ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 04/01/2012/2012 Issue 14342

 14342 الاربعاء 10 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

حققت المملكة المركز السادس والستين من بين تسع وستين دولة في الاختبارات الدولية للعلوم والرياضيات. أي المركز الثالث ما قبل الأخير. كما احتلت المرتبة 37 في مؤشر كفاءة إدارة المدارس من أصل 57 دولة والمرتبة 45 في مؤشر الاختبار العالمي للصف الثامن في العلوم من أصل 50 دولة والمرتبة 54 في مؤشر التعليم الأساسي من أصل 139 دولة. يأتي هذا التراجع المخيف في ادائنا التعليمي رغم أن البيانات تشير إلى أن المملكة تنفق على التعليم ما يقارب 25% من الإنفاق الحكومي مقارنة بنسبة 12% تقريباً في الدول الصناعية.

هذه المعلومات ليست جديدة على المعنيين والمخططين، لكن السؤال هو: ماهي الخطوات التي يتم اتخاذها لتطوير التعليم بصفة عامة وتعليم العلوم والرياضيات بصفة خاصة، عدا خطوات زيادة الإنفاق؟

لقد خطر ببالي هذا السؤال حينما بدأ أطفالي في المرحلة الابتدائية إجازتهم النصف سنوية هذا الأسبوع، فوجدتني أكرر سؤالاً سبق أن طرحته: معقولة سيتطور مستوى أبنائي ومجمل ما يدرسونه في هذه المرحلة التأسيسية لا يزيد عن 26 أسبوعا من أصل 52 اسبوعا، عدد اسابيع السنة؟.

الفصل الدراسي يتراوح ما بين أربعة عشر وستة عشر أسبوعاً فإذا أخذ أبنائي إجازه قبل نهاية الفصل بثلاثة أسابيع فهذا يعني أنهم لم يدرسوا سوى 13 أسبوعا، وسيحصلون على اجازة في منتصف العام تمتد إلى شهر كامل. بمعنى آخر: أطفالنا يدرسون نصف السنة والنصف الباقي إجازات، ربما كأقصر عام دراسي في العالم. وحينما تسأل المدرس: لماذا لم يمنح الطلاب الوقت الكافي لفهم المادة؟ يجيبك بأنه مطلوب إنهاء منهج دراسي معين في هذه الفترة القصيرة.

بالمناسبة، إنهاء المنهج ليس بالضرورة يضمن الكفاءة والاستيعاب الكافي، وخصوصاً في ظل ما يعرف بالتقويم المستمر كبديل عن الاختبارات، حيث يجتاز الجميع تقريباً دون وضوح لتحقيقهم الأهداف المطلوبة أم لا.

واضح بأن مشكلتنا ليست في حجم الإنفاق بدليل تفوقنا، كما أشرت أعلاه، في هذا الجانب على كثير من دول العالم المتقدمة، لكنه في نظام التعليم لدينا، وفي إدارة التعليم وفي كفاءة ونوعية التعليم. وواضح بأن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم غير قادر حتى الآن على إيجاد التطوير الحقيقي والهيكلي في تعليمنا الأساسي. هناك من يشكك في نجاح هذا المشروع طالما أن من يديره هم مسئولو التربية والتعليم وقد عجزوا في وزارة التربية عن إحداث الفارق الإيجابي، إلا إذا اعتبرنا أن مجرد زيادة مكافآتهم ورواتبهم ستزيد من قدراتهم الإدارية والفكرية!

يبدو أن مشكلتنا الرئيسة تكمن في عدم قدرتنا على قياس الأداء والكفاءة ونوعية الإنجاز، فنحن نصرف ونعمل لكن لا ندري إلى أين نسير، وما هي جودة العمل الذي نقدمه، حتى تفاجئنا المقارنات الدولية بالنتائج الأسوأ. وبالمناسبة، في ظل عدم قدرتنا على قياس نوعية وكفاءة الإنجاز تصبح تلك المقارنات وسيلتنا المحايدة والمتاحة للحكم على تطورنا.

أخشى أن التعليم لدينا يقع ضمن دوائر مغلقة من الاجتهادات والنمطيات المعلبة وليس لدينا القدرة على اختراق تلك الدائرة وإحداث التغيير المطلوب، الذي يمكنه تحقيق منجز ومنتج أفضل وفق ما نتمناه.

التعليم هو الأساس لتطوير العنصر البشري ورهان المستقبل لدينا يجب أن يكون عبر التنمية البشرية. مهما زاد النمو ومهما بنينا الحجر يبقى ركن التنمية الحقيقي هو الإنسان.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
تعليمنا: نريد مؤشرات تفاؤل!
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة