ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 13/01/2012/2012 Issue 14351

 14351 الجمعة 19 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في مجلد فاخر لا تقل صفحاته عن «600» صفحة أعد مركز البحوث والدراسات بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دراسة هامة جداً عن «هروب الفتيات» أسبابه وآثاره وعلاجه، وذلك بهدف تقصي حجم المشكلة ومعرفة آثارها على الأسر وعلى المجتمع، مع طرح الحلول المناسبة لها. وهذا الجهد العلمي الرائع يشكرون عليه، وأنصح المختصين والمهتمين وأولياء الأمور بالاطلاع عليه للاستفادة لأنه تناول قضية هامة وحساسة جداً وأصبحت تؤرق راحة الكثير من الأسر السعودية وتقلق منامهم وذلك بعدما بدأت المؤسسات الإصلاحية في مناطق المملكة، ودور الحماية الاجتماعية، وإصلاحيات السجون تستقبل حالات لفتيات يهربن من أسرهن لأسباب تختلف من حالة لأخرى لكنها في النهاية تتفق على أنها أسباب تدور في محيط الأسرة! وأن العلاقات الأسرية المفككة والعنف الأسري، وانفصال الوالدين، واختلاف الأسلوب التربوي بين الوالدين، وغياب العلاقة العاطفية من البيئة الأسرية، إلى غيرها من الأسباب العديدة والتي استعرضتها الدراسة مما يؤدي في النهاية لاتساع الهوة النفسية والعاطفية بين الفتاة وأسرتها، وتدفعها للهروب حتى لو كان هروباً مندفعاً وغير مخطط له! لكنه كان هروباً بهدف التعبير عن الرفض لوضع تعاني منه، وبهدف التعبير عن المطالبة بالحقوق! لكن للأسف الشديد يوقعها هذا الأمر في مخاطر أكبر من ظروفها الأسرية التي تسببت في هروبها! فالكثير من الحالات التي تابعناها سواء في مجال العنف الأسري، أو الأحداث، أو السجون، كانت بداية الشرارة لمشوارها الانحرافي أو الإجرامي هو «الحرمان من العلاقة الأسرية القوية القائمة على الثقة والحب المتبادل»! مما يعطيها مجالاً للبحث عن البديل خارج الأسرة والذي تعتقد أنه سيحقق لها أحلامها في الحب والزواج! لكن للأسف الشديد هذه العلاقات البديلة غير السويّة تدفعها للهروب أكثر بمشاعرها وجسدها مما يوقعها في براثن العلاقات الجنسية غير المشروعة وتصبح هدفاً للاستغلال الجنسي والاستغلال في المتاجرة بشرفها وفي ترويج المخدرات. وهنا تكون الطامة الكبرى بعد القبض عليها من الجهات الأمنية وصحوتها من حلمها الأسود لواقع أكثر سواداً! وخاصة عندما يتم تطبيق العقوبة الشرعية بحقها، وتشعر بعدها بالندم وترغب العودة لأسرتها التي قد تكون نبذتها كمثل كثير من الأسر لدينا والتي ترفض عودة ابنتهم للعيش بينهم، وندخل في دائرة أكثر تعقيداً تتعلق بكيفية إقاع الأسر لاستلام بناتهم اللاتي قد يمكثن بالإصلاحيات فترات طويلة يتحولن بعدها لشخصيات انتقامية وعدوانية ومضطربة نفسياً لا يتم بالسهولة إعادة تكيفهن الأسري والنفسي. فهذه الدراسة الهامة جداً قدمت توصيات وبرامج وقائية وعلاجية رائعة خاصة أنه تم تحديد الجهات المعنية بها، ولكن أتمنى من أجل مصلحة فتيات هذا الوطن أن يتم إلزام تلك الجهات بتنفيذها بأسرع وقت ممكن وذلك تحت مظلة وزارة الداخلية ذات الوزن والاهتمام الأكبر بأمن وأمان البلاد.

moudy_z@hotmail.com
 

روح الكلمة
لماذا يهربن الفتيات ؟!
د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة