Tuesday 27/12/2011/2011 Issue 14334

 14334 الثلاثاء 02 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

شكا ملاك المخابز من تذبذب جودة الدقيق من يوم لآخر ومن نقص البروتين فيه، أثناء اجتماعهم في مدينة جدة بالمدير العام للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق وواجهوه بهذه الحقيقة القاسية، بما يعني طرح تساؤلات محيَّرة عن جودة الخبز الذي نتناوله، ومدى مناسبته للاستهلاك الآدمي.

وقد استبسل مدير عام مؤسسة صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالدفاع عن مؤسسته، مؤكدا بأن دقيقها هو الأفضل عربياً، وأنها تلتزم بمعايير موحدة للجودة، وأن جميع مكوناته بالمعدلات المطلوبة، وطالب بإخضاعه للمختبرات الغذائية والصحية. ودعاهم إلى زيارة مصانع ومختبرات المؤسسة للتحقق من ذلك.

وأشار المدير العام إلى وجود تعاون بين مؤسسة الصوامع والهيئة العامة للغذاء والدواء وكذلك وزارة الصحة، وإبرام اتفاق على إضافة فيتامين (د) للدقيق المنتج بعد ظهور نقص وانخفاض هذا الفيتامين لدى المواطنين، من أجل أن يكون إنتاجها ذا قيمة غذائية عالية.

والواقع أنه بعد قراءة ما حصل في اللقاء بين ملاك المخابز ومدير المؤسسة أصابني الخوف وشعرت بالإحباط، حيث كنت أتخيل أننا بأيد أمينة، وأن محتوى الخبز لم تطله يد العبث بعد أن تعرض للقرصنة فنقَص عدده وصَغُر حجمه، فقد كانت الثمانية أرغفة بريال، وبقطر لا يقل عن خمسين سم وبعدها تقلص وتقزم حتى وصل لأربعة أرغفة، وبقطر أقل من عشرين سم، في تطفيف صارخ يصم الأذان ويثير العجب.

ولئن أصدرت المؤسسة تقاريرها السنوية الجميلة والمطمِئنة بأننا نعيش فوق تلال من القمح وإقرارها بوجود مليوني طن احتياط استراتيجي من الدقيق، وأن أسعاره في المملكة منخفضة جداً ؛ فإننا نتساءل عن الجودة، فالخبز تتناوله جميع الطبقات الاقتصادية وفي جميع الوجبات تقريبا ويدخل في تصنيع وإعداد بعض الأطعمة الحلوة والمالحة.

وفي الوقت الذي كنت أتمنى نشر الوعي الغذائي والصحي للسكان ودعم الخبز بالنخالة لما لها من فوائد صحية وعلاج فعال لكثير من الأمراض، وبالذات للقولون والأمعاء؛ أجد تقلصها في الخبزحيث تفصل عن الدقيق وتختفي، كما يلاحظ ندرتها في السوق! فأين تذهب النخالة المنزوعة من الدقيق ظلما وعدوانا؟ حتى أصبح خاليا منها ومن جنين القمح، فلم يبق فيه إلا النشا الذي يعمل كمادة غروية لاصقة تطبق على المعدة والأمعاء، في تجن على ما أوجده الله بالقمح من غذاء ودواء للبشر.

إن أشد الفساد هو ذلك الذي يمس الغذاء والأكل وقوت البلد. وأجد أننا نحارب فساد المشاريع بينما أجسادنا خواء، فهل سكوتنا على ذلك تسبب في نشوء ذاك؟ أم أنها حلقة متواصلة من العناء؟

إن الصحة هي الكنز الذي يملكه الغني والفقير، وليس مكسبا مثل المحافظة على الجسد. فكيف يتم ذلك ونحن نُغتال في خبزنا، طعامنا، زادنا؟!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
إلا.. خبزنا!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة