ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 05/01/2012/2012 Issue 14343

 14343 الخميس 11 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ليست هذه المقالة هامشاً يرد عنها سقط الكلام، وليست تنبهاً متأخراً لها، وليست دفاعاً تدير -مطولات مديحها- العين والذاكرة له, عقب ما دبجه فيها ثلة من الصادقين.

ولكنها مداورة لحديث شهيٍ عنها، كلما عنَّ ذكرها، وأيقظ الحواس لجزء عظيم من الوطن العظيم، كان قدره أن يكون طرفاً حدودياً يستدعي مستقرات القلب والذاكرة؛ كلما كان الحديث عنها أو عن الوطن.

كانت هي الوسط المجموع فانتفضت

من حولها الخيل حتى أصبحت طرفا

هكذا حاول الشاعر العربي القديم أن يفلسف قيمة الطرف وأهميته.

* جازان خارج النسيان, إذا ما كان ثمة احتكام لصحيح التاريخ ومسيرة الثقافة. يقول عبد القدوس الأنصاري: إنه عندما بدأ في إصدار مجلته الرائدة المنهل، كان «محمد علي الثروة، وعلي محمد السنوسي» أول من طالبا بأن يكون للمنهل مندوب في جازان, يزود المجلة بإنتاج الجيزانيين الأدبي .وكانا من أول من احتفى بها وحرص على اقتنائها من خارج المدينة المنورة.وكان حضورهم فيها شعراً ونقداً ومقالةً لايغيب.

مثال بسيط لتوق أولئك النابهين للمعرفة والأدب والفن الخلاَّق، وقد توفر لمنطقتهم فيض غزير من المواهب الأدبية، والعقول النيرة, والنفوس المضيئة المشرعة تجاه كل الجهات.

جازان حاضرة المعرفة والفن، التي ما فتئت تصدِّر المبدعين والمثقفين الذين ما شعروا يوماً إلا أن كل أرجاء الوطن جازان، هكذا تخطى أولئك الصادقين حصار الجهة، وتجاوزوا الإقليمية وأفقها الضئيل.

* من جازان الولاَّدة، امتلأت ساحتنا بالكتَّاب والقصاصين والروائيين والشعراء والعلماء والفنانين. وكأن قدر جازان أن تكون قبلة لمن أراد استرداد سيرة ميلاد هذا الفيض من خزين مشهدنا الإبداعي والثقافي واكتشاف سلالة ذلك التكوين .

* نسيت التنمية جازان ذات أزمان، فجاءت إرادة الملك أيده الله وأدام عزه لتبدد صنيع الخاملين والواهنين. وفي جدب ذلك النسيان ؛لم تخرج جازان يوماً عن قانون المجتمعات الحية والبيئات عريقة التقاليد، مناراً يؤمه الراغبون في قراءة حكاية الحياة عندما تكون قصيدة, والقصيدة عندما تكون معنى. ويؤمه الراغبون في معرفة الإنسان عندما يكون قيمة، والقيمة عندما تكون جوهراً للحياة.

* جازان.. رسمها (محمد حبيبي) قبل سنوات. قصيدة مصوَّرة ضبطها على إيقاع وتري شفاف مبهج وفاتن وحزين، واختزل فيها حكاية الإنسان والمكان والكفاح والتعب والحلم والوجع والنسيان, وظَّف فيها تقنية جديدة في بناء القصيدة وعتباتها ورؤاها وعالمها وأبعادها, واستثمر فيها نسقاً جديداً للتلقي، وإمكانات إبداعية فارطة الجدة والتحديث، وزَّعها على أصدقائه، وتلقاها قلة من المتابعين.

قصيدة حبيبي غيَّبتها عقدة الجهات.. فيما لم تزل ترنُّ في الذاكرة حيةً وقادةً مضيئة التفاصيل، قصيدة محمد حبيبي، كما جازان حاضرة في المعنى.. لا تغيب. عصية جازان وقصيدة حبيبي على كل مقاصد التغييب.

md1413@hotmail.com
المدينة المنورة
 

جازان
محمد الدبيسي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة