Thursday 29/12/2011/2011 Issue 14336

 14336 الخميس 04 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحم الله أخي وابن عمي وصديقي بجاد المشقور

رجوع

 

في يوم الأحد الموافق 23-1-1433هـ توفي أخي وابن عمي وصديقي الأستاذ بجاد بن محمد المشقور مدير مكتب الضمان الاجتماعي في محافظة المجمعة -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- إثر تعرضه لحادث (دهس) في طريق الملك عبدالعزيز في المجمعة عندما كان يعبر الطريق سيراً على الأقدام، ومن المؤسف جداً أن يكون هذا هو الحادث الثاني خلال 24 ساعة في الطريق نفسه، ودون تحرك من الجهات المعنية في إيجاد حل شاف له حفاظاً على أرواح الأبرياء ومحاسبة المقصر في ذلك، فخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- وحكومته الرشيدة سخرت كل الإمكانيات المادية والمعنوية لتوفير كل ما يحقق أمن المواطن والحفاظ على حياته..

واسمحوا لي في هذه الأسطر المتواضعة التي خالط حبرها دمعي أن أتطرق لجزء يسير من حياة أخي وصديقي رحمة الله عليه، فقد قضى حياته في خدمة الجميع بكل ما يملك، فقد كان -رحمه الله- محباً للجميع والجميع يحبونه، فقد ثبت ذلك من كل الناس المواسين والمعزين في وفاته، جزاهم الله كل خير ووفقهم لما يحبه ويرضاه. ففي جامع الشيخ المحرج في محافظة المجمعة بتاريخ 24-1-1433هـ اجتمع محبوه من كافة أقطار المملكة للصلاة عليه في تجمع يصفه أحد كبار السن بقوله (أتمنى أن يصلى علي بعد وفاتي مثل هذا الجمع الذي أدى صلاة الميت على بجاد المشقور).

عاش أخي بجاد المشقور طفولته في الداهنة في محافظة شقراء وبعدها انتقل مع أهله إلى محافظة المجمعة، أكمل تعليمه بها وكان من أشهر لاعبي النادي الفيصلي بحرمة، ومن ثم انتقل إلى نادي الفيحاء بالمجمعة، فقد كان الجميع يحبه وهو يحب الجميع لما يتمتع به من أخلاق وتواضع ومعرفة وثقافة عالية وابتسامة للكل. تم تعيينه مديراً للضمان الاجتماعي في المجمعة وقام بالتسهيل والتيسير على جميع المتقدمين تمشياً مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين في توفير كل ما يذلل الصعاب على هذه الشريحة من المجتمع التي تستفيد من الضمان الاجتماعي، وقد ساهم من خلال عمله بتسهيل الإجراءات لعموم المواطنين المتقدمين بالمحافظة وما جاورها للاستفادة من الخدمات التي يقدمها مكتب الضمان الاجتماعي بالمجمعة ولم يقتصر على ذلك بل كان له أياد بيضاء في توجيه من هم خارج المحافظة من المحافظات الأخرى والشفاعة لهم لتيسير أمورهم في مكاتب الضمان الأخرى.. هذه نبذة مختصرة عن حياة أخي وابن عمي وصديقي بجاد بن محمد المشقور رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. فهذه هي الحياة وسنتها... فالموت حق ولا نعلم متى يكون أو في أي وقت أو ساعة, قال تعالى: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}.

وقال العزيز الحكيم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.. وقال تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ}.

أكرر شكري لله تعالى وأحمده على فضله وإحسانه، فقد مَنَّ علينا بنعمه سبحانه العلي القدير السميع العليم، فحادث الدهس الذي تعرض له أخي بجاد نسأل الله أن يكون تكفيراً له، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا وصب ولا مرض حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).. أسأل الله تعالى أن يجعل ما أصاب أخي بجاد المشقور في هذا الحادث الأليم تكفيراً لسيئاته وجعلها في ميزان حسناته.. وألهم ذويه وجميع محبيه وألهمنا الصبر في فراقه، قال العزيز الحكيم: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}، وقال سبحانه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.... سوف تظل بيننا أخي بجاد بذكراك العطرة وأخلاقك السامية وابتسامتك وكل ما قدمت من أعمال خير وتسهيل على كل المحتاجين (فالناس شهود الله في أرضه)، ودعائي المستمر لك بالرحمة والمغفرة وسوف تظل بصمة أعمالك في الخير موجودة في الكثير من المحيطين بنا، فرحمة الله عليك، والحمد لله على كل حال. والله من وراء القصد.

حمد بن سليمان الثبيتي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة