Monday 26/12/2011/2011 Issue 14333

 14333 الأثنين 01 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كنت قد أشرت في المقالين السابقين إلى تقرير المجلة العلمية الأمريكية ساينس التي اتهمت ثلاثاً من الجامعات السعودية: الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فهد. في محاولة تحسين رقمها التصنيفي بين جامعات العالم عبر الارتقاء السريع.

الجامعات السعودية لن تبقى رهن تقرير المجلات العالمية وآليات عملها أو ثقافتها المهنية وفلسفتها في تحليل معايير التصنيفات العالمية. كما أنه لا يمكن تجاهل أطروحات المجلات العلمية والرأي العام العلمي. وأيضا لا يمكن جعل التصنيف العالمي هدفا بحد ذاته, وبناء السياسات والخطط واستراتيجيات الجامعات السعودية للوصول إلى التصنيف العالمي. لذا يجب أن يكون الرأي العام الجامعي في السعودية مستقلاً لا ينشد إلى تكذيب وإهمال المجلات العلمية التي ترى الارتقاء السريع وغير الممنهج في سلم التصنيف، ولا يعكس الواقع. وكذلك لا ينجذب إلى آراء وتحليلات المجلات العلمية التي تكون آراء سلبية ضد الجامعات وتصفها بالتزوير والغش العلمي.. هناك فلسفة إدارية تتفق وتختلف مع مقولة نصف الكأس المملوء والفارغ, وهي فلسفة زبد البحر أو رغوة رمال الشواطئ، وفي المصطلح الإعلامي فقاعات الصابون فلا يعني وجود الزبد في نهايات الشواطئ خلو البحار والمحيطات من الأمواج وربما التسونامي, أي أن الزبد والرغوة المالحة على الشواطئ هي نتيجة أمواج وفيضانات وهزات في قاع البحر. إذن ما أوردته بعض المجلات العلمية يقع في محيط أسئلة واسعة منها:

أولاً: هل هو استهداف للتعليم العالي بالسعودية والتقليل من نجاحات التعليم الجامعي الذي بدأ ينتشر في السعودية عبر محورين جامعات الداخل والجامعات العالمية -الابتعاث-.

ثانياً: أن تفسير ما يحدث من التعنيف ووصف الجامعات السعودية بالتزوير والرشوة لا يمكن فصله عن تطور الأحداث الساخنة في الوطن العربي والمتغيرات السياسية والاقتصادية في العالم... أنا لا أسوق هذه الأفكار لأصل إلى نظرية المؤامرة، وان كنت أجزم أن المؤامرة هي شكل من أشكال التخطيط وقد تكون مشروعة في الصراعات لأنها تهدف إلى الإسقاط والإبعاد وتحييد الخصوم, لكن ما يحدث في العالم العربي من تغيرات سياسية واجتماعية، وما يحدث عالمياً من ركود وربما انهيار اقتصادي, وبالمقابل السعودية تنعم بحمد الله بالاستقرار السياسي والنماء الاقتصادي وتسير في الاتجاه الصحيح وبقوة إلى التعليم الجامعي الذي يعد مفتاحاً للتقدم وتطوير المجتمعات, يجعلني أطرح سؤالا: من المستفيد من انهيار التعليم العالي والجامعات السعودية, وأيضا: من المستفيد من وصف أعرق وربما أفضل الجامعات السعودية: الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فهد بالجامعات المزورة والراشية، وبالتالي جميع خريجيها ونتاجها العلمي هي نتائج معطوبة وعيناتها ملوثة، وان تلك الجامعات تقوم على أرضية هشة. و من المستفيد من ضرب التعليم الجامعي بالسعودية والإخلال بمصداقيته والنتاج العلمي لأعرق الجامعات السعودية, حتى وإن كان زبد البحر ورغوة الشواطئ هي نتيجة لمخاض البحر.

a4536161@hotmail.com
 

مدائن
ساينس وتصنيف الجامعات (3-3)
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة