Monday 26/12/2011/2011 Issue 14333

 14333 الأثنين 01 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

موقع «فيس بوك» يجعلنا تعساء
(*)بقلم: دانييل غولاتي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عندما جرى تأسيس موقع «فيس بوك» عام 2004 كانت مهمّته الأوّلية في الظاهر غير مضرّة وتقتصر على إرساء الروابط بين الأصدقاء. إلا أنه وبعد انضمام نحو 800 مليون مستخدم، سيطرت هذه الشبكة الاجتماعية على معظم جوانب حياتنا، وهي تتحوّل حالياً وبسرعة إلى منصة التواصل السائدة في المستقبل.

بيد أنّ لهذا العالم الجديد من التواصل المهيمن جانبٌ قاتمٌ: «فيس بوك» يجعلنا تعساء».

ومن خلال مشاركتي في تأليف كتاب «شغف وهدف» (Passion الجزيرة Purpose)، عملتُ على مراقبة كيفية تأثير «فيس بوك» على حياة مئات رجال الأعمال الشباب. وكلما تعمّقتُ في أبحاثي، كلّما اتّضح لي أنّ وراء كلّ هذه الاستحسانات ومشاركات الروابط وكتابات التعليقات مؤشرات واضحة على الغيرة والقلق وحتى الاكتئاب. كما واكتشفتُ تأثيرات فرعية مقلقة تمخّضت عن الصعود السريع لنجم موقع «فيس بوك» – تتمثل بثلاث طرق غيّرت شبكة الإعلام الاجتماعي العملاقة من خلالها حسّ الارتياح لدينا على المستويين الشخصي والمهني:

«فيس بوك» يشكّل موقعاً للمقارنات. بما أننا نتحكم بأنفسنا بصفحاتنا الشخصية على «فيس بوك»، نميل بشكلٍ كبيرٍ إلى تشاطر المعلومات الإيجابية مع الآخرين وتفادي ذكر السلبي منها. وهذا الأمر من شأنه أن يستحدث ثقافةً عبر الإنترنت من المنافسة والمقارنة. ومقارنة أنفسنا بالآخرين هو مسبب أساسي لتعاستنا. فعندما نحكم على حياتنا بكلّيتها بالمقارنة مع النسبة الأفضل البالغة 1% فقط من حياة أصدقائنا، نحن نحدد بذلك لأنفسنا معايير مستحيلة، الأمر الذي يجعلنا تعساء.

«فيس بوك» يجزّئ وقتنا. تشجّع إستراتيجية «فيس بوك» الأفقية المستخدمين على الدخول إلى الموقع بوتيرةٍ أكبر، بصرف النظر عن أماكن تواجدهم ومن خلال استخدام أجهزة مختلفة. وبحسب الأشخاص الذين قابلتهم، فهم يدخلون إلى موقع «فيس بوك» بانتظام عبر حواسيبهم في مكاتبهم وعبر هواتفهم الذكية عندما يخرجون للتبضع. وإنّ المشكلة في هذا «التنقّل» بين مهمات الحياة الفعلية و»فيس بوك» هي ما يُطلق عليه خبراء الاقتصاد وعلماء النفس تسمية «كلفة التغيير»، أو الخسارة الإنتاجية المرتبطة بمسألة الانتقال من مهمة إلى أخرى. وإشارة إلى أنّ كل هذا التغيير يمكن أن يؤثّر في جودة عملنا.

«فيس بوك» يؤثّر على علاقاتنا. لقد ولّت الأيام التي كان دور «فيس بوك» خلالها يتمثل فقط بأن يكمّل علاقاتنا في الحياة الفعلية. وها هو اليوم يستحوذ على حصة من تفاعلاتنا الاجتماعية الأساسية خارج إطار شبكة الإنترنت. ومع لجوء «فيس بوك» إلى خصائص إضافية على غرار الدردشة المصوّرة، يتحوّل سريعاً إلى بديلٍ حيويٍّ عن اجتماعات الأعمال وإنشاء العلاقات – وحتى اللقاءات الأسرية.

ومن المحتمل أن يكون التخلّي عن «فيس بوك» ككل أمراً لا يمتّ إلى الواقعية بصلة، إلا أنه لا يزال بإمكاننا اتخاذ تدابير من شأنها أن تغيّر أنماط استخدامنا وتعزّز علاقاتنا في العالم الحقيقي. ومن بين التقنيات المفيدة في هذا الخصوص، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، تحديد وقتٍ معيّن لـ»فيس بوك»، وترتيب قوائم الأصدقاء انتقائياً، واستثمار المزيد من الوقت لبناء علاقات خارج إطار الإنترنت. وبالنسبة إلى الشجعان بشكلٍ خاص، فقد يختارون إلغاء «فيس بوك» من هواتفهم الذكية وحواسيبهم اللوحية أو «أيباد»(iPad)، والخروج من المنصة بشكلٍ كاملٍ لفتراتٍ طويلةٍ من الوقت.

(دانييل غولاتي هو من أصحاب المشاريع الجديدة في مجال التكنولوجيا ومقره نيويورك. شارك في تأليف الكتاب الجديد بعنوان: «شغف وهدف: قصص يرويها أفضل وألمع رائدي الأعمال الشباب» (Passion الجزيرة Purpose: Stories from the Best and Brightest Young Business Leaders).)

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة