Sunday 18/12/2011/2011 Issue 14325

 14325 الأحد 23 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لم أزر مطار الملك فهد الدولي بالدمام منذ سنوات، وكنت أتوقع أنني سأجد أمراً مختلفاً حين زرته قبل فترة قصيرة، ليس في البناء ولكن في حجم الحركة والخدمات المقدمة. مطار جميل البناء لكن لا جديد يذكر، رغم أني أتذكر قراءتي لتصريحات ووعود سابقة بتطوير استخدام أحد أفخم مطاراتنا المحلية. لا زالت مطارات الدول المجاورة تستقطب الركاب والرحلات الدولية العابرة ومطارنا الجميل عروشه شبه خاوية إلا من رحلات معدودة، حتى الطريق إلى ذلك المطار الذي تجاوز عمره عشرين عاماً لم يحظ بالتشجير المناسب مما يزيد وحشة المطار في الطرف الصحراوي لمدينة الدمام. جملة اعتراضية هنا: تبدو محاربة الشجرة والتشجير ظاهرة بارزة لدى مخططي طرق الدمام والخبر وما حولهما.

تذكرت أن هيئة الطيران المدني فصلت عن وزارة الدفاع فتساءلت ماذا عساها فاعلة بهذا المطار؟ هل ستمنحه الحياة التي يستحقها أم ستبقيه هكذا لا يتم استغلاله بكامل طاقته بسبب سوء التخطيط الاقتصادي والاستثماري له؟

مطار الملك فهد الدولي مشكلته تأتي عكس مشاكل المطارات الكبرى الأخرى كمطاري الملك عبدالعزيز والملك خالد من ناحية كثافة التشغيل، لذلك يجب أن يحظى بحلول مختلفة عن بقية المطارات. أحد هذه الحلول ربما تكمن في تخصيص إدارة هذا المطار بحيث يتم تسليمه بالكامل إلى شركة متخصصة في إدارته مع تحويله إلى مطار عبور (ترانزيت) حتى يمكنه الاستفادة من موقعه ليكون نقطة وصل للطيران العالمي مثله مثل مطارات الخليج الأخرى، هذا الأمر يتطلب التعاون من الجهات المعنية في قضية العبور وعدم اشتراطات فيزا الدخول للعابرين والمارين بأجواء المملكة، أو لمطار الملك فهد الدولي تحديداً، ويتطلب تنمية خدماته التجارية والتسويقية والترفيهية ليفي بهذا الغرض ويتطلب (ربما) إعادة تصميم بوابات الخروج والدخول إليه بحيث يصبح مثل المطارات العالمية التي تتيح المرور بها دون الخروج من منطقة المطار.

أحد مشاكل الركاب مع هذا المطار تكمن في بعده عن المدينة وبالتالي يجد المسافر من مدينة الخبر أو الدمام بأن مطار المنامة أقرب له من مطار الملك فهد، وهنا يقترح وضع شبكة نقل (قطارات) سريعة من المطار إلى مراكز المدن المجاورة وهذه قد تكون مهمة سهلة تدعمها الشركات الاقتصادية الكبرى بالمنطقة وفي مقدمتها أرامكو وسابك وغيرهما، وفي ظل التوجه لمد خط السكة الحديد بين الجبيل والدمام.

وفي سيرة المطارات وهيئة الطيران المدني لا زلنا ننتظر خطة واضحة ومعلنة لشبكة مطارات المملكة وللنقل الجوي بصفة عامة، فكثير من المطارات تحتاج تحديثا وتوسعة وتطويرا. ننتظر رؤية إدارية متميزة سواء عن طريق تخصيص خدمات المطارات أو طرح مناقصات شركات جوية جديدة وعملاقة أو عن طريق استحداث مطارات جديدة وحديثة مساندة. على سبيل المثال يتم مساندة مطار الملك عبدالعزيز بجدة بمطار دولي بالطائف ويتم مساندة مطار الملك خالد بمطار إقليمي بالخرج وتطوير مطارات بعض المناطق كحائل وعسير والمدينة المنورة لتصبح مطارات دولية.

في النهاية يجب القول: إن الكثافة السكانية وحركة النقل الجوي تتطلب مزيداً من التوسعات في خدمات النقل الجوي، إضافة إلى الحركة الدولية العابرة، و ما نحتاجه هو رؤية واضحة يتم تطبيقها في مجال تطوير المطارات واستحداثها وفي إيجاد شركات نقل جوي جديدة تدعم الناقل الوطني الوحيد في المملكة.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
مطار الملك فهد وتحديات الطيران المدني
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة