ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 08/01/2012/2012 Issue 14346

 14346 الأحد 14 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

بقدر ما سيتركه توديع ظاهرة العصر.. عميد لاعبي العالم محمد الدعيع للملاعب في وجدان كل رياضي سعودي من حسرة تشبه حالة الشعور باليتم.

بقدر ما يبعث في الأنفس من الغبطة نظير ما حظي به هذا الأسطورة من تفاعل جماهيري عارم يجسد المكانة التي يحتلها في نفوس الأتقياء الذين يقدرون ويثمنون تضحيات وجهود وعطاءات أبناء الوطن الأوفياء من صنف الدعيع.

هذا الأنموذج من الرجال الذين يعطون لأوطانهم بكل إخلاص دون كلل أو ملل.. وبأنفس راضية مطمئنة.. هم من يستحقون الاحتفاء والتكريم.. وهم من يستحقون أن تُكتب أسماؤهم وانجازاتهم في سجلات الأمجاد بأحرف من ذهب.

الدعيع الذي دلف إلى الساحة قبل عقدين من الزمان.. وهاهو يغادرها دون أن تصدر منه أية إساءة بحق أي فرد صغيراً كان أو كبيراً.. ولم يتقاعس في أي يوم من الأيام عن أداء واجبه سواء تجاه ناديه، أو تجاه منتخب وطنه.

ولعل أكثر ما يحز في النفس هو أنه غادر الساحة وهي خالية ممن يمكن أن يذكرنا به فناً وعطاءً وخلقاً على مستوى الحراسة، فيما الأقرب منها أن نبقى طويلاً نتحسر عليه وعلى أيامه.

شكراً أيها الأسطورة.. شكراً لمن عمل وساهم في حفل التكريم.. شكراً لأهل الوفاء.. شكراً للزعيم ورجالات الزعيم.

إذا شفت الحافي قل: يا كافي؟!

لم يترك أسلافنا (رحمهم الله) أمرا من الأمور التي تستدعي التوقف عندها.. إلاّ وضعوا لها من الأمثال الدلالية ما يخلدها في ذاكرة الزمن لتظل متداولة عبر الأجيال.

والمثل الكامن في العنوان أعلاه، إنما يدلل على ما كانوا يلمسونه في (الحفاة) من نُذر غير حميدة، ربما الشر، ربما الشؤم، وربما الكراهة.

وبما أننا نعيش اليوم في رغد من العيش (ولله الحمد) وبالتالي اختفاء حفاة الأقدام باختفاء الأسباب.

غير أننا في مقابل ذلك قد ابتلينا بجيوش من (الحفاة) من نوع آخر، وهم حفاة الفكر والمنطق، والتهذيب أيضاً؟!.

ولنأخذ الأمثلة من وسطنا الرياضي بعامة، والإعلامي بخاصة باعتبارهما المجالين اللذين لا يسوغ لنا الخوض فيما سواهما وذلك من باب التخصص.

هذا الوسط الذي شهد في الآونة الأخيرة طفرة غير مسبوقة في جوانب عدة.. لعل أبرزها جانب حرية الطرح وإبداء الرأي، فضلاً عن وفرة المنابر والوسائل المتيحة لممارسة العمل بكل راحة وأريحية.

غير أننا استخدمنا هذا المنفرج وهذه الوسائل أسوأ استخدام؛ لأننا لم نجعل له ضوابط، وتركناه ساحة يركض في أرجائها كل من هب ودب.. تماما كما تعاملنا مع التقنيات الحديثة من حيث طغيان الاستخدام السلبي على الاستخدام الإيجابي؟!

لهذا كان من الطبيعي والحال كذلك أن يستحوذ الحفاة فكريا على المشهد إلى درجة الاستيلاء.. بضاعتهم في ذلك لا تتجاوز افتعال القضايا الكيدية والاستهدافية وتصفية الحسابات، واستمالة السذج من المحتقنين ومرتادي المدرجات لممارسة التصفيق الأبله لهم ولطرحهم السقيم والخالي من أي قيمة أو فائدة سوى تلبية رغبات الذات ورغبات أصحاب الميول المشتركة، وهذا هو الأهم بالنسبة لهم ولمن ينتدبهم لتمثيل أنديتهم؟!!.

خذوا على سبيل المثال لا الحصر: صاحب مقولة (إحنا جينا هنا على شان نوعّي ونثقف المجتمع) وعلى الرغم من الموقف المخجل الذي وضعه فيه أحد الزملاء قبل حوالي ثلاثة أسابيع عندما تداخل هاتفياً لتفنيد تلفيقاته التي أراد بها التضليل في سبيل الإساءة للهلال.. ورغم الحالة البائسة التي كان عليها في حينه أمام الناس الذين جاء لتوعيتهم وتثقيفهم على الهواء مباشرة نتيجة الإفلاس وسوء المنقلب.. تلك الحالة المزرية كانت كفيلة في نظر الأسوياء بأن يتوارى حفاظاً على ما تبقى من ماء الوجه إن كانت له بقية أصلاً.. أو على الأقل الحذر مستقبلاً من الوقوع في المطبات المماثلة.

إلاّ أنه عاد لعرض بضاعته من خلال ممارسة دوره المحوري في البرنامج وكأن شيئاً لم يكن.. ليقع في ما سبق أن وقع فيه من الإدلاء بمعلومات غير صحيحة.. بيد أنه تحسّب للأمر هذه المرة من خلال التظاهر بعدم سماع المداخلات وبالتالي عدم فهمه لمضامينها، مع محاولة توظيف تلك المداخلات لصالحه، فقد عدّها من قبيل التميّز الذي يجب أخذه بعين الاعتبار كون ثرثرته تحظى بقدر من ردود الأفعال، أيّده في ذلك رئس القعدة.. ما يعني أن مقياس التميز والنجاح في مفهومه هو مقدار ما يحدثه تلفيق المعلومات واعتسافها ومن ثم بثها عبر وسائل الإعلام من ردود أفعال مهما كانت درجة سلبيتها بحق من تكفل ببثها أو نشرها.. الغاية أن يكون لها ردود أفعال وأصداء والسلام.!!!.

وقس على صاحبنا هذا ما شئت من النماذج المشابهة والمتشابهة المنتشرة هنا وهناك، وأكثر من ترديد (صب قهوة يا ظافر) رحمة الله على قائلها ومن قيلت له، فأنا اعرفهما تمام المعرفة.

تنهيدة:

ما أصعب وداع النبلاء.

 

في الوقت الأصلي
يستاهل العالمي
محمد الشهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة