Friday 23/12/2011/2011 Issue 14330

 14330 الجمعة 28 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في الماضي كانت بوشهر مدينة فارسية.. سعيدة، على طريق الرحّالة و التجار. فيها أصغى الرحالة الإيطالي ماركوبولو إلى حكايات التجار العرب العائدين من الصين.

ويُقال إن الايطالي السعيد لم يبلغ أبدا بلاد السور العظيم، وإن كل ما فعله هو تدوين حكايات التجار العرب العائدين

على طريق الحرير.

لم تعد بوشهر، اليوم، محطة مُسلية و لا.. سعيدة.

إنها اليوم محطة مواجهة بين الغرب وإيران، بل مع الشرق أيضًا.

***

يظهر إبليس في منمنمة فارسية، تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، تُصور مشهد سجود الملائكة لآدم، عليه السلام، وفيها يبدو إبليس عجوزًا مُعمّمًا يجثو على ركبتيه فوق سجادة تقليدية، شاخصًا بعينيه إلى الأمام.

تُعيد هذه المنمنمة الفارسية إلى الأذهان تقليدًا باطنيًا قديمًا، يزعم أن إبليس «سيد الموحدين!».

***

يعرف كبار الضباط الإيرانيين، الذين حفظوا التاريخ عن ظهر قلب، أن عددًا كبيرًا من الأباطرة الفرس، كانوا يجدون في ذلك المدى، الذي يزحف باتجاه البحر الأبيض المتوسط، الفرصة الجغرافية الوحيدة، التي يُفترض السيطرة عليها.. «حتى تـُصبح الامبراطورية الفارسية.. ذات أجنحة». فالبقاء في تلك الزاوية الجغرافية، خلف التلال الإيرانية، يعني «التخثـّر» التاريخي.

***

بإمكاننا أن نزور قبور جنكيز خان وهولاكو وهتلر، ولسوف يقولون لنا جميعًا إن القوة تتفكّك سريعًا.

***

كل الامبراطوريات النهمة جغرافيًا، تتحوّل، في نهاية المطاف، إمـّا إلى مقابر جماعية، أو إلى ملاهٍ ليلية.

***

اُعجبتْ أوروبا بصلاح الدين الأيوبي، لأنه علـّمها حقيقة «أن بوسع المسلم أن يُولد فارسًا، بطـُهر القلب، وعزة النفس»، لكن بعض الحركات الباطنية لم يعجبه مُحطّم الدولة الفاطمية، مع أنه مُحرّر القدس، التي «يتباكون» عليها.

***

بعضٌ من جيراننا، غير العرب، أراهم وأسمعهم يتكلّمون بكلامنا، في كلامنا، بما ليس في كلامنا.

Zuhdi.alfateh@gmail.com
 

بو شهر بين الماضي والحاضر
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة