Sunday 18/12/2011/2011 Issue 14325

 14325 الأحد 23 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تنظم مؤسساتنا الرسمية وغير الرسمية الكثير من الأنشطة الحيوية. أحدثها في الرياض هذا الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر هو ملتقى المثقفين السعوديين الثاني على مدى أربعة أيام بتنظيم من وزارة الثقافة والإعلام؛ وهو حدث حافل بالفعاليات وبحضور النخب المميزة والمسؤولين في الدولة.

أشارك اليوم الثلاثاء 27 ديسمبر في جلسة محورها دور المرأة الثقافي أقدم فيها ورقة عن الثقافة والمرأة. وأرى أن الثقافة السائدة دائما تشكل إطارا لدور المرأة. ويتغير الدور بتغير الإطار العام. والسؤال ببساطة كيف هو وضع المرأة اليوم في الساحة الثقافية؟ وماذا نتوقع أن يكون؟

لو أن السؤال كان عن دور المرأة في نشاطات وزارة الثقافة والإعلام, وهل هي حاضرة أم لا؟، لكان الجواب بسيطا ومختصرا: هي موجودة فعلا في كل نواحي الإعلام ومنذ عقود: هي في بعض حضورها موظفة؛ صحفية, ومحررة وكاتبة في الصحف. وهي مذيعة في الإعلام المرئي والمسموع بكل قنواته المتخصصة والعامة, ومديرة حوارات ومعدة برامج، ومديرة إدارية ومستشارة. وهي أيضا مؤخرا عضوة في مجالس الأندية الأدبية ومشاركة في الملتقيات الثقافية في الوطن وخارجه وغيرها من نشاطات تحت مظلة الوزارة. وخارج مظلة الوظيفة هي أيضا معترف بها في ساحة الثقافة؛ شاعرة، وكاتبة وروائية وناقدة لهن إضافات مميزة. ومبدعة فنانة, وممثلة, ومؤدية.

ولكنه سيكون جوابا سطحيا يأتي بمثله أي قارئ متابع للملاحق الثقافية في الجرائد اليومية. وأنا واثقة أننا لم نأت هنا لمواجهة أسئلة سطحية ولا إجابات دبلوماسية, وإنما للتداول حول واقع ثقافتنا اليوم وموقع المرأة فيها. وأستطيع أن أتكلم كشاعرة تعبر عن مشاعر الحلم النسوي أو الغبن الفئوي، ولكن ذلك لن يخرج عن المكرور. ولذا سأتكلم هنا في دوري كمواطنة مؤهلة متخصصة في التخطيط مهنتها أن تقرأ معطيات روافد الحاضر من تراكمات الماضي وتداخلاتهما التي صاغت بقصد أو بغير قصد تفاصيل ثقافتنا في الحاضر الراهن, (وأن تدرسها لتقترح خطوات تعدل وجهة الطريق إلى المستقبل المتطور).

بدءا, وحوارنا عن دور المرأة أستنير بمنهجين:

الأول تأسيسي: هو منهج نبينا الكريم في تأكيد حقوق المرأة، ومنها عدم التمييز بينها وبين الرجل في حق التعبير عن الرأي, ومسؤولية المساهمة في بناء المجتمع؛ وفي ذلك التأكيد خروج واضح عن السائد عندئذ وتأكيد لمبدأ التطور، وفرض المطالبة بتحقيق التعديل في نظرة المجتمع الجاهلي إلى المرأة, والإرتقاء بها عن موقع الإنحصار في التصنيف الدوني المتوارث الذي اختصها بموقع تنفيذ رغبة الرجل في الباءة وربما التكاثر أو حتى التكسب من ورائها.

ويؤسفني أن هذا الموقف النبوي المتنور الشمولية ضيعه اللاحقون, متشبثين بمختارات منتقاة فسرها بعضهم الأشد طموحا بما يخدم ميولهم وتفضيلاتهم الشخصية وأهملوا جوهر القصد النبيل. ولذلك سرعان ماعادت الأعراف سيدة الحاضر، رغم ادعاء التمسك بالأصول. وفي حالة المرأة تفاقمت الحال إلى إصرار بعضهم على تغييبها تماما.

والمنهج الثاني تطبيقي يتعلق بالمستقبل المرغوب، ويركز عمليا وإستراتيجيا على هدف البناء الشامل والمستدام عبر منهج الإعتدال والعدالة وعدم التمييز الفئوي. المنهج الذي رسمه واعتمده الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه, داعيا لتطبيق الوسطية والمسؤولية حيث لا إفراط ولا تفريط في أي ناحية من نواحي التفاعل في مجتمعنا المتطلع اليه؛ بل توقع الإلتزام بالقيم وتحكيم الوعي وتحكم العقل وتقديم مصلحة الوطن بدلا من التعذر بانفلات محتوم للغرائز البشرية يبرر تجاوزات الفرد. ثم يأتي ردع التجاوزات ومحاسبة و معاقبة المتجاوزين.

وكلاهما هو المنهج الإيجابي المناسب لريادة الزمن الذي جاء فيه.

 

حوار حضاري
المرأة.. والمنهج الإيجابي
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة