Monday 26/12/2011/2011 Issue 14333

 14333 الأثنين 01 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

قمة دول مجلس التعاون.. طريق يعبق نحو الاتحاد!!
د. ناصر بن عبد الله الخرعان

رجوع

 

حينما نتحدث عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، نتحدث عن كيان شامخ ومنظومة متناغمة فرضت عليها أمور كثيرة بأن تتحد، وتتآلف، وتنصهر مع بعضها البعض، وتقف في صف واحد لا يتزعزع كيانه ولا يهتز مهما أتت العواصف والرياح، والفقاعات التي تطفو على السطح، وما تلبث أن تتلاشى أمام قوة صلبة!! وقد حتمت العادات والتقاليد المتشابهة، كاللغة، والجوار، والعلاقات الحميمية بين شعوب هذه المنطقة وقياداتها الحكيمة المتزنة، أن تجعل منها لحمة واحدة لتقف أمام أي طامع أو كائد غير متزحزحة ولا مغيّرة في مواقفها، بل إنّ ما تأتي به الريح نحوها من مشكلات وإرهاصات قوّت من عزمها وإصرارها نحو المضي قدماً نحو التكاتف والتآخي والتلاحم لتدحر كل المحاولات الرامية للنّيل من هذا الكيان الواحد!!

ولعلّ القمة 32 التي عُقدت مؤخراً في الرياض قد أثبتت للجميع بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لم ولن تزعزعها الأكاذيب والترهات، وما يُدار في الخفاء للنّيل منها وتقويض مساعي التقارب والتآلف الذي اتسمت به!! وأكبر دليل على ذلك تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين هذه الدول لتقر المبادرة التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بالإجماع في الإعلان الختامي لهذه القمة!!

إنّ مبادرات خادم الحرمين الشريفين الموفّقة تفتح أمام دول مجلس التعاون آفاقاً واسعة، ومساحات رحبة لتتقوّى أواصر المحبة والألفة بين شعوب المنطقة!! وإنْ كانت هذه الخطوة بمثابة الصفعة الشديدة على من يتربّصون بهذه المنظومة الرائعة!! فنجد دولة مارقة مثل إيران، ودولة مرجفة مثل إسرائيل وغيرهما قد تدخل عليها جو الكآبة والحزن، وهي ترى هذه الدول قد تحوّلت بقدرة قادر إلى دول متحدة في وجه كل طامع!! إلى دول شامخة أمام كل من تسوّل له نفسه!! إلى دول تسالم من سالمها وتعادي من عاداها!!

وإنْ كانت هذه الخطوة قد اتُّخذت في هذه القمة، فإنّ توقيتها قد جاء في الوقت المناسب، في خضم أحداث متسارعة قد تفرض على كثير من المناطق بأن تتحوّل تحولاً جبرياً لتنخرط في تيار خارطات قد تم السعي لوضعها، والقصد من ذلك إضعاف الدول العربية، وتقسيمها، وبث الفرقة بينها!!

إنّ إعلاناً كهذا يجعل دول مجلس التعاون تنتقل من التعاون إلى الاتحاد لهو أمر تثلج له الصدور، وترفرف له القلوب، حينما نجد في القريب العاجل إن شاء الله مسمّى: مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد تحوّل إلى اتحاد دول الخليج العربية!! فما أحلاه من اسم وما أبهاه من مسمّى!! إذنْ فهذا طريق يعبق نحو الاتحاد!!

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة