Tuesday 27/12/2011/2011 Issue 14334

 14334 الثلاثاء 02 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

قرأت في جريدة الشرق الأوسط يوم الجمعة الماضي لقاء مع المهندس عبدالله رحيمي الذي كان يعمل رئيساً لهيئة الطيران المدني، وتمّ إعفاؤه. من يقرأ اللقاء لا بد وأن يخرج بانطباع مؤداه أن رحيمي هو الذي بنى الهيئة، حتى وكأنها قبله، وقبل أن يتربع على رئاستها، لا شيء، أو أنها قريبة من لاشيء؛ فلما انتهى أمرها إليه، وتسنم رئاستها، أصبحت شيئاً مذكورا.. مثل هذه المغالطات المستفزة جعلتني بصراحة أفند ما جاء في اللقاء في النقاط التالية:

أولاً: تحدث المهندس رحيمي عن الهيئة ونسب الكثير مما تحقق في الهيئة خلال السنين الماضية لشخصه، متجاهلاً جهود من سبقوه كالدكتور علي الخلف وكذلك الأستاذ ناصر العساف رحمه الله؛ وهذه النقطة بالذات لا يمكن تجاوزها؛ فالرجل الكبير يُنصف الآخرين قبل أن يتحدّث عن نفسه، ويضع عمله وإنجازاته - إن كان ثمة إنجازات - ضمن عملية تراكمية، هو جزء منها، وليس هو أولها وهو - أيضاً - آخرها؛ فلا يبخس الآخرين جهودهم وأعمالهم وإنجازاتهم وينسبها إلى نفسه منفرداً. ومن يقرأ اللقاء يجد أن (الأنا) كانت طاغية إلى درجة كانت تثير من الأسئلة أكثر مما تجيبُ على التساؤلات؛ وربما تضع كثيراً من النقاط على الحروف.

ثانياً: لقد مرت خدمات الطيران المدني عندما كان المهندس رحيمي رئيساً للهيئة بأسوأ فتراتها. هذه حقيقة يشهد عليها الارتباك الكبير الذي كان أهم ما صبغ فترة رئاسته لها؛ فالنقل الجوي الداخلي ناهيك عن الخارجي، كان في أسوأ حالاته، والمطارات كانت تشكو من انحدار الصيانة، والقصور في الخدمة، وقد كتبت وكتب غيري عن هذا القصور مرات؛ وكانت الخطوط السعودية تعمل وكأنها هي الآمر الناهي، ولا تجد من الجهة الرسمية المشرفة على النقل الجوي أحدٌ يهتم؛ حتى كاد النقل الجوي أثناء المواسم يتشكل ليصبح أزمة داخلية؛ فلا تكاد تجد مقعداً في أي طائرة تقلع من المطارات متجهة إلى أية وجهة داخلية أو خارجية؛ وإذا صادف وكان حظك جيداً فلا مناص من التأخير، إذا لم يكن إلغاء الرحلة بالكلية. وكنا نسأل: من المسؤول؟.. فلا نجد إلا التطنيش.

ثالثاً: لقد شهدت فترة ما بعد رحيمي تطوراً ملحوظاً، لعل أهمها على الإطلاق أن القائمين على النقل الجوي أصلحوا قائمة إستراتيجية الأولويات. كانت إستراتيجية النقل الجوي في السابق تضع الخطوط السعودية (أولاً) والإنسان (ثانياً)؛ أما الآن فأصبح الإنسان (أولاً)، وما عداه (ثانياً) حتى وإن كانت الخطوط السعودية - إصلاح إستراتيجية النقل الجوي بتقديم خدمة (الإنسان) على مصلحة الناقل الوطني كانت هي بيت القصيد ومربط الفرس من القضية برمتها؛ فقد قدّمت الهيئة حزمة من المبادرات الإستراتيجية، تشمل منح رخص (جديدة) لمشغلين جديدين، لزيادة عدد الرحلات الداخلية والخارجية؛ ونحن في انتظار أن ترى هذه المبادرات التفعيل على أرض الواقع؛ المهم أن ثمة محاولات (لحلحلة) المشكلة وليس الإصرار على منطق (خطوطنا أولاً) كما كان الأمر في السابق، حتى ولو كان الضحية الإنسان.

رابعاً: انتهاج فلسفة التوسع المدروس في فتح الأجواء لأكبر عدد ممكن من شركات الطيران (الأجنبية) لتقديم رحلاتها إلى المطارات الإقليمية في المملكة، لتخفيف عناء المسافرين في تلك المناطق، عوضا عن اضطرارهم للسفر إلى الرياض أو جدة للحصول على رحلات دولية،؛ وهذا ما تمّ إعلانه مؤخراً، ترسيخاً للمبدأ الجديد (الإنسان أولاً).

وختاماً أقول: أريدكم فقط أن تقارنوا الإدارة الجديدة لهيئة الطيران المدني و(مبادراتها)، بالإدارة القديمة و(تكلسها)، لتدركوا الفرق؛ وهنا لا أجد مناصاً من القول للمخطئ أخطأت، أو (تقاعست)، وللمصيب أصبت، بعيداً عن المزايدات الإعلامية التي لا تتكئ على حقائق.

ملاحظة: في مقال الأحد الماضي كتبت عن تصريحٍ لرئيس المكتب السياسي لحماس، حول الأحداث في سوريا. واتضح لي بعد النشر أن التصريح الذي جاء في موقع التلفزيون الرسمي السوري كان مكذوباً وملفقاً. لذلك وجبَ التنويه والاعتذار.

إلى اللقاء.

 

شيء من
رحيمي ومنطق: أضاعوني وأي فتى أضاعوا!
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة