Friday 23/12/2011/2011 Issue 14330

 14330 الجمعة 28 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

تجاوران القرية بأمتار معدودة والأهالي يشتكون
دخان كسارة ومحرقة يفتك بصحة أطفال قرية (الحريقة) ويهدد بكارثة بيئية

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جازان - أحمد حكمي

شكا سكان قرية الحريقة التابعة لمركز الحقو بجازان تزايد أعداد الإصابة لدى أطفالهم بأمراض الربو والذبحات الصدرية بشكل متواصل؛ بسبب الأدخنة المتصاعدة من مصنع تكسير الحجر ومحرقة الأسفلت المجاورة لهم بأقل من كيلومتر؛ الأمر الذي جعل الآباء يضيقون ذرعاً لعدم إيجاد حلول للكارثة البيئية التي تحل بأطفالهم بعد مرور عام فقط من إنشاء المصنع والمحرقة.

(الجزيرة) بدورها انتقلت إلى موقع القرية، واطلعت على الأوضاع المأساوية للسكان الذين لم يجد بعضهم حلاً سوى الهروب من القرية لإنقاذ نفسه وأطفاله من الكارثة البيئة التي حلت بهم. أما البعض الآخر فبقي رغماً عنه لقلة حيلته على أمل أن تجد الجهات الحكومية حلاً.

ويقول المواطن شعبان الريثي: نحن بحاجة إلى حلول سريعة لإنقاذ أطفالنا من الكارثة التي حلَّت بهم؛ فمنذ إنشاء المصنع أنا وأطفالي نعاني من الدخان المتصاعد؛ فوالله نزور المستشفى بشكل يومي؛ فما إن نخرج بطفل إلا والآخر يشتكي، وكلهم بالأعراض نفسها التي شخصها الأطباء بالربو والذبحات الصدرية.

ويضيف الريثي: حاولنا أكثر من مرة ثني الشركة عن إقامة المصنع، وتقدمنا بشكوى للجهات الحكومية، لكن لا فائدة، وبقي المصنع والمحرقة على حالهما، ونحن نعاني ونتردد على المستشفيات.

أما موسى بن فايع الريثي فيقول: أكثر ما يقهرنا نحن الآباء أن نرى أبناءنا كل يوم يستنشقون هذا السم القاتل، ونحن نتردد بهم على المستشفيات، ولا حيلة بيدنا، وكلما حاولنا إيجاد حلول لإنقاذنا نُفاجأ بالحال كما هو، ولا نسمع سوى وعود.

ولم يجد مشلوي الريثي كلمة - على حسب قوله - تصف الوضع الذي يعيشونه في تلك القرية النائية؛ فلا ينسى خلايا نحله التي قضى عليها الدخان تماماً، ولم يبقَ سوى أطلالها، رغم أنها كانت مصدر رزقه الوحيد!

وطالب طامي بن موسى الجهات بإيجاد حلول سريعة والاطلاع على الأوضاع في القرية، والحال الذي وصلنا إليه من أمراض الربو وغيرها.

من جهته كشف الدكتور عثمان آدم، استشاري الأمراض الصدرية، أن التعرض للدخان الملوث بشكل مستمر يعرض للإصابة بالتهابات مزمنة في الصدر، إضافة إلى الإصابة بأمراض الربو المزمنة، خاصة عند الأطفال والذبحات الصدرية وتأثر الدورة الدموية بشكل كبير، ناهيك عن آثار نواتج المركبات الكيميائية الناتجة من الاحتراق من حيث التأثير على الجهاز العصبي. مؤكداً أن هناك آثاراً قوية على المدى البعيد من خلال التأثير على الحوامل بخروج أطفال مشوهين نتيجة التلوث المتزايد. مشيراً إلى أن غالبية الدول، ومنها المملكة، تمنع قيام المصانع المنتجة للأبخرة بجوار المساكن لدرء هذا الخطر.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة