Saturday 31/12/2011/2011 Issue 14338

 14338 السبت 06 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

يحلو لكثير من الكتَّاب والمدوّنين بين فينة وأخرى تناول موضوع نظام الرصد الآلي للمخالفات المرورية الشهير بـ(ساهر) إما مدحاً أو قدحاً أو تندراً، وما أكثر القدح لأنه ومع الأسف وغالباً إن أتت عبارات الثناء على هكذا نظام وإن وجدت نجدها مقرونة بمفردة (ولكن) وما تلاها.. في الوقت الذي نعيشه مع الاقتتال بالسيارات وما جلبته من مصائب وكوارث معيشة على أرض الواقع بعد أن لامس معدل الوفيات على الطرق عندنا رقماً لا يمكن تجاهله يشير إلى 3 حالات وفاة كل ساعتين إضافة إلى ما ينجم عن الحوادث من إعاقات شديدة ومتوسطة. أما الخسائر والتلفيات في المركبات فبلغت في المتوسط 13 مليار ريال سنوياً، وهذا من واقع إحصاءات الإدارة العامة للمرور وليس ضرباً من الخيال أو نعتاً من المبالغة.

ثم إن منظومة الرصد الآلي (ساهر) هي تقنية دولية عالمية على مستوى عال من الدقة والكفاية، إذ لم يؤت بها من (حراج الصواريخ) أو من سوق (المسوكف) أو أنها جمعت في (القيصيرية) أو السوق الشعبي في الواديين، ليس تقليلاً من قيمة الأسواق الشعبية التراثية والتي نعتز بها كموروث شعبي وطني، إنما هي أجهزة دقيقة ترصد تصوّر ترفع كل تلك الفعاليات آلياً في زمن من ثوان معدودات لا يدخل فيها العامل الذاتي أو الانتقائية أو العشوائية فلماذا يتأفّف المتهورون جراء ثمن مخالفة تبدو خلواً من الردع وهذا ما يفسر تكرار المخالفات على المركبة الواحدة بلغ بعضها نطاق العشرات من المرات والأدهى والأمرّ أن يأتي الاعتداء على مركبات (ساهر) وأجهزتها والعاملين عليها رحلة أخرى في مسار الممارسات العبثية ونمط قميء من أنماط الاستهتار بالنظم والقيم والسلامة العامة، والمدهش حقاً انضمام جحافل من الصبية الصغار تعزيزاً لقائمة المتهورين في قيادة السيارات جعل الكثير منهم الشوارع والطرقات أشبه ما تكون ملاعب صابونية يتزحلقون فيها من اليمين إلى اليسار والعكس. يكسرون الإشارات المرورية «يعكسون السير» يغيّرون معالم السيارات» يتلاعبون بلوحات السيارات طمساً وتمويهاً واستبدالاً كل ذلك يجري على مرأى ومسمع إدارات المرور دونما محاسبة أو ضبط.

قبل أيام أفصحت الإدارة العامة للمرور في بيان إحصائي عن وقوع (544159) حادث سيارة في العام الماضي فقط فكم يا ترى نجم عن تلكم الحوادث من وفيات وإعاقات وتلفيات فمن ذات التقرير يشار إلى 7000 حالة وفاة وقعت جراء حوادث السيارات في ذات العام.

إذاً ماذا ننتظر بعد أن بلغت الأرقام مداها في الخسائر البشرية والمادية والقادم أكبر إن لم يستجد جديد في الضبط والحزم والمتابعة لتسعة ملايين مركبة والله المستعان.

 

حتى لا يكون النظام ملهاة
أحمد مكي العلاوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة