Friday 23/12/2011/2011 Issue 14330

 14330 الجمعة 28 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

 

صندوق الحكايات
القائد الفذ

رجوع

 

في أحد الأيام سئل الرئيس السابق للهند أبو بكر زين العابدين في منتدى وارتون الاقتصادي الهندي، السؤال التالي: هل يمكنك أن تعطينا مثالاً، من خبرتك الخاصة عن كيفية إدارة الفشل وكيف يجب أن يتصرّف القادة في حالة حدوثه؟

الجواب: اسمحوا لي أن أخبركم عن تجربتي. في عام 1973 أصبحت مدير مشروع برنامج مركبة إطلاق القمر الصناعي الهندي، والذي عُرف باسم (SLV-3). كان هدفنا وضع القمر الصناعي الهندي (روهينى) (Rohini) في مداره بحلول عام 1980. حصلت على التمويل اللازم من الأموال والموارد البشرية، وقد أعطيت تعليمات واضحة بأننا يجب أن نطلق القمر ونضعه في مداره في الفضاء بحلول عام 1980، عمل آلاف من الناس معاً في الفرق العلمية والتقنية لتحقيق هذا الهدف.

بحلول عام 1979، وأظن في نهاية شهر أغسطس، كنا نظن أننا على استعداد تام. كمدير المشروع، ذهبت إلى مركز مراقبة عملية الإطلاق. وفي الأربع دقائق الأخيرة قبل إطلاق القمر الصناعي، بدأ جهاز الكمبيوتر في مراجعة قائمة الفحوص النهائية التي تحتاج إلى فحص. بعد دقيقة واحدة، علق برنامج الكمبيوتر عملية الإطلاق، وعرض النتائج التي أظهرت أن بعض مكوّنات التحكم في النظام لم تكن في منتظمة في السياق. الخبراء الذين عملوا معي وكان معي أربعة أو خمسة منهم أوضحوا لي أنه لا داعي للقلق، فعندهم تقديراتهم وهناك ما يكفي من الوقود الاحتياطي. وبناءً على ذلك تجاوزت الكمبيوتر، وحوّلت العملية على الوضع اليدوي، وأطلقت الصواريخ. في المرحلة الأولى، سار كل شيء على ما يرام. في المرحلة الثانية، بدأت تظهر المشكلة. فبدلاً من دخول القمر في المدار، سقط نظام الصواريخ كله في خليج البنغال وغرق. كان فشلاً ذريعاً.

في ذلك اليوم، كان رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندي، البروفيسور ساتيش داوان، يدعو إلى مؤتمر صحفي بمناسبة الإطلاق. كان الإطلاق في الساعة 7:00 صباحاً، والمؤتمر الصحفي يعقد في الساعة 7:45 حيث كان الصحفيون من مختلف أنحاء العالم متواجدين، البروفسور داوان رأس المنظمة، عقد المؤتمر الصحفي بنفسه. وتولى المسؤولية عن الفشل، وقال إن الفريق كان يعمل بجد، ولكن نجاح العملية يحتاج إلى مزيد من الدعم التكنولوجي. وأكد أنه في السنة القادمة لا بد أن ينجح الفريق في المهمة، كنت وقتها مدير المشروع وكان الفشل ناتجاً عن أخطائي ولكنه بدلاً من ذلك تحمل المسؤولية عن الفشل كقائد ورئيس للمنظمة.

في العام التالي، في يوليو عام 1980، حاولنا مرة أخرى لإطلاق القمر الصناعي، وهذه المرة نجحنا. وكانت الأمة الهندية مبتهجة بهذا النجاح. مرة أخرى، كان هناك مؤتمر صحفي. فدعاني البروفيسور داوان بجانبه وقال لي إنه أنت من سيعقد هذا المؤتمر اليوم.

تعلّمت درساً مهماً جداً في ذلك اليوم. عندما يحدث الفشل، قائد المنظمة هو من يتحمّل المسؤولية. وعندما يظهر النجاح يعطيه لفريقه. أفضل درس في الإدارة تعلّمته لم أقرأه في الكتب بل تعلّمته من تجربتي.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة