Tuesday 27/12/2011/2011 Issue 14334

 14334 الثلاثاء 02 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في الوقت الذي يؤدي فيه رجال الجمارك دورهم المطلوب بتفانٍ كبير وجهود خارقة ومتابعة مستمرة في الذود عن حمى الوطن وصيانة مجتمعه من أبشع وأقذر وأردى وأنتن تجارة عرفها التاريخ على مر العصور والأزمنة، بأنواعها وأشكالها وأحجامها وأوزانها كافة المختلفة والمتنوعة، ومؤثراتها السمية ونتائجها المميتة، نجد مؤسساتنا الوطنية والإعلامية تلعب دوراً لا بأس به، لكنه ليس كبيراً وواسعاً بالقدر المطلوب عطفاً على حجم الأعمال الجبارة والمتميزة التي يقوم بها رجال الجمارك بكل صبر ويقين ودقة. إن إبراز معاناة رجال الجمارك ودورهم الحيوي والمقدَّس يجب أن يفعَّل بصورة أكبر وأشمل وأعم، وبتوسع كبير. إنني أتكلم في هذا المقام إيماناً مني بضرورة الدفاع عن عملهم الكريم وإبراز معاناتهم، باعتبار أن ذلك واجب مقدَّس تمليه عليّ ثوابت عدة، أهمها أن هؤلاء الأبطال الأشاوس يحفظوننا - بعد الله سبحانه وتعالى - من شرور عديدة يريدها ويبتغيها لنا تجار الوباء العظيم القاتل، بأن يفتكوا بنا وبالوطن بشراً وأرضاً وحجراً، غير عابئين بكل الأنظمة والقرارات المحلية والإقليمية والدولية، ومواصلين أعمالهم بنهم في قضم كل بياض ناصع وعشبه نقية، وتعذيب الأبرياء وقتلهم مادياً ومعنوياً جسدياً وروحياً، ممارسين أبشع أنواع الزيف والتزوير والعبث اللاأخلاقي، منتهكين حقوق الإنسان التي تؤيدها الشرائع السماوية والإنسانية كافة، ومستمرين في محاربة كل عفة وفضيلة ونقاء، هدفهم المزيد من التوسع في الكسب والتربح غير المشروع، ضاربين بعرض الحائط كل المآسي التي تحدث من وراء أعمالهم المشينة والقبيحة.. إن هذه الانتهاكات الصارخة وهذه الأعمال البشعة ومحاولة استلابهم الحياة من أفراد المجتمع كافة، بفئاتهم وأعمارهم وأجناسهم، يتصدى لها رجال أفذاذ، نذروا أنفسهم فداء لردع هؤلاء بكل اقتدار وقوة وذكاء وفراسة. إن الدور الذي يجب أن تلعبه وسائل الإعلام هو تبيان الدور الفعَّال والمهم لهؤلاء الجنود البواسل، وذلك بالتحرك الفوري والسريع نحوهم والوقوف معهم وتشجيعهم والثناء عليهم والمطالبة لهم وتحقيق مآربهم وتطلعاتهم وحاجاتهم بحجة عملياتهم البطولية في الكشف المميز عن هذه المخدرات اللعينة، برغم بهلوانية وحركات الإخفاء والتخفي الذي يمارسه شياطين المخدرات وإخوان إبليس لتمرير بضائعهم التي تشبه الصديد والقيء والقذى. إن الاصطفاف مع رجال الجمارك والوقوف معهم واحترام أمانيهم وتطلاتهم وآمالهم يؤدي بشكل تام إلى النماء والتطور والازدهار وهدم أحلام العابثين بتربة هذا البلد وإنسانه، وتقزيم دورهم الجنوني، وتحطيم كل أسوارهم العالية التي يتباهون بها، وتجفيف منابعهم ومصباتهم القذرة. إن مثل هذا التركيز على دور رجال الجمارك ووظيفتهم (الغير) يعني أن نلفت نظر المسؤولين إليهم في وضع ورسم منظومة وظيفية جديدة تراعي طبيعة أدائهم الوظيفي الخطر، وتوازن بين الحال والواقع، خاصة أنهم يتطلعون منذ أمد طويل إلى تعديل واقعهم بناء على معطيات الحال؛ ليتمكنوا من زيادة وتيرة الإنتاج والرصد والترصد والكشف، ويكرسوا وقتهم وجهدهم برتم عالٍ أكثر من ذي قبل. إن الوطن وإنسانه أهم ممتلكات الحياة؛ لذا يجب تقدير وتثمين من يحمي هذين المهمين، وذلك بتوفير المستلزمات لهم، وإغداق المال عليهم؛ لنترجم لهم حقيقة شعورنا نحوهم بشيء من العطاء والتميز. إن للأعلام دوراً فعّالاً في إيضاح دور رجال الجمارك بالصورة وبالكلمة بفعالية لتكريس تطلعاتهم وأحلامهم وآمالهم انطلاقاً من أعمالهم الجليلة والواضحة والخطرة، واستناداً إلى دورهم الإنساني في حماية الوطن والمجتمع من كوارث المخدرات التي زادت وتيرتها بشكل مطرد ومتتابع.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

رجال الجمارك.. الدور البارز والحقوق المطلوبة!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة