Thursday 15/12/2011/2011 Issue 14322

 14322 الخميس 20 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

حتى عهد قريب كان للغرب السيادة على معظم الدول الإسلامية سياسياً وكان الغرب بجيوشه وعتاده وأطماعه يدعم سيادته من خلال احتلال عسكري لأكثر الدول ثم يتحول إلى استعمار بغيض هدفه الأول والأخير تحطيم إرادة الشعوب وتأخيرها في كل مناحي الحياة، وبعد سنوات من القهر والظلم والاستبداد ناضلت شعوب هذه البلدان

المستعمرة في آسيا وإفريقيا ونالت الاستقلال الذي كان يمثل الهدف الأسمى وأصبح لكل دولة من الدول يوم وطني أو عيد وطني يبدأ بتاريخ رحيل آخر مستعمر ولم يأت الاستقلال إلا من خلال التضحيات وتقديم البشر لأرواحهم ثمناً لذلك المجد واستطاعوا دحر المعتدين وقهر المتجبرين أهل الظلم والغطرسة وأجلوا الأعداء الطامعين عن أراضيهم بالجهاد والكفاح والصبر ولم الصفوف، علماً أن هذا البلد، وإن كان في ذلك العصر المظلم لم تكن لديه ثروات كما هو مشاهد اليوم ولكن الأعداء يعتبرون الإنسان هو الثروة الحقيقية ولهذا حاولوا شل حركته وتدمير عقله وقوته. المهم أن هذه الأوطان انتصر أهلها على العدوان وتحررت الشعوب من الهيمنة الغربية سواء كانت بريطانية أو فرنسية أو حتى إيطالية وهولندية وكل الدول التي كانت بقوة السلاح تحتل الآخرين ظلماً وعدواناً لحرمانهم من الأمن والاستقرار والحرية والعيش الكريم.

ولا يخفى على أجيال اليوم كل ما حدث لأجدادهم من تعذيب وإهانات من قبل المستعمرين الذين لا يقيمون للدين والأخلاق وزناً والذين دمروا كل المقومات من تاريخ وتراث وشوهوا الحضارات ودنسوا الأرض وانتهكوا العرض وما سببوه من تمزق وتخلف للشعوب الإسلامية ومع هذا فإن العرب اليوم لم يتعظوا بما حدث لأسلافهم وها هم يعيشون تحت تأثير التآمر الخارجي وكأنهم لم يقرأوا التاريخ ولم يفهموه، وكأن عقولهم لم تستوعب الأحداث.

والسؤال المحير: هل يريد العرب عودة الاحتلال من جديد وهو هذه المرة محتل جديد أكثر قوة وأكثر شراسة وعداوة؟. ألم يكتف العرب باحتلال فلسطين وأجزاء من سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان، ألم تدركوا يا إخوة العقيدة والدم أن عدو الله لا يريد لكم الخير؟ اجعلوا من الحياة فرصة لنمو طاقاتكم التي من خلالها تنتصرون على أنفسكم وعالجوا كل قضاياكم داخل محيطكم وكونوا قوة هائلة لها مكانتها من خلال تمسكها بالعقيدة وبالإسلام لأن في ذلك الخلاص من كل الفتن والشرور. اتحدوا وطبقوا المنهج الإسلامي الصحيح لأن في تركه ضياعكم وضياع حقوقكم واعلموا أن مصدر عزكم وسر مجدكم هو الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتعاونوا على الخير ولا تتيحوا الفرصة لأعدائكم لاحتلال أرضكم لأسباب بإمكانكم معالجتها ونهايتها واعلموا أن الصبر مفتاح الفرج.

إنها دعوة صادقة نوجهها لجامعة الدول العربية ونقول إن العز بالجماعة وإن الذل في التمزق والانحراف لقد قاتل العرب من أجل الاستقلال وها هم اليوم يتقاتلون من أجل عودة الاحتلال فشتان بين الأمرين.

 

العرب بين الاستقلال والاحتلال
مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة