Sunday 11/12/2011/2011 Issue 14318

 14318 الأحد 16 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أسس أول خط للسكك الحديدية بالمملكة عام 1947م ويربط بين الدمام والرياض، وفي عام 2003م تقريباً بدئ تنفيذ خط سار للسكة الحديدية ويربط مناطق التعدين بالشمال بالمنطقة الشرقية والرياض، وقد أوشك جزؤه الخاص بنقل البضائع على الانتهاء. يطلق عليه خط الشمال الجنوب ولا أفهم سبب تسميته الشمال الجنوب رغم أنه لا يذهب إلى جنوب المملكة، إلا إذا اعتبرنا مرجعية الجنوب في التسمية تعود لمناطق الحدود الشمالية فقط؟! كما صدر في نفس العام طرح مشروع خط السكة الحديدة الذي سيربط الرياض بالمنطقة الغربية وحتى الآن لم يتم البدء في تنفيذ هذا الخط، فعلياً. إضافة إلى ذلك هنا قطار الحرمين الممتد من مدينة جدة مروراً بمكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ويتوقّع الانتهاء منه خلال ثلاثة أو أربعة أعوام.

هذا التوجه نحو الاستثمار في إنشاء السكك الحديدية يعتبر أحد أفضل الاستثمارات السعودية الراهنة ويقدّر بحوالي 32 مليار دولار (ما يفوق 118 مليار ريال) قابلة للزيادة في حالة ترسية بقية المشاريع المقترحة في هذا الشأن. رغم ذلك فهناك ملاحظات أطرح بعضها في هذا المقال.

رغم الحديث الكبير عن هذه المشاريع فإنه يلاحظ وجود بطء في إنهاء دراسة هذه المشاريع وترسيتها، فمشروع الرياض- جدة على سبيل المثال أعلن عنه قبل حوالي تسع سنوات وحتى الآن ما زال في طور الدراسات، فإذا كانت الدراسات تستغرق أكثر من عشر سنوات، على اعتبار أنه لم يعلن عنه سوى بعد دراسة مسبقة مستفيضة، فإننا لا نعلم متى يبدأ التنفيذ الفعلي وكم سيستغرق؟ هل سيأخذ عشر سنوات أخرى أو أكثر من ذلك؟

هناك تقدّم كبير في التقنيات المتعلّقة بسكك القطارات وبالذات في مجال نقل الركاب، ونخشى أننا نحتاج إلى إعادة الدراسات لمواكبة تلك التطورات وإلا سنجد أنفسنا ننفذ مشاريع متأخرة عن سياق التقنيات العالمية الحديثة. انظر على سبيل المثال الحديث عن خط الشمال الوسط (لا أحبذ تسميته الشمال الجنوب، لأنه لا يمتد لجنوب البلاد) يتباهى بأنه سينفذ سكك قطارات للركاب بسرعة 200 كم في الساعة. نحن نعلم أن هناك قطارات تفوق سرعتها هذا الرقم بكثير، فلماذا لا نبدأ من حيث انتهت إليه التقنية في هذا الشأن وتأسيس شبكة قطارات سريعة وليس تقليدية؟

غالبية دول العالم تعتمد في المشاريع القائمة على القطاع الخاص الذي يتولى تكاليف التنفيذ مع الاستثمار طويل المدى. الرؤية لدينا غير واضحة في جانب التخصيص والتمويل والاستثمار في هذا المجال. لا نعرف مبررات عدم طرح مشاريعنا الكبرى بصيغ تنافسية حرة لشركات وجهات التمويل العالمية أو عدم تخصيص خدمات السكك الحديدية بشكل كامل.

في مشاريع السكك الحديدة يتم الحديث عن ربط الشمال بالشرق والوسط، وربط الشرق بالوسط والغرب، ولكن يغيب عن الحديث جزء حيوي من بلادنا يمتد من مكة إلى حدودنا الجنوبية. فمحافظة الطائف ومناطق الباحة وعسير وجازان ونجران جميعها لا يرد لها أي ذكر في خارطة السكك الحديدية الجديدة؟ ودون الانتقاص من منطقة أو أخرى، فإن مناطق الجنوب لا تقل أهمية عن المناطق الأخرى التي تنفذ بها سكك الحديد، سواء من ناحية الكثافة السكانية، أو التنمية الاقتصادية أو حتى الجانب الطبوغرافي الذي يحتاج مساندة للخطوط البرية بها. لماذا يتم الحديث عن ثلاثة أو أربع مشاريع مجزأة ولا يتم الحديث عن خطة وطنية شاملة ومتوازنة للسكك الحديدية بجميع مناطق المملكة بما فيها مناطق الجنوب؟!

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
خطوط السكك الحديدية
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة