Tuesday 27/12/2011/2011 Issue 14334

 14334 الثلاثاء 02 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

السؤال الأول الذي يدور في خلج القارئ الكريم وهو يقرأ عن انعقاد ملتقى المثقفين السعوديين الثاني هذه الأيام.. ترى من هو المثقف السعودي الذي يستحق هذا اللقب، ومن ثم يشرف بدعوة كريمة من لدن معالي وزير الثقافة والإعلام لترأس جلسة أو للمشاركة بورقة عمل متخصصة أو حتى لمجرد حضور فعاليات هذا الحدث الهام، ليس فحسب بل إن المواطن السعودي يتساءل كثيراً حيال مواصفات الإنسان الذي يستحق الترشح ليكون سفيراً ثقافياً لبلادنا المملكة العربية السعودية أو ليتصدر الملتقيات الثقافية العالمية أو ليتربع على كرسي الاحتفاء في المناسبات الدولية، أو ليكون بصحبة معاليه صباح مساء، أو ليقال عنه عبر وسائل الإعلام العربية والعالمية أنه رمز من رموز الثقافة السعودية وعنوان مميز للمثقف السعودي، أو...!!، هل بالفعل استطاع هؤلاء السفراء أن يعكسوا الصورة الحقيقية عّنا نحن أهل هذه الديار المباركة أم أنهم وظفوا هذا التمثيل لتلميع ذواتهم في المحافل الدولية وعقد صداقات وصفقات شخصية باسم الوطن، أو أنهم لا هذا ولا ذاك بل كانت صورتهم وللأسف الشديد صورة سلبية، وثقافتهم الضحلة وحضورهم البائس عكس عنا نحن المجتمع السعودي أننا ما زلنا بدو رحل، نسكن الصحراء ولا نعرف إلا الإبل والنساء، ولذا فإننا نشتري اضطراراً ذمم المثقفين العرب، وخصوصيتنا الثقافية ومشاريعنا التنويرية وبرامجنا التثقيفية بل بياننا الثقافي بأسره دفعنا مقابله المال، فنحن نشتري كل شيء حتى الثقافة!!. أسئلة عدة تنبعث من دائرة الشك بل غلبة الظن بل لا أبالغ إن قلت إنها تنبعث من اليقين الجازم لدي بأن هناك تجاهلاً تاماً لمحددات التصنيف التي بها يمكن لنا أن نعرف وبكل ثقة أن هذا الإنسان ذكراً كان أو أنثى يمكن أن يدخل في شريحة المثقفين في المجتمع أو أنه خارج التصنيف تماماً فهو باختصار عالة على المثقفين وعبء على الوطن وغصة في حلق المسئولين الصادقين مع أنفسهم المنصفين لأوطانهم.. وإيجاد المحددات والقيام بالفرز والتصنيف مسئولية وزارة الثقافة والإعلام التي من المفترض أن ترصد وتتابع وتحلل وتٌوصف ومن ثم تختار وتبرهن وتدلل على هذا الاختيار بالمعطيات والمحددات التي تجعل الجميع يقول «نعم هذا هو خير من يمثلنا أو يشارك عنا في هذه المناسبة أو تلك»، أم الشللية الثقافية التي تكونت وترسخت مع مرور الأعوام فالمفترض أن تزول نهائياً مثلها جعل العلاقات الشخصية والمعارف والقرابة هي معيارالاختيار وسبيل الاصطفاء والترشيح، إذ إن الثقافة عنوان جميل وفضاء رحب وبناء نهضوي تنموي متكامل تقوم ركائزه وتؤسس قواعده على قوة الكلمة والقدرة على الفاعلية المجتمعية والتأثير عالي الجودة على الجماهير وهذه كلها لا تتوافق والشللية والشخصية والمنطقية والقبلية و... وإن كان لي في هذا المقام من ضرب المثال بالمثقف السعودي الذي استطاع أن يعطي العالم الخارجي نموذجاً حياً ومتميزاً في عصرنا الجديد فإنني أعتقد وبرؤية شخصية متجردة أن الأخ الزميل الدكتور زياد بن عبد الله الدريس صورة جيدة للمثقف السعودي فهو نموذج للصوت السعودي الحر والنزيه، المسكون بقضايا الوطن والأمة، واسع الأفق، قوي الحجة، يملك زمام الحرف، ويجيد فن الحوار، ويعرف محددات الانتماء الحقيقي للثقافة الوطنية السعودية، ويحفظ عن ظهر غيب ضوابط الانفتاح على الثقافات العالمية، ينافح عن أطروحته بأسلوب مقنع، وبأفكار متسلسلة الأمر الذي استطاع به تحقيق إنجاز وطني بل عربي وإسلامي عزيز، وهو في تمثيله وسلوكه الثقاقي هذا يأتي تطبيقاً حقيقياً لسياسة خادم الحرمين الشريفين الثقافية العالمية المبنية على الحوار والسلام من أجل الإنسان أياً كان وفي أي بقعة من أرض الله عاش، فشكراً أبا غسان لك أنت ولكل مثقف وطني مخلص يعكس الصورة الإيجابية عن بلادنا المعطاء المملكة العربية السعودية.

إن الانتماء إلى شريحة المثقفين، والجلوس على كرسي التحدث باسم المثقفين وللمثقفين ومن أجل المثقفين، وكذا التمثيل الوطني في المناسبات الثقافية الداخلية والخارجية مسئولية وتكليف قبل أن يكون مزية وتشريف، ولذا فعلى المثقف المنتمي أن يعرف جيداً ضوابط التصنيف حتى ينسحب بهدوء لحظة اكتشافه أن هذه الضوابط لا تنطبق عليه، كما أن محددات الانتماء تختلف باختلاف الزمان والمكان والحال فمن وضح له الصراط وسبر أغوار ثقافة مجتمعه السعودي ووجد أنه لا يمكن أن يمثل السعودية ذات الخصوصية الثقافية المعروفة فليرضى من الغنيمة بالإياب، هذه نصيحتي للمثقفين في اجتماعهم الثاني بالرياض دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
المثقف السعودي «محددات الانتماء، وضوابط التصنيف»
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة