَ النَّضيرْ

لم تكن ساقيةَ النَّبعِ ولا الماءَ النَّميرْ

لا، وما كانتْ بساطاً من حريرْ

إنَّما كانتْ لهنَّ الحِضْنَ والقلبَ الكبيرْ

كانت الإحساسَ بالناسِ..

أَبَاً يحنو، وأمَّاً تمنح الحُبَّ..

وشَدْواً في فَمِ الطفل الصغيرْ

اثنتا عَشْرةَ زَهْرَهْ

سكب الفجرُ على أهدابهنَّ النُّورَ من فَيْضِ الشُروقْ

واَرْتَوَتْ من مَنْبَعِ الرَّغْبَةِ في العلمِ العُروقْ

ومضى الرَّكبُ إلى جامعةِ العلمِ وميدانِ السُّموُقْ

أيُّ ركبٍ سار في هذا الصَّباحْ

إنَّها حافلةٌ تَطْوي مَدَاها في غٌدوٍّ ورَواحْ

ربَّما طار بها السائقُ من غيرِ جَنَاحْ

ربَّما - يرحُمه اللهُ - امتطاها كالرِّياحْ

ربَّما ضايقَها الدَربُ وأدْمَتها الحُفَرْ

ربَّما رافَقَها في زَحمَةِ السَّيرِ الخَطَرْ

ربَّما أَخطَأَها التوفيقُ، جافاها الأَثَرْ

رُبَّما خَاتَلَ عينيها النَّظَرْ

رُبَّما..

كم «رُبَّما» قِيلَتْ..

وكم ردَّد معناها البَشَرْ

كم حديثٍ، كم خَبَرْ

«رُبَّما» قِيلَتْ، و»كم» قيلَتْ، و»لَوْ»

وحروف الوطن والتخييرِ واوٌ ثم فاءٌ ثمَّ أَوْ

كم حديثٍ طار عنها وانتشَرْ

وترامَى وانحَسَرْ

ومَدَى القصَّةِ..

أنَّ الأَمرَ مرَهونٌ بتصريفِ «القَدَرْ»

اثنتا عَشَرةَ زَهْرَهْ

إيهِ يا حائلُ

يا مَنْ فيكِ للجُودِ مَبيتٌ ومِقيلْ

إنَّها الدنيا رحيلٌ في رحيلْ

نحن فيها كالنَّباتات التي تَنْبُتُ في قلب المَسِيلْ

اسأليها: كم مضى جيلٌ..

وكم يَخْلُفُه في الأرضِ جِيلْ؟!

اثنتا عشرةَ زَهرَه

يا إلهِ العرشِ أَمطِرْهُنَّ بالرحمةِ والصَّفحِ الجميلْ

واجعل الجنَّةَ مَثواهُنَّ والظِلَّ الظَّليلْ

وامنح الأهلَ قلوباً..

تجعل الصَّبرَ شراعاً يَمْخُرُ البَحْرَ بهمْ...

يُخرِجُهم من لُجَّة الحُزنِ الثَّقيلْ

أَحْسَنَ اللهُ عزاءَ الأَهْلِ فيهنَّ..

ويا بُشْرَى لأهل الصَّبرِ..

بالفَضلِ الجزيلْ

 

اثنتا عَشْرَةَ زَهْرَهْ
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة