Thursday 22/12/2011/2011 Issue 14329

 14329 الخميس 27 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

حضر حفل العشاء الذي أقامه أمير المدينة تكريماً لسموه
الأمير خالد الفيصل: لا أنصح بالتصدي لقنوات الإعلام والحل في التحصين الثقافي والعلمي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المدينة المنورة - علي الأحمدي

حضر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة حفل العشاء الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة تكريما لسموه، بمناسبة زيارته لمنطقة المدينة المنورة حيث كان الأمير خالد الفيصل قد ألقى محاضرة بالجامعة الإسلامية عنوانها (منهج الاعتدال السعودي) أجاب سموه بعد ذلك على مداخلات الحضور في القاعة والحاضرات من الجانب النسائي عبر الدائرة الصوتية في قاعةِ دارِ الحديثِ بالجامعة

ومن أبرز ما قاله سموه بأن الإعلام يؤثر سلباً أو إيجاباً على كل منهج ونحن نعيش هذا العصر مع إعلام لا تحكم فيه ولا يقبل التوجيه وكل القنوات الإعلامية مفتوحة عالمية وليس هناك أي سرية ولا أنصح بأي طريقة أو وسيلة للتصدي لقنوات الإعلام ومواقعه إلا في التحصين الثقافي والعلمي فهو المحصن الأول ويجب أن ننشر ثقافة الإسلام في منهج الاعتدال وإذا استطعنا أن نبث هذا المنهج المعتدل وهذا الأسلوب الإسلامي الذي سيضمن لنا تحصين أبنائنا وبناتنا في وجه هذه التيارات فهذا هو الطريق الوحيد.

كما بين سموه بأن العادات والتقاليد نتاج لثقافة معينة ونحن لم نكتسبها من لا شيء، ولكن كانت هناك ثقافة في وقت ما أثرت على المجتمع، ولا يجب أن نستسلم للعادات والتقاليد التي لا تتلاءم مع ديننا وهناك عادات وتقاليد يتمسّك إليها تيارات يمينية أو يسارية فلا بد أن نواجهها ونغيرها ولا نقبل سوى القيم الإسلامية.

وراهن سموه في إجابة أخرى على الإبداع والمبادرات والتطوير.. وقال: لا أحبذ النقل ولا أشجعه من الجهتين سواء من الذين يريدون نقل الماضي للحاضر أو الذين يريدون نقل التجربة الغربية بخيرها وشرها، لا بد أن نشجع الابتكار والتجديد والتفكير والتطوير والتغيير للأفضل وليس التغيير من أجل التغيير بل من أجل التطوير. وأضاف: هناك سطوة إعلامية خارجية ولكن في نفس الوقت نرى هجمة عربية وإسلامية كبيرة على الإعلام وعلى تأثيره في المجتمع العربي ونحن في الممكلة نستطيع أن نصدها بالثقافة والتحصين القيمي. نريد من مجتمعنا أن يحصن بالثقافة الإسلامية الحقيقية التي تعتمد على أصول الدين وليس على تيارات في ظاهرها إسلامي وفي حقيقتها سياسي ولا نقبل ممن يريد أن يمنعنا من أنه لا خلاص لنا ولا تقدم إلا بتبني كل شيء من الماضي، وأعتقد أن استطعنا منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم ونحن نواجه وننتصر بحمد الله ضد جميع التيارات التي واجهت الإسلام والمسلمين والعرب والعروبة، وقد انتصرت في بعض البلدان العربية والإسلامية ولكنها فشلت في المملكة بتوفيق الله ثم بحرص القيادة والشعب.

- ورد سموه على سؤال آخر بأنه توجد فعلاً تيارات وفئات في الداخل والخارج تحاول التأثير على مجتمعنا وهناك تنظيم فليس هناك حملة ليس لها تنظيم وليس هناك تيار ليس له أساس فكل التيارات التي واجهتنا الفكرية والدينية كانت مسيسة ولها قيادات في الخارج وللأسف في الداخل.

- كما أجاب بأن هناك ثقافة للإحباط وهي من الهجمات الشرسة التي يواجهها مجتمعنا وهناك تأثيرات خارجية كبيرة تريد أن تقنعنا بأننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً وللأسف صدقتها بعض العناصر في الداخل ولا يجب أن نكون ببغاوات ننقل كل ما يقال عنا ونردده. أنا ضد ثقافة الإحباط وضد الأمثلة الشعبية التي نرددها كل يوم مثل «مدر رجولك على قد لحافك» وكأننا لا نستطيع شيئاً بل كل ما يفعله الإنسان في البلاد المتقدمة نستطيع أن نفعل مثله وأكثر منه إن شاء الله، نحن بلد الإسلام وأهل القرآن ونعتز ونفخر بديننا وبوطننا وترابنا وسمائنا ونستطيع الوصول إلى أرقى المستويات علمياً وثقافياً وصناعيا ويجب أن ننفض عنا غبار الإحباط ونبدأ بالتفاؤل والأمل والثقة في النفس وأعتقد أن المجتمع السعودي أصحبح في هذه الآونة بالذات يتمتع بهذه الثقة والتفاؤل وتستطيعون أن تثبتوا للعالم أجمع أن الإنسان السعودي يستطيع أن يفعلها.

إثر ذلك شاهد سموه والحضور عرضاً منبرياً قدمه طفلان عن مواقف الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - نحو قضايا الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية القدس الشريف.

ثم تداخل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، مرحباً بسمو أمير منطقة مكة المكرمة، ومتمنياً تكرار مثل هذه الزيارات وخصوصاً للجامعة الإسلامية لما فيها من فائدة كبيرة، ولما يتمتع به صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل من حضور وقبول يُساعد على ترسيخ هذا المنهج المعتدل.

كما أثنى سمو أمير منطقة المدينة المنورة على المحاضرة واصفاً إياها بأنها أكثر من وافية وكافية متمنياً للجميع الفائدة والخير.

بعد ذلك تلقى سمو أمير منطقة مكة المكرمة هدية تذكارية من معالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كما قدم سمو أمير منطقة مكة المكرمة الإنتاج العلمي لكرسي خالد الفيصل في منهج الاعتدال السعودي لسمو أمير منطقة المدينة المنورة، وكذلك لمعالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

كانت الاحتفالية بالمحاضرة قد بدأت بالقرآن الكريم القى بعد ذلك مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد العقلا كلمة رحب خلالها بسمو أمير منطقة مكة المكرمة، والحضور قائلا: إنني إذ أتشرفُ بأنْ أقدّمَ للمحاضرةِ التي سوفَ يلقيها على مسامعِنا صاحبُ السموِّ الملكي الأميرُ خالدُ الفيصل أميرُ منطقةِ مكةَ المكرمة - تحتَ عنوان «منهجِ الاعتدالِ السعودي»، ذلك المنهجُ الذي أساسُهُ كتابُ اللهِ عزَّ وجل، وسنةُ نبيهِ محمدٍ عليه الصلاةُ والسلام، وهو المنهجُ الذي قامتْ عليه بلادُنا الطاهرةُ منذُ عهدِ المؤسسِ المغفورِ له بإذنِ اللهِ الملكِ عبدِ العزيز، ومن بعدِه أبناؤه الملوكُ البررة - رحمَهم اللهُ - وحتى عهدِ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ عبدِ الله بنِ عبدِ العزيز آل سعود - حفظه الله - نعم قادةُ هذه البلادِ المباركةِ كانت أفعالُهم التي تنطقُ بها أقوالُهم تأكيداً على هذا النهجِ الإسلاميِّ المعتدل.

وأضاف أن الملكُ فيصلُ بنُ عبدِ العزيز - رحمه الله - قال «إن ديننَا يملي علينا أن نتقدمَ إلى الأمامِ وأن نضعَ على عاتِقنا مسئوليةَ الحفاظ ِعلى التقاليدِ والأخلاقِ السامية، إنَّ ما يُسمِّى بالتقدميةِ في زماننِا هذا، وما يدعو إليه المصلحونَ من تقدمٍ اجتماعيٍّ أو إنسانيٍّ أو اقتصاديٍّ، مجسّدٌ كلُّه في الدينِ الإسلاميِّ وقوانينه»، مشيرا معاليه إلى أن هذه المقولةُ الصادقة والحقة ٍ تكشفُ عن أنَّ الملكَ فيصل - طيبَ الله ثراهُ - كانَ يتبنى في قيادةِ شعبِه إلى آفاقِ المستقبلِ منهجَ الوسطيةِ والاعتدالِ والأخلاقِ السامية.

وقال الدكتور العقلا «الشجرةُ المباركةُ تؤتي ثماراً يانعة، فقد أُشربَ الأميرُ خالدٌ الفيصل من والدِه - رحمه الله - منهجَ الوسطيةِ والاعتدالِ والجميعُ يتذكرُ مقولتَه أثناءِ تدشينِ كرسيِّ سموِهِ الكريم للاعتدالِ بجامعةِ الملكِ عبدِ العزيز عامَ 1430هـ التي قال فيها : «إننا في هذه البلادِ نقولُ بكلِّ ثقةٍ وثبات: لا للتطرف، لا للتكفير، لا للتغريب، نعم للاعتدالِ في الفكرِ والسياسةِ والاقتصادِ والثقافة».

وأكد معالي مدير الجامعة الإسلامية أن هذه المحاضرةُ سوفَ تُسلطُ الضوءَ على هذا المنهجِ ليفيدَ منه الجميعُ بعون الله دولاً ومؤسساتٍ وأفراداً، وفي ظلِّ واقعٍ ينطقُ بالفتنِ والتطرفِ والغلوِ والتحدياتِ، لا علاجَ لها إلا بالإسلامِ ومنهجُهُ الوسطي.

بعد ذلك أُلقيت قصيدة شعرية، ألقاها الطالب بالجامعة الإسلامية من جمهورية السنغال محمد صور.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة