Friday 16/12/2011/2011 Issue 14323

 14323 الجمعة 21 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

الحضور العربي في مواجهة التغلغل الإقليمي

 

في تنافس لا يمكن إخفاؤه تتزاحم إيران وتركيا للسيطرة على الساحة العربية في ظل غياب حضور عربي فعال لمعالجة الاختراقات الإقليمية، فإيران تكاد تحكم سيطرتها على المفاصل السياسية والاقتصادية في العراق مع محاولة تعزيز الوجود العسكري والأمني من خلال التنظيمات شبه العسكرية المتمثلة في المليشيات الطائفية، والتنسيق الذي لا يمكن إخفاؤه حتى مع المليشيات السنية كالقاعدة وغيرها من التنظيمات التي تستخدم السلاح والأموال الإيرانية لتنفيذ أجندات طهران بإيجاد التوتر والنزاعات الطائفية التي تعطي الفرصة لإيران لتعزيز وجودها على الساحة العراقية.

ومع تنامي النفوذ السياسي لإيران من خلال وزراء الحكومة الحالية وحتى رئيسها الذين يتفقون في الفكر والانتماء الطائفي مع طهران، يتضاعف الاعتماد الاقتصادي على إيران، حيث أصبحت البضائع الإيرانية موجودة في الأسواق العراقية رغم تدني جودتها، إلا أن التسهيلات وعدم وجود بضائع عراقية مماثلة مكَّن للبضائع الإيرانية من غزو الأسواق العراقية، مما جعل من إيران أكبر مُصَدِّر للعراق.

في المقابل تحاول تركيا أن تحل مكان إيران في سورية، إذا ما انتهت الانتفاضة السورية إلى ما يتمناه السوريون ويتعاطف معهم الأتراك والمحيط الإقليمي بالتخلص من النظام الأسدي، مما يعني تقليصاً إن لم يكن القضاء على النفوذ الإيراني المتنامي في سورية. وتركيا التي لها حضور اقتصادي قوي في سورية حاولت بناء علاقات سياسية متميزة مع النظام الأسدي، إلا أن النهج السياسي والتحالف الإستراتيجي مع إيران صعبت من مهمة أنقرة التي فرضت عليها مبادئها والأحداث التي تشهدها سورية والتي تؤثر على أمنها القومي أن تنحاز إلى الانتفاضة الشعبية في سورية، متأملة أن تحل محل إيران في كسب الحظوة السياسية والاقتصادية، خصوصاً وأنها تمتلك المقومات الكفيلة بتحقيق ذلك.

في ظل هذا التنافس بين الغريمين الإقليميين للهيمنة على الساحة العربية بالنفاذ من أقرب نقطة، فالعراق محاذٍ وجار لإيران مثلما هي الحالة بالنسبة لسورية مع تركيا، إلا أن هذا التنافس يواجه يقظة عربية متمثلة في التحرك النشط للدبلوماسية الخليجية التي استطاعت أن تسجل حضورها كلاعب دبلوماسي فعال، وهو ما برز في التعامل مع أحداث ليبيا وسوريا، ونجح مع الوضع في اليمن.

ولا شك في أن المصلحة العربية العليا وحاجة المنطقة العربية أن تكون للدبلوماسية حضور قوي يَحُدُّ من تدخل القوى الإقليمية التي لا تخفي أطماعها وتكريس نفوذها في الدول العربية، والبناء على ما تقوم به الدبلوماسية الخليجية العربية، وصياغة مشروع عربي قوي تسند به الدول العربية الأخرى التحرك الخليجي لتقوية الحضور العربي وجعله أكثر من ند للنفوذ الإقليمي من خلال قيادته للحراك العربي وتعزيز المصلحة العربية العليا والخروج من أي تحالفات إقليمية مشبوهة.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة