Wednesday 28/12/2011/2011 Issue 14335

 14335 الاربعاء 03 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إن من واجبات وزارة العمل الرئيسة دعم عملية التوطين وتفعيله والعمل من أجله. ومن هذا المفهوم، وهذا المنطلق، وفي ظل التحديات الحالية، عملت وزارة العمل على زيادة التخطيط الإستراتيجي العميق لدعم توطين الوظائف ومعالجة مشكلة البطالة لخفض نسبتها إلى أدنى مستوى لها، ولهذا قامت بإيجاد الآليات والرؤى اللازمة لتنفيذها.

إن من المهمات الأولية والتي يتوجب على وزارة العمل البدء فيها لإنجاح المهمة والعمل والتطلع والأماني، هو إيجاد رؤية إستراتيجية حقيقية جذابة وفعالة وآمنة وطويلة المدى لتوطين الوظائف وتفعيل توجهات الدولة. ولن يتأتي ذلك إلا بإعادة تنظيم السعودة وهيكلة التوطين بشكل جذري سريع وملموس، والحد من التباطؤ في التطوير والتبديل والابتكار والإبداع والإنتاج والمتابعة. إن عدد العاطلين عن العمل -كما أوضحت وزارة العمل نفسها- يحمل رقماً كبيراً ومخيفاً، الأمر الذي ينبئ بنتائج اجتماعية خطرة في حال لم تعمل وزارة العمل على تخطي المشكلة بسرعة فائقة موزونة ومحددة، كما أوضحت ذلك من خلال برنامجي «نطاقات» و»حافز» اللذين أوجدتهما وبدأت العمل بهما. إن على أصحاب الشركات والمؤسسات الأهلية وأصحاب النفوذ أيضاً ضرورة تخلصهم من عقدة تفضيل الأجنبي على المواطن رغم تساوي خبرة الطرفين في أحايين كثيرة، بل في كثير من الأحيان يتفوق السعودي على الأجنبي علماً وخبرةً وفكراً وأسلوباً واجتهاداً وتحدياً، ولهذا السبب كبرت المافيا الأجنبية وتوالدت وفرخت وصار لها أذرع وعيون وشبكات. ولهذا السبب أيضاً وغيره من المسببات صارت أبواب العمل مقفلة أمام المواطنين بنسبة كبيرة جداً. إن المافيا الأجنبية إن تركت كما هي عليه الآن ترتع وتلعب وفق أشكال وألوان وأطياف متنوعة ومختلفة، يقيني بأنها لن تسمح مطلقاً للمواطن السعودي بالعمل في السوق المحلي، وسوف تقوم بخنقه والتضييق عليه بكل ما أوتيت من سبل وقوة وجبروت وعقلية وفي مختلف الطرق والأساليب، يساعدها في ذلك أصحاب المصالح والمكاسب من بعض السعوديين النافذين وأصحاب القرار في بعض الشركات والمؤسسات الأهلية. إن الاستمرار في ترك هذه المافيا ومن يعاونهم يعملون كيفما شاءوا وأرادوا يعني مزيداً من تفاقم المشكلة وصعوبة تحجيمها وتأطيرها على المدى القريب وربما البعيد أيضاً. إن على أصحاب العمل الذين هم أصلاً شركاء الدولة في التنمية والتطور والبناء، العمل بتجرد على زرع الثقة بالمواطنين والبدء في بناء بيئة عمل جذابة لهم والمحافظة عليهم كأفراد منتجين وفاعلين. إن استخدام الفرد المواطن الاستخدام الأمثل وتطويره وتدريبه وتأهيله والاعتناء به بصورة شاملة سوف يرفع عنده الروح التنافسية ويزيد في العمل والإنتاج والابتكار. لقد عشنا طويلاً على إيقاع التوطين سنين طويلة بين التيارات المطالبة بالسعودة الشاملة وبين أصاب المصالح والمنافع والمافيا الأجنبية، لقد أخذ هذا الصراع منا كثيراً من الوقت والجهد وزادنا تعباً ومشقة، ولذلك على أرباب العمل بكل أطيافهم ومشاربهم وانتماءاتهم وجوب المسارعة والتفاعل مع تطلعات الدولة ممثلة بوزارة العمل، وعليهم الشعور في كل وقت وحين بأن عليهم أن لا يضيعوا الوقت وأن يستغلوا حتى الجزء من الثانية من أجل تكريس مبدأ السعودة والتوطين بكافة السبل والطرق المتاحة، أن عليهم أن يتقدموا بالسرعة القصوى لأجل إنجاز المهمة الكبرى كشعب وأمة وهيئات وشركات ومؤسسات، وأن ينتصبوا أمام تجاربهم التاريخية كجبال عملاقة وعظيمة لا تهزها الريح ولا تخضع للتيارات والتحديات وأساليب المافيا الأجنبية الكثيرة التي لا يهمها سوى مصيرها وثباتها تحت أي مصير ونتيجة ستكون.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

انتبهوا لمن يعيق برنامجي «نطاقات» و»حافز» الجديدين!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة