Sunday 11/12/2011/2011 Issue 14318

 14318 الأحد 16 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

هل تصلح الرياض كمدينة للعيش أم لا؟ كم أتمنى أن تبادر الجهات الإحصائية لتقدم دراسة من استبيانات موزعة على مواطنين عاشوا في الرياض، سواء بقوا أم هاجروا إلى غيرها، لمعرفة ما إذا كانت المدينة صالحة للعيش أم غير صالحة، ومعرفة الأسباب التي جعلت منها صالحة أو غير ذلك.

كنت أفكّر في المدينة التي ولدت فيها، وتنقلت فيها بين عدد من الأحياء، شهدت تطورها ونموها السريع، كما شهدت تعثر مشروعاتها المتنوعة، ما الذي يجعل هذه المدينة التي نحبها إلى درجة السخط عليها أحياناً، تحتل المركز 157 عالمياً في مستوى المعيشة، نحن لا نريد أن نزاحم فيينا في المرتبة الأولى، ولا زيورخ في المرتبة الثانية، ولا نحلم أن نكون ضمن العشرة الأوائل، بل حتى أصبحنا واقعيين أكثر، ولم نعد نحلم بمنافسة دبي وأبو ظبي، فهما داخل نادي المائة، في المرتبتين 74 و78 حسب تصنيف ميرسر، لكن من حقنا طبعاً أن نحلم بأن نزاحم مسقط أو الدوحة مثلاً.

أرجو ألا يغضب أحدكم حينما أتنازل بسهولة عن الحلم بمزاحمة دبي مثلاً، فأبسط مؤشرات جودة مستوى المعيشة هي توفر وسائل النقل العام، وهو الأمر الذي تم بسهولة واحتراف في دبي، حينما توجت وسائلها بالمترو داخلها، وكما هو في الدول الأوروبية. فهل نستطيع أن نتخيل، حتى ولو مجرد تخيل، أن هنا في الرياض مترو حديث، ونحن لم نزل نعاني من قطارات متهالكة بين الرياض والدمام، تشرف عليها المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، التي مللنا ونحن نسمع تصريحات منسوبيها بأننا مقبلون على خطوط حديدية تربط أنحاء المملكة، طيب متى؟

قد لا يعنينا الكثير، أن نرضي حضرة السيد ميرسر، ولا يهم أن نكون في أول المؤشر أو آخره، لكنه دليل على تردي الخدمات المعيشية أو تفوقها، فما الذي يحدث عندنا كل هذه السنوات، لماذا لا نتقدم ولو قليلاً، متى نتجاوز أن التطور المعيشي ليس مخططات سكنية جديدة وخدمات الماء والكهرباء، والباقي يجيب الله مطر!

كل من زار الرياض وعاش فيها لسنوات، لابد أن يتذكرها، فهي مدينة جميلة، هادئة، ومريحة، لكن ينقصها الكثير لكي تكون مدينة تستحق هذا التصاعد المجنون في أسعار العقار، فهل يظن أحدكم أن صعود العقار هو بسبب الرفاهية ومستوى المعيشة المتقدم، أم بسبب هجرة المواطنين إليها بمعدل 60 ألف نسمة سنوياً، هذه الهجرة هل هي حلم رفاهية العيش والخدمات المتطورة أم البحث عن فرص العمل؟ وهل توفر فرص العمل فيها أكثر من غيرها أمر عادل؟ أم أن الطبيعي هو توزيع فرص العمل على المناطق وإنشاء المشروعات التي تمنح فرص التوظيف لأهلها؟

أظن أن الرياض كمدينة، تحتاج إلى سنوات طويلة من العمل، حل مشكلة التوسع الأفقي، القضاء على المساحات الشاسعة من الأراضي البيضاء الخام، النظر في إنشاء شبكة وسائل للنقل العام، خاصة إذا أدركنا أننا مقبلون على كارثة مرورية، ستتعطل معها مصالح البلد.

نحن نحب الرياض، لكننا نحب أنفسنا أيضاً، وأطفالنا، والأجيال التي ستأتي بعدنا، ونريد لهم المزيد من رفاهية العيش في المدينة التي نمت بشكل يفوق أكثر التوقعات تفاؤلاً.

فهل ننصف أنفسنا، قبل أن ينصفنا ميرسر، ويدخلنا نادي المائة؟

أتمنى ذلك.

 

نزهات
متى ندخل نادي المائة؟
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة