Monday 19/12/2011/2011 Issue 14326

 14326 الأثنين 24 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يصادف السابع عشر من ديسمبر ذكرى رحيل «محمد البوعزيزي» الشاب التونسي الذي أحرق نفسه فأضاء السماء وهطلت أمطار الثورات لتخلف بعدها «ربيعاً عربياً» بعبير ورود الياسمين والحرية وأغصان الكرامة.

هذا العنوان الذي أشغل العالم بأسره وفتح قريحة الكتاب وشغل الصحف ووسائل الإعلام من المحيط إلى الخليج كان العنوان الذي استلهم منه (مؤتمر الفكر العربي) في دورته العاشرة بعنوان «ماذا بعد الربيع العربي؟».

هو المؤتمر الذي ترعاه وتنظمه مؤسسة الفكر العربي التي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لتكون منارة شامخة للفكر والثقافة وبيتاً للكتّاب والمفكرين والمتميزين وتصبح من أكبر التظاهرات الثقافية والتجمعات الفكرية التي تطرح قضايا عميقة معاصرة تمس حياة وهموم المواطن العربي وتطرح أسئلة كبرى تحاكي الواقع وتعيد النظر في كثير من جوانب حياة الفرد العربي.

الأمير خالد الفيصل الذي أطلق هذا المؤسسة عام 2000 وحظيت من انطلاقتها باحترام وسمعة متميزة في الوسط الإعلامي والثقافي والفكري وجعلت للمملكة العربية السعودية السبق والريادة في احتضان القضايا العربية ومناقشتها وشرف محاولة تكريس القيم العربية والإسلامية, والسعي لجمع العرب تحت سقف الفكر وبريق الحرف والكلمة.

ولطالما تمنيت أن أحظى بشرف حضور إحدى دورات المؤتمر الذي يقام كل عام في إحدى المدن العربية لأتأمل جهود المؤسسة عن قرب, وأراقب تنظيمها عن كثب.

ومن حسن حظي أني حظيت بفرصة حضور بعض جلسات المؤتمر في دورته العاشرة التي أقيمت في دبي, حينها بهرت حقاً من عمق المضمون وضخامة الحدث وثقل المتحدثين والرغبة الواضحة بالخروج بخلاصة تليق بالأمة العربية والإسلامية وتستشرف نهضتها.

وإننا حين نتحدث عن مؤسسة بهذا الرونق وهذا الثقل والاحترام الذي حصدته عبر السنين, فإننا نتحدث تلقائياً عن رجل عظيم يقف خلف هذا الصرح الثقافي الراقي.. إننا بالأحرى نتحدث عن عدة شخصيات متفردة في جسد وعقل شخص واحد يجمع بين رقة الإنسان وشفافية الفنان, فحين هممت بكتابة هذا المقال والتحدث عن شخصية «دايم السيف» سألت نفسي عن أي منهم أريد أن أكتب؟ فهم كثر! فهو أمير نبيل له من اسمه نصيب, شاعر وفارس كلمة مغوار أسر الصغير والكبير بروعة أبياته وسحر كلماته, هو رسّام مرهف الحس صاحب ذوق رفيع, هو رجل دولة ونهضة وقائد وإداري فذّ حقق إنجازات تشهد عليها جبال عسير وسواحل الغربية, فكسب ثقة القيادة وتقلب في المناصب الحساسة ليترك أثرا «خالدياً» لا يمكن تجاهله, وهو الأديب الذي لا تنضب مشاعر الحب والعشق في أعماقه تجاه أرضه ومليكه وأبناء وطنه, بل تجدد شعراً ورسماً وإنجازاً.

إنه خالد الفيصل, الاسم الذي لا يحتاج إلى لقب يسبقه أو يلحقه لتلاحظه, فيكفي أن تقول خالد الفيصل لتشعر كم لهذا الاسم من بريق وشعبية.

شاهق هذا الشاعر الذي لم تستطع هموم الإدارة المنهكة, وصداع السياسة الذي يصيب ممارسها بالغثيان الفكري والإنساني أن يطفئ إحساس وطهارة الشاعر في داخله فكان أدبه طاهراً سامياً لم يعرف المكائد ولا الدسائس المتفشية منذ الأزل بين أهل القلم, مبدع من وزن خالد الفيصل تكتب عنه بلا قفزات ومن القلب بلا تحفظ.

حين حضرت عدداً من جلسات المؤتمر دهشت من تعامله وأبنائه مع الضيوف والحضور وكأنهم ضيوف بيته يحرص على راحتهم بالوقوف عند أدق التفاصيل والإشراف عليها باهتمام وتقدير وحب.. حينها بدأ بريق المؤسسة وعشق المثقفين والمبدعين لشخصيته منطقياً بالنسبة لي فكما يقال: (إذا عرف السبب بطل العجب).

أخيراً في حين تكرس وتثبت بعض الشخصيات العربية في مجال السياسة والاجتماع والفن وغيرها من الميادين مقولة إن «العرب لا يتفقون», عملت مؤسسة الفكر العربي على إسقاط هذه الفكرة وإبطالها, حين جمعت المبدعين والمتميزين تحت راية الفكر الحلم آخذة على عاتقها نشر المناخ المحفز للإبداع والإنتاج وكأنها تعمل بمقولة العظيم غاندي: (كن التغيير الذي ترغب أن تراه في العالم) فهنيئا لنا بهذه المؤسسة وقائدها المتعدد الملون وأطال الله في «أعماره».

نبض الضمير:

(المفهوم لدي من الأصالة هو البعد التاريخي, وأما المعاصرة فهي الامتداد لهذا البعد التاريخي, وهناك اتجاهان في هذه المعاصرة: الانقطاع عن البعد التاريخي, أو الاستفادة منه ليكون القاعدة للانطلاق وما أدعو إليه هو الاتجاه الثاني, أن تكون معاصرتنا امتداداً لأصالتنا) خالد الفيصل.

Twitter:@lubnaalkhamis
 

ربيع الكلمة
خالد الفيصل.. القائد والشاعر والإنسان
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة