Wednesday 14/12/2011/2011 Issue 14321

 14321 الاربعاء 19 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كثيراً ما تتنفس عندي صديقاتي المصريات، تارة فرحات بالثورة، وغالبا متوجسات مما يحدث...،

انقلاب ظهر المجن على بعض أهداف الثورة، وتداخل النتائج، والمستقبل الغامض للحالة الاقتصادية عصب الحياة، يجعلهن يتأوهن تحسبا مما سيأتي..

وإن طال الزمن، يبقى العشم في أن تتحقق أهداف الثورة ويصبح الغد ربيعا ورديا، تنفك فيه عن الأعناق أغلال التسلط، وتنطلق الأقدام من أكبال الفاقة، والحاجة، والطبقية، ويتمكن كل مصري من الحياة وفق أنظمة عادلة، وحقوق موفور لها بيئة صالحة، ونبع نقي..

هي جزء من مطامح كل مجتمع عاش من عمره زمنا لا يتنفس، ولا يرفع رأسه للشمس..

مصر، دنيا الدنيا، عاشت في منأى عنها ردحاً طويلاً من الزمن..،

وهي الآن تتنفس شيئا من نسمة، ترسم لمسار نقائها خرائط من همم وآراء، وتجمعات، واختلافات، وموافقات،..

مصر تنتعش شيئا ما بحركة انتخاباتها..

ترتجي وعاتها أن يمنحوا بسطاءها من وعيهم..

تنسج معاني شفيفة للنزاهة..،

لا تعد غافلة عن الالتواء في مسلك..، أو نية..

مصر كما تتوسمه صديقاتي «لسه فيها خير»...،

مع غمامات الفوضى، وفرط النظام، وخشية الساكنين في البيوت غير المغلقة أبوابها...

مصر لا تزال تلد عشرات ومئات، وألوفا ممن سيحتلون مواقع أقدام من فقدتهم، ومن لفظتهم، ومن سكبت على وجودهم بنزين غضبها، ومن دفنتهم بيأسها...

سميحة في الغد تنتظر مولولدها الثاني، تطلب الدعاء أن يكون اصبعا في كف مصر...، تضرب به مع بقية أصابعها في تربة مصر...، لتعود تتقلد أوسمة: بلد العلم، والفن، والثقافة، والتاريخ، والسياحة، والأدب، والتعليم، والإعلام...

إنهم هناك في مصر، ينتظرون لا ريب شمس مصر أن تعود لمنزلتها، وتعم الأرض بنورها....

مصر بلد الشمس، كما أسماها قبل أكثر من نصف قرن المؤرخ الكبير د. أحمد بدوي رحمه الله، في كتابه:

(في موكب الشمس)، الذي أرخ فيه عن القرون الثلاثين من الحضارة المصرية القديمة، من تاريخ استقرار الحكم المصري الأول على ضفاف النيل، إلى تاريخ دخول الإسكندر المقدوني...

وحين كان في الرياض برفقة زوجه الدكتورة زينب عصمت راشد رحمهما الله، حين شاركت في إنشاء مركز الدراسات الجامعية للبنات بجامعة الملك سعود، أهداني نسخة من كتابه ذلك، وكان يتحدث بفخر عن مصر، فيما كانت رحمها الله تشارك في التطاول بعنقها حين تذكر مصر..

فمصر، حضارتها ممتدة بأسماء علمائها، ومؤرخيها، لذا يصعب أن تتلاشى أهداف ثورتها، أو تذهب مع أتربة ميدان التحرير بعد أن ينفض الجمع..، على اتفاق، أو اختلاف..

كما يصعب أن تئن تحت وطأة اقتصاد، تجمدت حركته طيلة عام..،

ومعيشة لم تستمر في عروقها الحياة بعد..

هذه لواعج، من بقايا أحاديث، وهموم، تتنفس بها صدورهن..

 

لما هو آت
بلد الشمس
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة