Sunday 11/12/2011/2011 Issue 14318

 14318 الأحد 16 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

في أبها المتلفعة بالغيوم كان اللقاء الشعري المتألق بمن دعا ومن حضر من أساتذة الجامعة ورجال أبها وشبابها، وكان الاحتفاء الجميل من الأخ الكريم د. محمد الحازمي، صاحب الديوانية، والمحتفي بلغة القرآن وأدبها شعراً ونثراً على مدى ثلاثة عشر عاماً.

ديوانية أدبية فكرية تقام أول يوم أحد من كل شهر، يستضيف صاحبها عدداً من الأدباء والشعراء والمفكرين في محاضرات وأمسيات تتميز بدفء المشاعر، وبأجواء ثقافية راقية يصنعها حضور هذه الندوة المتميزون بالثقافة والمعرفة، والتذوق الأدبي الأصيل.

رتب للأمسية الأبهاوية الحازمية الدكتور محمد الزمزمي طبيب الأسنان المحب للأدب والثقافة، وكان يوم الأحد في الأسبوع الأول من شهر الله المحرَّم هو موعدها، وكان سفري إلى أبها من جدَّة سفر المنتقل من جوًّ دافئ إلى جوًّ بارد تصل درجة حرارته إلى اثنتي عشرة درجة، وياله من سفرٍ متمِّيز.

كانت الغيوم المتكاثفة بصورة عجيبة هي المستقبل الأوَّل للطائرة التي أتاح لنا ارتفاعها رؤية ذلك المنظر البديع، جبال بيضاء تعانق بعضها في أشكالٍ تحيَّر الذهن البشري أمام تناسقها وتنوعها وتراكمها حتى لا يجد الإنسان مجالاً للتعبير إلا بترديد «سبحان الله العظيم» وهي كلمة معبَّرة تشرح صدر قائلها، وتشعره بأنَّ مثل هذه المناظر العجيبة لا يمكن أن تستوعب الكلمات جمالها، وروعها، فتكون «سبحان الله العظيم» هي المناسبة في هذا المقام.

وحينما اخترقت الطائرة ذلك النَّدْفَ الغماميَّ البديع هابطة إلى مطار أبها، برزت جبال أبها وروابيها، وخارطتها العمرانية المنتشرة بين الجبال، فازداد الذهن انبهاراً، والقلب إعجاباً، ورأت العين لوحةً من الطبيعة تسرُّ الناظرين.

كانت الأمسية بعنوان جولة شعرية مع ما يسمَّى «الرَّبيع العربي» ابتداءًَ بتونس وانتهاءً بسوريا وبينهما مصر وليبيا واليمن، وإنَّها لرحلة عجيبة في عالمنا العربي جديرة بأن تستثير الشعر، وتهزُّ قوافيه هزَّا، وتوُزُّ حروفَه أَزَّا.

في ديوانية د. محمد الحازمي تشعر بطعم متميز للقاء، فالحضور حضور أدبي ثقافي متذَّوق، يعرفون قيمة الكلمة الأدبية والصورة الشعرية، ويفتحون لضيف الأمسية آفاقاً من بهاء الحس الأدبي المرهف، والوعي بأبعاد ما تبوح به المشاعر من أحاسيس الشاعر، وما تحمله الكلمات من أفكاره ومعانيه ومراميه.

وصاحب الديوانية أديب يتميز بحبِّه للغة العربية الراقية حبَّاً عظيماً، ولهذا فهو يرسم منذ أوَّل كلمة يقولها أفقاً رحباً للأصالة العربية، والإبداع الأدبي، فما يصل الضيف إلى مكبِّر الصوت ليبدأ حديثه، إلا وقد عَرَف حقيقة هذا الملتقى، وقيمته، ومستواه.

أما الشباب المتذوِّق للأدب فهم قُطْب رحى هذه الديوانية الرائعة فإذا رأيت مَنْ يحيط بهم من الأدباء الكبار والنَّقاد من أساتذة الجامعة وغيرهم، علمتَ أنَّك في ديوانية أدبية باذخة، وقد كان لمدير الأمسية د. عامر الألمعي وهو طبيب أديب شاعر ذكرَّني بعلاقة الطب بالأدب، دور آخر في صناعة جو أدبي متميِّز.

أحيي ديوانية الحازمي الأحدية الشهرية وصاحبها وروَّادهَا، وأحيي جبال أبها وأوديتها، وضبابَ سودتها الذي يعانق أَشجارها وهضابها كلَّ يوم.

إشارة:

أبها، وينتشر العبيروتهزُّ منكبها عسيرُ

 

دفق قلم
في ديوانية الدكتور محمد الحازمي
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة