Tuesday 20/12/2011/2011 Issue 14327

 14327 الثلاثاء 25 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

والتفضيح هو المفردة الشعبية للتشهير، والتشهير هو (نشر الغسيل) أمام الملأ ليعرف الملأ مدى نظافة صاحب الغسيل، والغسيل في المعنى الشعبي هو التأنيب والتوبيخ، والتوبيخ قد يكون أحياناً أشد من القتل إذا كان (الموبَّخ) له (وجه يندى) من الخجل، أما الذي وجهه (مغسول بالمرق) فليس بإمكان كل المنظِّفات التي تنتجها شركات النظافة أن تزيل لزوجة ذلك المرق عن ذلك الوجه الذي يتحدى وجه (ابن فهرة)، كما يقول المثل، مع أنه لا أحد يعرف بالضبط من هو (ابن فهرة) الذي حاز على هذا اللقب (العظيم)! ولكنه على أية حال - وكما نفهم من المثل- رجل لا يستحي على الإطلاق و(لا يشبر وجهه). بالطبع سيقول القارئ الحبيب وما دخلي أنا بابن فهرة ووجهه؟

أما أنا فأقول للقارئ: بل يهمك وجه ابن فهرة قبل غيرك في فضح وجه ابن فهرة عبرة للآخرين الذين لا يستحون، ومن هنا لجأت الجهات الرسمية إلى إصدار أمر بالتشهير بكل تاجر يغش الناس، وكل تاجر يرفع الأسعار وبكل تاجر (يحتكر) البضائع والسلع التي يحتاجها المواطن حتى ينعدم وجودها في الأسواق ومن ثم يطرحها بأرفع الأثمان، بل قد يتعدى التشهير إلى كل من يخون الأمانة وكل من يختلس من المال العام وكل من يمعن بالفساد. وبالطبع قد طبَّقت الجهات المسؤولة عقوبة التشهير بحق أحد تجار (الأعلاف) في الشهر الماضي لأنه تلاعب بالأسعار. وهذا أمر تُحمد عليه تلك الجهات، ولكن الطريف في أمر تطبيق التشهير هو أن (المُشَهَّر) به وبعد الغرامة وإغلاق شركته فإن عليه أن يدفع قيمة إعلان التشهير في كل الصحف المحلية وهذا يذكِّرنا بما كان يفعله صدام حسين بعد إعدام من يخالفه وذلك بأخذ ثمن الطلقة من أهله وهذه من أصعب العقوبات!

 

هذرلوجيا
تفضيح ليس إلاّ
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة