Wednesday 21/12/2011/2011 Issue 14328

 14328 الاربعاء 26 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الخطوة الأولى لحل أي مشكلة هو الاعتراف بها، وقد صارحنا أنفسنا واعترفنا منذ سنوات بهذه القضية المؤلمة، مع ذلك لم نتجاوز بعد الخطوة الأولى فماذا بعد الاعتراف بالبطالة؟ كل ما يدور مع احترامي للجهود المحدودة التي تُبذل من قبل المختصين والمهتمين بهذه القضية هي جهود لا تتجاوز «الإنشائية»، مجرد كلام وأوراق عمل ومؤتمرات ومنتديات تنتهي مع الجلسة الختامية فلا تحمل أي آلية عمل يمكن من خلالها المساهمة بتقليص البطالة، التي لا يتفرع عنها مشكلات أخلاقية وسلوكية فحسب، بل تجاوزت خطورتها إلى أكثر من ذلك فهي قنبلة موقوتة أخشى أن تنفجر في يوم ما فنستيقظ على نسفها لكل ما بنيناه في هذا المجتمع!

اعترفنا بالبطالة، مع ذلك لا زالت مخرجات التعليم بعيدة عن سوق العمل، ولا زال غير المختصين يعملون في مجالات بعيدة عن اختصاصهم. والجامعات في كل عام تضخ مئات الخريجات والخريجين إلى منازلهم للالتحاق برابطة البطالة.

وفي رأيي الشخصي أننا بحاجة إلى البحث عن رأس المشكلة وهي متفرعة وجزء كبير منها هو أن - بعض - القائمين عليها يفكرون بمسار آخر بعيد عن هذه القضية، ولو لم يكن هذا لما رأينا البطالة تتزايد عاما تلو الآخر.

وجود الشخص غير المناسب في مقعد اتخاذ القرار هو العقدة التي خلقت عُقد صار من الصعب فكها أو حتى تقليص تفاقمها.

البطالة هي مشكلة متفرعة وليست ذات طرف واحد من السهولة الوصول له لإيجاد حلول، والمشكلة لا يمكن حلها من الطرف، بل ينبغي الدخول إلى عمقها ومعالجة جذورها.

فهي قضية وطنية وجميعنا ملزمون بالمشاركة في القضاء عليها، والتوقف عن العبث بأحلام الشباب بالكلام الإنشائي الذي لا يُقدم ولا يؤخر، فمنذ عام 2002م نشرت الصحف عن خطة وطنية شاملة للقضاء على البطالة، ومن ذلك الحين لم نرَ أي تحرك يذكر.

ومع كل الحلول المطروحة التي اطلعت عليها وجدتها حلولا طويلة المدى، بمعنى أنها تحتاج إلى ما يقل عن عشرين عاماً لتنفيذها، في حين أننا نحتاج إلى خطة عاجلة تنفذ خلال خمس سنوات على الأكثر مؤقتاً.

من الجوانب المهمة في تفرعات هذه القضية، العقل البيروقراطي المؤثر في مواقع اتخاذ القرار، وهو الذي يعيق حل المشكلة لعدم تحركه.

حتى أنه صار مؤثراً في العقل التجاري الذي يُفكر بنفس الطريقة، حتى مع وضع حلول مثل برنامج «نطاقات» وغيره فإن هناك تحايلاً لم يعد يخفى على أحد، وهنا ندخل في تفرعات جديدة للقضية هي كذلك تحتاج إلى معالجة عاجلة! وهكذا فكلما طفت على السطح الاجتماعي مشكلة وجدناها قد جاءت إفرازاً لمشكلة أبعد.

ولعل الحديث عن قضية البطالة لا يجعلنا نتجاوز برنامج «حافز» الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين تمهيداً لحل هذه القضية وهو برنامج يقدم إعانة مؤقتة إلى حين الحصول على وظيفة، مع ذلك حتى هذا البرنامج دخل في كثير من المتاهات والتعقيدات بسبب الفكر البيروقراطي الجامد وغير القادر على موائمة المستجدات.

السؤال الذي يدور في ذهني الآن: هل الشباب من الجنسين الذين تُخرجهم الجامعات بالمئات كل عام ومئات الآلاف المبتعثين سيجدون وظائف أم يستعدون باكراً لتلبية شروط برنامج حافز؟

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
الفكر البيروقراطي في «حافز»
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة