ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 04/01/2012/2012 Issue 14342

 14342 الاربعاء 10 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

من الشواهد الحقيقية التي تكاد تكون يقيناً أنّ الأسرة السعودية شركة وظيفتها تربية وتأهيل وصناعة عقول أبنائها، وإعدادهم للمساهمة في مسيرة الرُّقي والتقدم والازدهار الذي تتحدّد ركائزه في العلم الملتزم والتعليم المتقدم، والخلق الكريم والقيم الإنسانية المستمدّة من شريعتنا الغرّاء بمصدريْها القرآن الكريم والسنّة المطهّرة، وهذا جعل الأسرة السعودية محطاً لأنظار جمع غفير على خريطة العالم.

هذا الأمر جعل العديد من الباحثين وعلماء الاجتماع والنفس والتربية، يبحثون عن حقيقة كون الأسرة السعودية هي من ينطبق عليها القول بأنها أيسر الطرق وصولاً إلى جنة الرضوان، وأنّ أهم الدراسات التي أُجريت في مجال سيكلوجية الأسرة، توصّلت لنتائج تؤكد بأنّ الأسرة الصالحة هي التي تعيش في وفاق ووئام، وتتفانى في تنشئة أبنائها على الخصال الحميدة والقيم النبيلة، الأمر الذي يرقى بها إلى مستويات مرموقة في السلوك الحضاري ومكارم الأخلاق، وطيب المعشر.

وتعتبر الأسرة نسقاً رئيساً في البناء الاجتماعي ذات علاقات حميدة مع باقي الأنساق ذات البناء مثل النسق الاقتصادي والتعليمي والصحي والأمني ونسق آلية الدولة.

وفي المنظور السيولوجي تتحدّد مكانة الأسرة من خلال أدائها لمجمل أدوارها ومنها تأهيل أفرادها للمشاركة الفاعلة في تحقيق متطلّبات الأمن المجتمعي وتحسين المواقف الحياتية وزيادة قيمتها، من خلال التزوّد بالمعارف والأفكار والرؤى لتحقيق آفاق رحبة وغير محدودة في مجالات الرعاية والتوافق والانسجام بين أفراد الأسرة جميعاً، وهذه هي مفردات عناصر الأسرة السعيدة، التي تمتلك مبادئ الأصالة والهوية الاجتماعية والانتماء والتجربة الإنسانية.

ونأمل ألاّ ينسينا هذا ما يجري في واقع الحياة المعاصرة وتتجه إليه بصائرنا، فيما يبدو من تحدّيات غير محدودة تتعامل مع الواقع في شموله، رغماً عن خصوصية المجتمع السعودي وثقافته الإسلامية العتيدة، ونلتقي في هذا بالتحدي الأكبر من خلال التأمُّل في مشكلة المشاكل وهي مشكلة الطلاق والتي بلغت نسبته لدينا لنقطة حرجة ليس فيها من ريب، ولا تحتمل أخذاً ورداً، فهي مشكلة شاخصة أمامنا تنذر بالخطر، ولذا يتوجّب الاهتمام بها ووضع سبل النصح والإرشاد والتوجيه لما يصلح به الحال، والحض على ما تستقيم به الحياة الزوجية، نظراً لأنّ هذه المشكلة تنتقل بالأسرة عموماً من الاستقرار والدفء العائلي إلى الاضطراب الوجداني والمادي الذي يؤدي إلى تفكك الأسرة، ويضيع الأبناء لضياع كيان الأسرة الاجتماعي والقيمي.

ومن العوامل المسببة للمشكلة «عدم التكافؤ» العلمي - الأكاديمي - ومن ثم الاجتماعي بين الزوجين، مما يباعد بين خطوط الاتصال والتوافق والتفاعل السوي، فتضمحل الحميمية وتنعدم السكينة وتضمر المودة وتغيّب الرحمة، ويمتنع خفض الجناح مما يقضي على إمكانات العشرة بالمعروف، وينجم عن ذلك استبدال قيم المحبة واللطف والانسجام بسلوك الصّلف والعنف والفظاظة والغلظة، وتقويض آلية الضبط والتحكُّم في مكوّنات التوافق، وكذلك عدم التكامل في دعائم بناء الكيان الأسري والذي يبعث على التفاعل السوي بين الزوجين، وإلى سوء قيم التوافق والتماسك والتناغم الذي يعم الأسرة جميعها ويدعم الروابط بها.

ويترافق مع مشكلة «عدم التكافؤ»، مشكلة «عدم النضج المهاري» لدى الزوجة والذي نعني به مهارات الرعاية الأسرية والأعمال المنزلية من نظافة وغسل وطهور، ووفاء بحاجة الزوج ومطالب الأبناء، حينئذ توضع الأسرة تحت مظنّة اللاتوافق والإحساس بفقد الأمل والشعور بضياع قيم السعادة الزوجية.

 

الأُسرة السعودية وتحدِّيات الواقع
مندل عبدالله القباع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة