Monday 12/12/2011/2011 Issue 14319

 14319 الأثنين 17 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

تعقيب على د. حمزة السالم
لاتقلل من دور العلماء وأهميتهم

رجوع

 

طالعت في عدد الجزيرة 14316 مقالاً جميلاً عن الرويبضة؟ ومعنى هذه العبارة. حيث شنع كاتبه د. حمزة السالم على من يخوض في مسائل ليست من تخصصه ويقحم نفسه في مجال ليس مجاله. وهذا كلام رائع ونشيد به. فنحن نقرأ وبشكل يومي ومتكرر من بعض الكتاب في الصحف من يفتي ويقرر بعض مسائل الفقه والعقيدة ويرجح بين أقوال العلماء ويخب بثياب ليست بثيابه!

فأصبح يخلط الحابل بالنابل، ويبحث في «google» عن المسائل التي وقع فيها خلاف بين العلماء ويتبنى أحد الأقوال الشاذة وينثر أدلتها في عموده الصحفي عن جهل بالنصوص وعدم تمييز بين صحيحها وضعيفها ولا مدلولاتها ومعانيها ليضل العامة ويدفع بعض طلبة العلم للرد عليه وبيان سوء فهمه مع أنه لم يفهم المسألة أصلاً بل نقل القول الشاذ أو الرأي المخالف لا لشيء إلا ليبين للناس أن لديه أدلة وأنه يستطيع أن يستدل على ما يؤيد أفكاره وآراءه! وهو على الحقيقة يبحث عن الشهرة بتسلق جدار العلم والعلماء ولو وضع سلما لذلك؟ ولو أودى به ذلك للعناد والإصرار على الجهل المركب.

ولي أن أتعجب! ألم يسأل د. الاقتصاد حمزة السالم نفسه عن خوضه في بعض مسائل الشريعة الكبار ومزاحمته العلماء والمفتين في الشريعة! وهو الذي طرح قبل فترة موضوع الربا وأثار الزوبعة فيه!.. وقد أفتت به هيئة كبار العلماء في هذه البلاد ومجمع الفقه الإسلامي.. فلماذا يبحث عن المخالفين ويتقمص أقوالهم وأدلتهم مما يلزم من ذلك أن يطول الأخذ والرد وليست الصحف مجالاً لطرح هذه الأقوال التي محلها دور الإفتاء ومراكز البحث المتخصصة لا صحيفة عامة! وقد انتهى ذلك الموضوع في حينه وتم تفنيد رأيه وشبهته من قبل العلماء آنذاك.

فلماذا نوجه اللوم للآخرين وننسى أنفسنا!... ألم ينتقد الكاتب بعض علماء الشريعة حينما يتكلم عن مسألة طبية أو سياسية بحتة...إلخ! فلماذا الظلم والحيف! فما ينقمه بعض كتاب الأعمدة الصحفية على الشرعيين يرضونه لأنفسهم في حشر أنوفهم في مسائل الشريعة! مع أن تخصص بعضهم في الاقتصاد أو الرياضة أو الفن والرسم التشكيلي؟!

أليس لمسائل الدين حرمة! ألم يكن العلماء والسلف الصالح يتدافعون الفتيا ولا يتسابقون إليها! فضلا عن إثارة البلبلة بأقوال شاذة عن جهل وضلال.

ألم يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ظهور إناس في آخر الزمان يفتون بغير علم فيضلوا ويُضلوا!

والعجيب في مقال الكاتب أنه يقول: (والشريعة من حياة الأمس لا اليوم، ولذا فكل مسلم قادر على فهمها... وواجب الشرعي اليوم يجب أن يقتصر على استحضار النصوص وتمييز الصحيح منها من الضعيف..)!!

يعني أن دور العلماء أصبح على رأي الكاتب هو: نشر القرآن والأحاديث وتبيين الصحيح من الضعيف وترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب في بيان مدلولاتها ومفهومها فهي كما يقول (كل مسلم قادر على فهمها!) وهذا تقليل ظاهر وانتقاص لدور العلماء وتأثيرهم وأهميتهم!

ألم تضل فرق كثيرة وتنحرف عن الدين الحق بسبب جهلها وسقم فهمها لمعاني النصوص الشرعية! والإلمام بعلوم القرآن ومصطلح الحديث؟! ألم تكن ظاهرة التكفير أو تهوين الاختلاط والتبرج بسبب فهم خاطئ للنصوص الشرعية!

ألم يُعبد الله على جهل بسبب أفهام سقيمة حرفت بالأدلة الشرعية الصحيحة لتوافق أهوائها المنحرفة!

ومن المضحك أن فهم الكاتب أوصله إلى أن معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} أن فهم مسائل الدين ليس لخاصة من الناس! إنما مسائل الدين يفهمها كل أحد؟.. إذا على رأيه نلغي دور الإفتاء ونوقف برامج الفتوى وتدريس العلوم الشرعية لأن الدين واضح لا لبس فيه فكل يستطيع خوص غماره والإدلاء فيه بدلوه؟

ويظهر من مقالات الكاتب اليومية أنه متحامل على بعض العلماء الشرعيين خاصة بعد أن ردوا عليه في مسألة الربا فلكل تخصصه حتى في العلوم الشرعية وفروعها فهذا عالم متخصص في الفقه وأصوله وذاك عالم في الحديث وعلومه وآخر في العقيدة وأصول الدين...إلخ. بينما الكاتب الموقر سمح لكل الدهماء من الناس أن يخوضوا في مسائل الدين وفهمها! فلا عجب أن خرج لنا وأمثاله بقول شاذ ولو خالف فيه العلماء والمجامع الفقهية!

يا أيها لرجل المعلم غيره

هلا لنفسك كان ذا التعليم

وأخيراً.. الدولة حفظها الله وضعت دوراً للإفتاء ولجاناً مفرغة للبحوث الإسلامية يتم فيها تداول كل المستجدات الفقهية المعاصرة ومتخصصة في ذلك.

فهل يعي الكاتب المقال الذي كتبه جيداً أتمنى ذلك.

وأشكر العزيزة على إتاحة الفرصة.

عبدالعزيز بن عبدالله السعدون

مدرسة الإمام السيوطي ببريدة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة